بن كيران يحيي خلافات العدالة والتنمية بالتدخل في أزمة التعليم
أحيا رئيس الحكومة المغربية السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية خلافات حزبه التي كانت قد بدأت في الخفوت الفترة الماضية. ووبخ بن كيران في مقطع مصور رئيس الحكومة الحالي سعدالدين العثماني بعد أن وقع خلال اجتماع وزاري على مشروع قانون لتغيير لغة تدريس المناهج العلمية من العربية إلى الفرنسية.
وتوجَّه بن كيران إلى رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الحالي قائلا “إن التوافق حول الصيغة الحالية للقانون الإطار لا يخالف فقط دستور المملكة، بل يخالف حتى الورقة المذهبية للحزب التي نبّهت إلى أن قناعتها الأساسية هي أن من أسباب فشل التعليم في المغرب هو اعتماد اللغة الفرنسية”.
ودعا الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية نواب حزبه إلى عدم التصويت على القانون الإطار، مضيفا أنه “لا يؤمن بالحياد في هذا الموضوع”.
واعتبر المحلل السياسي عمر الشرقاوي، في تصريح لـ”أخبارنا الجالية ” أن أمام الفريق البرلماني العدالة والتنمية المكون من 125 نائبا أربعة اختيارات، فإما أن يستجيب لدعوته ويصوت ضد المشروع وبالتالي ينهي عمليا وسياسيا شرعية العثماني الذي وافق على المشروع، وإما يصوت لصالح المشروع ويرسل لبن كيران رسالة مفادها أن زمانك انتهى.
أما الخياران الآخران فيتمثلان حسب الشرقاوي “في انقسام التصويت بين تيار مؤيد للنص وتيار معارض له وهذه ضربة موجعة لوحدة الحزب الهشة وإما التصويت بالامتناع فيتحول إلى حزب لا لون ولا طعم ولا شكل له”.
ويرى عمر الشرقاوي أن بن كيران نجح في رمي كرة من لهب في بيت حزبه المليء بالقش وفي كل الحالات ومهما كانت توجهات التصويت بنعم أم لا أو انقسم أو امتنع فإننا أمام مشهد مأساوي لحزب كانت كل قوته في وحدته قبل أن تتفرق به السبل.
ومنذ تشكيل حكومة العثماني وإقالة بن كيران من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس يعاني “العدالة والتنمية” خلافات بين قياداته، حيث انقسم إلى تيارين: تيار مؤيد للعثماني ويسمى بتيار الإستوزار وآخر متعاطف مع بن كيران.
وحاول العثماني إنهاء هذه الخلافات بإطلاق حوار العام الماضي، نجح نسبيا في تطويق الأزمة قبل أن يعيد بن كيران إشعالها. ويسود جدل في المغرب منذ أشهر بشأن عزم الحكومة تغيير مناهج التعليم من العربية إلى الفرنسية.
وكان إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رفض ما وصفه بـ”بعض الممارسات التي يُقدم عليها جزء من السياسيين في موضوع التعليم، حيث يرسلون أبناءهم للدراسة وفق المناهج الأجنبية ويحثونهم على التمكن من اللغة الإنكليزية، فيما يناصرون بقاء أبناء الشعب حبيسي تعليم تقليدي باللغة العربية”.
وشدد إدريس لشكر على “ضرورة التصدي لرافضي تغيير لغة المناهج الدراسية؛ لأنه لم يعد ممكنا أن تنطلي مثل هذه الأشياء على المغاربة”.