القدس والجولان محور مباحثات العاهلين المغربي والأردني
شكلت القدس والجولان محور المباحثات التي جرت بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في الرباط، حيث أعلنا رفض بلديهما لقرارات الولايات المتحدة بالاعتراف بالمنطقتين أراضي إسرائيلية.
أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في بيان مشترك الخميس أن قرار إسرائيل ضم هضبة الجولان المحتلة هو “قرار لا شرعي وباطل”.
وقال بيان تلاه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي إن “قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل هو قرار لا شرعي وباطل، ويشكل خرقا لقرارات الشرعية الدولية، وخصوصا قرارات مجلس الأمن”.
وأكد البيان أنه “وفقا لقرارات الشرعية الدولية، فإن الجولان أرض سورية محتلة”.
وزار العاهل الأردني المغرب لمدة يومين في إطار جولة تشمل أيضا إيطاليا وفرنسا وتونس.
ولم يعلق البيان بشكل مباشر على توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها العام 1981.
ودافعت الولايات المتحدة الأربعاء في مجلس الأمن الدولي عن هذا القرار، وهو موقف دانه بالإجماع شركاؤها الـ14 الآخرون في الأمم المتّحدة خلال جلسة طارئة عقدت بطلب من سوريا.
واعتبرت جامعة الدول العربية التي علقت منذ سنوات عضوية سوريا فيها، على لسان أمينها أحمد أبوالغيط الاثنين، أنّ الاعتراف الأميركي “باطل شكلا وموضوعا”.
كما دانت منظمة التعاون الإسلامي الخطوة الثلاثاء ووصفتها بأنها “مخالفة صريحة للقانون الدولي”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
ويُعدّ الجولان منطقة استراتيجية، كونها غنية بالمياه ويطل الجزء المحتل منها على الجليل وبحيرة طبريا.
العاهل الأردني يسعى إلى مثل هذا التنسيق مع العاهل المغربي، رئيس لجنة القدس، وذلك قبل أيام قليلة من انعقاد القمة العربية في تونس
وقالت مصادر عربية إن الهدف من زيارة الملك عبدالله الثاني للرباط لعقد محادثات مع الملك محمد السادس هو التنسيق بين الأردن والمغرب في شأن القدس.
وأوضحت أن العاهل الأردني يسعى إلى مثل هذا التنسيق مع العاهل المغربي، رئيس لجنة القدس، وذلك قبل أيام قليلة من انعقاد القمة العربية في تونس.
ومعروف أن المغرب يبذل منذ سنوات جهودا كبيرة للمحافظة على القدس والمقدسات الإسلامية والعربية فيها. أما الأردن، فإنّه يسعى من منطلق أن الهاشميين حماة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية إضافة إلى المحافظة على عروبة المدينة.
وتعترف إسرائيل نفسها بدور الأردن في حماية الأماكن المقدسة في القدس. وأكدت ذلك من خلال اتفاق السلام الموقّع
بينها وبين المملكة الهاشمية في أكتوبر من العام 1994.
وكان عبدالله الثاني حرص قبل مغادرته عمّان في جولة بدأها بالمغرب على تأكيد أن القدس “خط أحمر” وذلك في ضوء القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة.
وألغى العاهل الأردني زيارة كانت مقررة لرومانيا الأسبوع الماضي بعد إعلانها نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وبخصوص العلاقات الثنائية للبلدين اتفق العاهلان على “الارتقاء بعلاقات الأخوة والتعاون” بين البلدين إلى مستوى “شراكة استراتيجية متعددة الجوانب”.
وقال بوريطة إن العاهلين المغربي والأردني اتفقا أيضا على إرسال بعثة اقتصادية مغربية، تضم ممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب (أكبر تجمع للمقاولات بالبلاد) والمجموعة المهنية لبنوك المغرب (غير حكومية) إلى الأردن، لبحث فرص الاستثمار والتعاون بين البلدين.
وأشار بوريطة إلى أن العاهل المغربي أصدر تعليمات بتأسيس مركز للتكوين والتأهيل المهني بالأردن، للعمل في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العمومية.
كما سيسعى المركز، بحسب البيان، إلى مشاركة تجربة المغرب مع الأردن في مجال إدارة الموارد المائية.
ولفت بوريطة إلى أن قائدي البلدين أجريا أيضا مباحثات معمقة حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، و”سجلا بارتياح تطابق وجهات نظرهما بشأنها”.