البريكست.. جدل اليوم يؤثر على الأجيال المقبلة
يجوب عالم بريطاني شوارع لندن في حافلة كبيرة حمراء كتلك التي تشتهر بها العاصمة البريطانية، لاستطلاع آراء السكان بشأن قرار خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي لترك شهادات توثق الموقف من هذه المسألة الجدلية في البلاد للأجيال المقبلة.
ويوضح دومينيكو سيرجي خلال وقفة في ضاحية بغرب لندن، صوّت سكانها بأعداد كبيرة لصالح البريكست خلال استفتاء 2016، أنه يتنقل بين “المراكز التجارية والحانات والأسواق” في العاصمة البريطانية في إطار مشروع لحساب متحف لندن.
وتندرج اللقاءات التي يجريها سيرجي بشأن هذه المسألة في إطار برنامج مدته أربع سنوات ممول من مجلس الفنون ويرمي إلى توثيق هذه المرحلة التاريخية.
وفي 29 مارس، اليوم الذي كان مقررا في الأساس لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل تأجيله، شهدت لندن تظاهرة شارك فيها الآلاف أمام البرلمان للمطالبة بحصول هذه العملية “فورا”، فيما خلف جدران قصر ويستمنستر رفض النواب للمرة الثالثة اتفاقا للانسحاب قدمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي. وفي 23 مارس، تظاهر مئات الآلاف من أنصار بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان للمطالبة بإجراء استفتاء ثان بشأن المسألة.
وبحسب الباحث الذي جاب أيضا أحياء في ضواحي لندن لإجراء حوالي مئة مقابلة، أبدى الكثير من الأشخاص الذين استطلع آراءهم حالة سأم من البريكست. ويوضح أن “الناس يشعرون بأن النقاش العام تخطاهم وهم مستاؤون من التململ السائد”، مضيفا “من المهم الإشارة إلى أن الناس يريدون التعبير عن الغضب من بريكست ولا يتوانون عن التعبير عن حقيقة أفكارهم”. ذلك أن البريكست يؤثر خصوصا على “الدينامية العائلية”، بحسب ما يرى سيرجي خلال زيارة لجامعة برونيل في الدائرة التي يمثلها النائب المحافظ المناوئ للاتحاد الأوروبي بوريس جونسون.
ويقول “الأسبوع الماضي، في متنزه نيوهام، التقينا بزوجين من هارفيرينغ صوّت أحدهما لمصلحة بريكست فيما صوّت الثاني ضده”، في إشارة إلى حي أيّد 70 بالمئة من ناخبيه مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وتقول سالي بروتون ميكوفا، المكلفة بحصص التواصل السياسي في جامعة إيست أنغليا، “من المهم جدا جمع مجموعة متنوعة من الآراء”، لأنه “في خلال 20 عاما، سينظر الناس إلى الماضي ليستخلصوا العبر”.
ويعتبر أستاذ الصحافة السياسية في جامعة ساسكس إيفور غابير أن هذا التحقيق سيخاطب الأجيال المقبلة التي تكبر في جو العولمة. وهو يقول “مع تسارع وتيرة العولمة، يتمسك الناس بهويات خاصة، وهو أمر له سلبيات وإيجابيات”.