يمر أغلب مدربي المنتخبات العربية بفترة شد انتباه يتخللها تركيز كليّ على أبرز النجوم العرب المحترفين في أغلب الدوريات سواء منها الأوروبية أو العربية، وذلك لتجهيز القائمات قبل موعد انطلاق نهائيات الأمم الأفريقية.
وفي مقابل العمل الذي يقوم به المدربون، يضاعف اللاعبون من مجهوداتهم ويظهرون بمستويات لافتة مما يصعب على المدربين مهمة الاختيار بين هذا وذاك لشغل هذه الخطة، وهو ما يتسبب في إرباك بعض المدربين لاختيار أبرز العناصر التي سيدخلون بها غمار المنافسة.
ويزداد الضغط على المدير الفني للمنتخب المغربي هيرفي رينارد مع اقتراب موعد نهائيات أمم أفريقيا المقبلة لتجهيز قائمة اللاعبين، خصوصا في ظل المجهود اللافت الذي يبذله عبدالرزاق حمدالله ويوسف العرابي، وهما نجما “منتخب الأسود” المحترفان على التوالي في السعودية وقطر وذلك بسبب أرقامهما التهديفية المرتفعة.
وتسبب الظهور المتواضع للمنتخب المغربي في آخر مباراتين أمام مالاوي في تصفيات الكان وودية الأرجنتين وفشله في هز شباك منافسيه، في ازدياد الضغط كي لا يتكرر سيناريو النسخة السابقة والخروج من ربع النهائي أمام الفراعنة. وتضاعفت شعبية اللاعب عبدالرزاق حمدالله مؤخرا أكثر من السابق بعد قيادته ناديه النصر إلى صدارة ترتيب الدوري السعودي بعد إسقاط منافسه الهلال في مباراة مجنونة، واصل خلالها المغربي تألقه وسجل هدفا من الثلاثة التي فاز بها ناديه.
النجم المغربي يتفوق على مهاجمين مثل مبابي وأغويرو وبنزيمة الذين لم يصل معدلهم التهديفي لما حققه حمدالله
واحتل حمدالله صدارة هدافي الدوري السعودي بـ22 هدفا، ليصبح أول لاعب في التاريخ يسجل 15 هدفا أو أكثر في 5 دوريات مختلفة في موسم واحد بدأها من المغرب ثم النرويج مرورا بالصين وقطر وانتهاء بالسعودية. كما أنه تجاوز هذا الموسم 30 هدفا في كل المسابقات التي شارك فيها رغم ظهوره المتأخر مع النصر. وكان حمدالله رفض دعوة رينارد مؤخرا لحضور معسكر الأسود لأسباب عائلية لم يصدقها المتتبعون، ورد عليها رينارد في مؤتمر صحافي بأنه موقف يلزم اللاعب نفسه.
ويتفوق النجم المغربي خلال العام الحالي على أفضل المهاجمين في الدوريات الكبرى مثل الفرنسي كليليان مبابي والأرجنتيني أغويرو وكريم بنزيمة، إضافة إلى السنغالي ساديو ماني والذين لم يصل معدلهم التهديفي لما حققه حمدالله. ولم يتوقف عداد حمدالله عند هذا الحد، إذ يعد أول لاعب خلال العام الحالي يسجل سوبر هاتريك في مناسبتين، كما أصبح أول لاعب مغربي يسجل 20 هدفا في 3 دوريات مختلفة.
ويطالب قطاع واسع من جماهير الأسود بتدخل فوزي لقجع، رئيس اتحاد الكرة المغربي، في قصة حمدالله مع رينارد، كما فعل مع حكيم زياش عندما فرض على ريناد الانتقال إلى هولندا لمصالحته. وبدوره واصل يوسف العرابي عروضه الرائعة بالدوري القطري مع نادي الدحيل وصيف المسابقة خلف نادي السد، بعدما سجل في مرمي الأخير ليصل 25 هدفا هذا الموسم. وأصبح العرابي أول لاعب يسجل 100 هدف في تاريخ الدحيل ليكرر ما فعله داخل نادي غرناطة الإسباني بأن غادره بعدما أصبح هدافه التاريخي.
ويملك العرابي 15 هدفا مع منتخب الأسود، وهو أفضل هدافي الجيل الحالي متقدما على حكيم زياش صاحب 12 هدفا، وخالد بوطيب بـ10 أهداف، إلا أن رينارد تجاهله لأسباب غامضة. ويملك حمدالله والعرابي في رصيدهما هذا الموسم أكثر من 60 هدفا، وهو ما يضاعف 4 مرات ما سجله المهاجمون الأساسيون داخل الأسود على غرار خالد بوطيب ورشيد عليوي وأيوب الكعبي ويوسف النصيري.
ويأمل الجمهور المغربي في مشاهدة الثنائي حمدالله والعرابي في مسابقة أمم أفريقيا بمصر، بسبب نجاعتهما التهديفية وتجربتهما الكبيرة، ويرى أنهما يعتبران أفضل من الأسماء التي يثق فيها رينارد والتي لا تقنع منذ فترة. وكان هذا الثنائي من بين أساسيي المنتخب المغربي في عهد المدرب السابق بادو الزاكي، قبل أن يتجاهلهما رينارد بحجة نشاطهما في دوريات خليجية “متواضعة” كما صرح مرارا.