متى تتحد الجالية المغربية ببلجيكا ؟
الاتحاد كلمة ترعب كل مبتز أو متسلط ، لأنها تعني قطع ظروف الابتزاز أو الاستغلال <<إنما يأكل الذئب من الغنم القصي >> لذلك سأتطرق إلى معظم ملابسات هذه القضية للإجابة عن السؤال لماذا لا تتحد الجالية المغربية ببلجيكا ؟
الجواب عن هذا السؤال الوجيه الغريب ،وجيه لأنه يواجه كل فرد منا وفيه من الصدق والحق بما يجعل الفرد يواجه به كل مسؤول ، أما غرابته فتكمن في التشابه الكبير بين مغاربة بلجيكا ورغم ذلك ليس هناك إتحاد.
فيه أوجه متعددة اجتماعية ،اقتصادية، ، سياسية……
الجالية المغربية ما زالت لا تؤمن بمفهوم المواطنة و مفهوم الشعب ،كل ولائها الى القبيلة . الدليل على ذلك أنه كلما قام حراك سياسيا في اَي مدينة بالمغرب ،طفت الى السطح فكرة القبلية و القبيلة ( الريف ، سوسي ، عروبي ، شمالي ، صحراوي …..).
مما سبق فإن القبيلة او العصبية (ابن خلدون) التي تسيطر على الحكم ،يتبعها السيطرة على الثروة ، وهذا ما ادى الى هذه الاختلافات ،
فالجالية المغربية تقدر ب 800 ألف مهاجر مغربي بالديار البلجيكية يعملون في جميع المجالات ( مهندسين ، أطباء ، إعلاميين ، تجار ، عمال بناء ، منظمين حفلات ….) جالية كاملة مكتملة و الحمد لله ، و لكن الغريب في الأمر هو ان جاليتنا لا تتجمع الا في السهرات المنظمة من بعض الاشخاص و رغم ذلك لا نجد حوارا ثقافيا فقط مشادات لفظية و نظرات تلفت تحركات كل فرد في الحفل .
في حوار مع بعض الأصدقاء صرح لي بجملة قلبت كياني حينما قال لي ( فوت عليك كحل الرأس تربح ) .
و عندما افكر مليا في ما قاله أجد أن فعلا فقط المغاربة من ينتظر المشاكل لأخيه ليزيد في أزمته ، سواء بالكلام او بالإساءة بأفعال بعيدة عن الإنسانية . و الأمثلة عديدة في هذا الموضوع .
لاحظنا مأخرا بعد المنتدى المغربي البلجيكي الذي أقيم بالرباط ، تهكمات و أقوال تسيء للمنتدى و للطاقات الفاعلة التي حضرت في هذا اللقاء ، طاقات و أكررها لأن كل فرد من الجالية المغربية هو طاقة تعتمد عليها الدولة المغربية و الجالية في المجال الذي يعمل فيه ، انتقادات تسيء للوطن قبل كل شيء ، انتقادات تفرق و لا تجمع ، انتقادات من أشخاص لأشخاص ، ( لما ذلك الشخص و ليس أنا ) الأنانية شغلت العديد من الاشخاص دون ان يفكر يوما لماذا تم اختيار ذلك الشخص و ليس هو ، لن يفكر ماذا قدم للمغرب و للجالية و ما المراد من المنتدى .
فقط الانشغال بالآخرين رغم تصريحات سفير المملكة المغربية ببلجيكا السيد محمد عامر الذي أكد على ان هناك دورة ثانية و ثالثة و ان ليس من الممكن دعوة الجميع .
فثروة الجالية جعلت الذئاب لا يروقهم تكتل الغنم بجوار بعضهم ، لذلك تراهم يثيرون من حين لاخر فزاعات كثيرة ،تتناسب مع عقلية ووضع المقصود بالإثارة.
نحن رابع جالية ببلجيكا و ربما أقواها ، أقواها بحبنا للبعض ، اقواها بتشبتنا بوطننا ، أقواها بالطاقات المتواجدة ببلجيكا و التي تلعب دورا مهما في هذا البلد اقتصاديا و سياسيا و إعلاميا ، فلما لا تحدو الجالية المغربية حدو الأتراك و الإيطاليين و اليهود و غيرهم من الجاليات المتواجدة ببلجيكا .
فقال رسول الله (ص) ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))[1].
هذا الحديث الشريف مِن الأحاديث العظيمة التي عليها مدار الدِّين، ولو عملت الجالية به لقُضى على كثير من المنكَرات والخصومات بين الناس، ولعمَّ المجتمعَ الأمنُ والخير والسلام، وهذا يحصُل عند كمال سلامة الصدر مِن الغل والغش والحسد، فإنَّ الحسد يَقتضي أن يَكره الحاسدُ أن يَفوقه أحدٌ في خير أو يُساويه فيه؛ لأنه يحب أن يمتاز على الناس بفضائله ويَتفرَّد بها عنهم، والإيمانُ يَقتضي خلافَ ذلك، وهو أنْ يَشْركه المؤمنون كلُّهم فيما أعطاه الله من الخير، مِن غير أن ينقص عليه من ذلك شيء[2].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث معاذ رضي الله عنه؛ أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان، قال: ((أَفْضَلُ الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ للِه، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ، وَتُعْمِلَ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ اللهِ)) قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: ((وَأَنْ تُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَتَكْرَهَ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَأَنْ تَقُولَ خَيْرًا أَوْ تَصْمُتَ))[3].
اذا الاتحاد على مستوى الافراد والجماعات و الشعوب لا يجب ان يفهم أنه التحام عضوي ولكن هو تبادل المصالح المشتركة في اطار قواعد شفافة،يقوم بوضعها و سنها صاحب الامر طواعية دون اي ضغط مهما كان نوعه.