ارتفاع عدد ضحايا مجزرة المسجدين في نيوزيلندا إلى خمسين قتيلا
ارتفع عدد قتلى الهجوم على المسجدين في مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا إلى 50 بعد عثور المحققين على جثة أخرى بأحد المسجدين، وقالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إن السلطات ستبدأ تسليم الجثث إلى الأسر لدفنها الأحد.
ووجهت السلطات تهمة القتل السبت إلى الأسترالي برينتون هاريسون تارانت (28 عاما) الذي يشتبه بكونه متعصبا يعتقد بتميز العرق الأبيض.
وأكدت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، سقوط 100 ضحية بين قتيل وجريح في الهجوم الإرهابي على مسجدين بمدينة كرايتس تشيرش، الجمعة الماضية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لـ”أرديرن” الأحد، للكشف عن مزيد من التفاصيل حول المجزرة والضحايا، حسبما نقل موقع “راديو نيوزيلندا” (رسمي).
وقالت: “هناك 50 قتيلا و50 مصابا، بينهم 12 في حالة حرجة”. وأضافت أنّه بشكل عام هناك “34 مصابا مازالوا يتقلون العلاج في مستشفى كرايتس تشيرش”.
كما أشارت إلى وجود “طفلة (5 سنوات) وأبيها بين القتلى، حيث قام المسلح بمطاردتهما وقتلهما”.
وأعلنت أرديرن، أن مكتبها تلقى نسخة مما يطلق عليه “بيان” منفذ الهجوم، قبل تسع دقائق من وقوع الهجوم.
غيّر أنها أكدت في تصريحاتها أن البيان وصل إلى مكتبها ونحو 30 شخص ومؤسسة بينها وسائل إعلام دون أن يتضمن “أية معلومات حول الموقع (لتنفيذ الهجوم) أو أية تفاصيل محددة”.
وفي السياق، لفتت أرديرن إلى أنه سيتم بدء تسليم جثامين الضحايا إلى ذويهم مساء الأحد ، على أمل أن تنتهي تلك العملية بحلول الأربعاء.
وأرجعت رئيسة الوزراء النيوزيلندية عملية الإسراع في تسليم جثامين الضحايا إلى ضرورة احترام السلطات “تعاليم الدين الإسلامي، التي تنص على ضرورة دفن الموتى في أسرع وقت”.
ومضت بالقول: ” التقى أكثر من 200 من الجالية المسلمة بالمسؤولين في مستشفى كرايس تشيرش الليلة الماضية، لبحث كيفية تحديد هوية الجثث وتسليمها لذويها”.
ومثل تارانت أمام المحكمة الجزئية في كرايستشيرش مكبل اليدين ومرتديا ملابس السجن البيضاء السبت حيث تم حبسه على ذمة القضية. ومن المقرر أن يمثل ثانية أمام المحكمة في الخامس من أبريل نيسان وقالت الشرطة إن من المرجح أن يواجه اتهامات أخرى.
ووصفت رئيسة الوزراء الهجوم بالإرهابي وهو أسوأ حادث قتل جماعي في نيوزيلندا. ورفعت السلطات مستوى الخطر الأمني إلى أعلى درجة.
وجرى بث الهجوم على أحد المسجدين في مدينة كرايستشيرش على فيسبوك كما تم نشر بيان يصف المهاجرين “بالغزاة” على روابط على حسابات مرتبطة ببعضها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقام المتطرف العنصري الأسترالي برينتون تارنت بتصوير المجزرة ونقلها في بث مباشر على فيسبوك، في فيديو نراه خلاله يستهدف المصلين الواحد تلو الآخر ويجهز على المصابين والناجين الذين يحاولون الفرار.
وفي هذا الشأن أعلنت أرديرن أنها تنتظر توضيحات من فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بث مقاطع مصورة من المجزرة التي جرت في مسجدين في كرايست تشيرش بصورة مباشرة خلال الهجوم الذي اوقع خمسين قتيلا.
وتمكن فيسبوك من حذف الفيديو الذي يستمر 17 دقيقة، لكنه لقي مشاركات كثيرة قبل ذلك على يوتيوب وتويتر وواجهت مواقع التواصل الاجتماعي صعوبة في سحب الصور.
وقالت أرديرن إنه لا يزل هناك “أسئلة تتطلب أجوبة” من شركات الإنترنت الكبرى، مشيرة إلى أنها على تواصل مع مديرة العمليات في فيسبوك شيريل ساندبرغ التي “أقرت بما حصل في نيوزيلندا”.
وتابعت رئيسة الوزراء “بذلنا كل ما في وسعنا لسحب أو حمل (المواقع) على سحب بعض الصور التي انتشرت في أعقاب هذا الهجوم الإرهابي”.
وتابعت “لكن في نهاية المطاف، يعود لهذه المواقع أن تسهل سحب (المشاهد) أعتقد أنه لا يزال هناك أسئلة تتطلب أجوبة”.
وتعهدت المسؤولة عن فيسبوك في نيوزيلندا ميا غارليك في بيان الأحد “العمل على مدار الساعة لسحب المحتويات المخالفة”.
وأعلن موقع فيسبوك “قمنا خلال الساعات الـ24 الأولى بسحب 1,5 مليون مقطع فيديو للهجوم في العالم، بينها أكثر من 1,2 مليون تم حجبها أثناء التنزيل”.
وتأخر تسليم الجثث بسبب التحقيقات لكن أرديرن قالت إن العائلات ستتسلمها بدءا من مساء الأحد.
وأضافت أرديرن في مؤتمر صحفي “لكن من المرجح أن يتم البدء بعدد صغير”، وتوقعت تسليم كل الجثث بحلول الأربعاء.
وتم وضع أكاليل من الزهور على مواقع قرب المسجدين وتوقف المارة من جميع الديانات للتعبير عن التعاطف. وقال أرديرن إن الشرطة ستنتشر عند جميع المساجد لدى فتحها.
وقال مفوض الشرطة مايك بوش إن الجثة الخمسين عُثر عليها في مسجد النور حيث لقي ما يربو على 40 شخصا حتفهم بعد أن دخل المسلح وأطلق النار من سلاح نصف آلي قبل أن يتحرك إلى المسجد الثاني.
وصدمت الشرطة سيارة المشتبه به واعتقلته بينما كان يقود سيارته مبتعدا عن المسجد الثاني في ضاحية لينوود. وقال بوش إن الرجل اعتقل بعد 36 دقيقة من إبلاغ الشرطة.
ولقي أحد الأشخاص في المسجد الثاني إشادة لأنه قام بتشتيت المهاجم وتصدى له مما حال دون وقوع المزيد من القتلى.
ونقل موقع نيوزهاب الإلكتروني عن عبد العزيز (48 عاما) قوله إنه سمع صوت إطلاق النار فركض إلى خارج المسجد وصرخ في المسلح وأبعده عن المبنى.
والتقط عبد العزيز، وهو من أفغانستان، أحد أسلحة المسلح وهدده فلاذ بالفرار بسيارته.
ويخضع 34 للعلاج في مستشفى كرايستشيرش، ولا يزال 12 في الرعاية المركزة بينما نُقل طفل إلى مستشفى للأطفال في أوكلاند.
وتجمع أصدقاء وأقارب الضحايا في مركز أقيم في مدرسة قرب مسجد النور.
ومعظم الضحايا مهاجرون أو لاجئون من دول منها باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا وتركيا والصومال وأفغانستان وبنجلادش.
وذكر بوش أنه لا يعتقد أن ثلاثة أشخاص آخرين احتجزوا الجمعة ضالعون في الهجوم.