مجزرة المسجدين تصدم العالم… يميني متطرف متأثر بترامب يقتل 50 مسلما في نيوزيلندا
قام يميني متطرف مزوّد بأسلحة نصف آلية، بإطلاق النار عشوائياً على المصلين داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، ما أدى إلى مقتل 50 شخصاً وإصابة العشرات.
وتحدّثت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن عن «أحلك يوم» في تاريخ هذا البلد الواقع في جنوب المحيط الهادئ وكان يعدّ آمناً، قبل أسوأ اعتداء يستهدف مسلمين في بلدٍ غربي، صنّفته رئيسة الوزراء مباشرةً بأنه «إرهابي».
نشر بياناً عنصرياً على مواقع التواصل… وعبر عن رغبته باستهداف ميركل و أردوغان
وأثار الاعتداء سلسلة ردود أفعال منددة حول العالم، من البابا فرنسيس والملكة إليزابيث الثانية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان وشيخ الأزهر.
وأعلنت الشرطة البريطانية تعزيز الرقابة على المساجد في البلاد بعد اعتداء نيوزيلندا.
وقالت الشرطة إنها أوقفت أستراليا يبلغ من العمر 28 عاماً ووجهت إليه تهما بالقتل في الهجوم. ومن المقرر أن يمثل اليوم السبت أمام محكمة مقاطعة كرايست تشيرتش. كما أوقف رجلان آخران، لكن لم تعرف بعد التهم الموجهة إليهما.
وعثر على عبوتين ناسفتين يدويتين مثبتتين على سيارة، وجرى تفكيكهما بحسب الشرطة.
وفي سيدني، وصف رئيس الوزراء الأسترالي المهاجم بأنه «شخص عنيف متطرف من اليمين».
ونشر المشتبه به الأساسي «بياناً» عنصرياً على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن ينفذ الهجوم، افتتحه بقصيدة للشاعر البريطاني ديلان توماس (الساحرة في الحقيقة)، وأرجع فيه أسباب ارتكابه للمجزرة، إلى «التزايد الكبير في عدد المهاجرين» الذين اعتبرهم «محتلين وغزاة»
وذكر تارانت عن سبب اختياره نيوزيلندا مكانًا لجريمته، أنه أراد من ذلك «توجيه رسالة للغزاة أنهم ليسوا بمأمن حتى في أبعد بقاع الأرض»، على حد زعمه.
وقال «لا أشعر بالندم .. وأتمنى فقط أن أستطيع قتل أكبر عدد ممكن من الغزاة». وأضاف أن «ارتكاب المذبحة جاء لأنتقم لمئات آلاف القتلى الذين سقطوا بسبب الغزاة في الأراضي الأوروبية على مدى التاريخ».
ولم يكتف المهاجم بهذا فقط، بل تطرق في بيانه إلى أسماء كبيرة يريد استهدافها، ومنها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وعمدة لندن صادق خان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حسب موقع «يورو نيوز» الأوروبي.
وأعلن القاتل في بيانه تأثره بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتباره «رمزا لإعادة الاعتبار لهوية البيض»، رغم أنه لا يعتبره صانع سياسة أو زعيما، حسب صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية.
وقال تارانت إنه استوحى هجومه من «أندرس بيهرينغ بريفيك» مرتكب هجمات النرويج عام 2011، كما زعم أن جريمته تأتي أيضا انتقاما لهجوم في السويد في أبريل/نيسان 2017.
وقال أيضًا إنه تأثر بكانديس أوينز، وهي ناشطة مؤيدة بشدة للرئيس الأمريكي.
واعترف المجرم أنه يخطط للقيام بهجوم كهذا منذ عامين، لكن قرار التنفيذ في مدينة «كرايست تشيرتش» اتُخذ قبل 3 أسابيع فقط. وأكد أنه لا ينتمي إلى أي حركة سياسية.
المسجدان المستهدفان هما مسجد النور في وسط المدينة، ومسجد آخر في ضاحية لينوود. ونقل حوالى 50 مصاباً إلى المستشفيات، 20 منهم في حالة خطرة، حسب رئيسة الوزراء. وبين القتلى نساء وأطفال.
جريمة بدم بارد … موسيقى وبث مباشر على الإنترنت
على طريقة لعبة «بوبجي» الشهيرة، وألعاب القتل الإلكترونية الأخرى، ظهر المنفذ وهو يستمع للموسيقى، ويصور على الهواء مباشرة تفاصيل جريمة قتله مصلين بدم بارد، ومستبدلا خزائن أسلحته بكل أريحية، ويقضي على آنين الجرحى دون رحمة.
ونقل المهاجم مباشرةً على الإنترنت مقاطع من الاعتداء، حيث أمكن رؤيته وهو ينتقل من ضحية إلى أخرى، مطلقاً النار على الجرحى الذين يحاولون الهرب منه.
وقالت الشرطة إن المقاطع التي نشرها منفذ الهجوم «مؤلمة جداً»، فيما حذرت السلطات بأن من ينشر تلك المقاطع قد يعاقب بالسجن إلى ما يصل 10 سنوات.
وإضافة إلى الفيديو أظهرت صور مرتبطة بمنفذ الهجوم على مواقع التواصل أسلحة شبه آلية كتبت عليها أسماء شخصيات تاريخية عسكرية، بينهم أوروبيون قاتلوا القوات العثمانية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
إسطنبول تلغي حفلاتها الفنية تضامنا مع الضحايا
أعلنت بلدية إسطنبول التركية، الجمعة، إلغاء جميع الحفلات الفنية المقررة في المراكز الثقافية التابعة لها، لثلاثة أيام، تضامنا مع ضحايا مذبحة نيوزيلندا.
وعبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت البلدية إلغاء جميع الحفلات الفنية التي كانت مقررة أيام 15 و16 و17 مارس/ آذار الجاري.
كما أعلنت بلدية حي «أوسكودار» في إسطنبول، إلغاء حفل فني كان مقررا في مركز «باغلار باشي» الثقافي التابع لها.
بدورها، قررت بلدية حي «إسنلار» إلغاء الفعاليات الفنية في المراكز الثقافية التابعة لها، والتي كانت مقررة بين يومي 15 و18 من الشهر الجاري،
فيما قررت بلدية حي «سلطان بيلي» في المدينة نفسها، إلغاء جميع الحفلات الفنية التي كانت مقررة أيام 15 و16 و17 من الشهر نفسه، بينما أعلنت بلدية حي «غازي عثمان باشا» إلغاء حفلة فنية كانت مقررة السبت.
فلسطيني وسعودي وأردنيان بين الضحايا
توفي سعودي متأثراً بجراحه إثر إصابته بخمس طلقات نارية، في حادثة نيوزيلندا.
وقال فراس محسن المزيني، أن والده توفي متأثرا بإصابته البالغة التي تعرض لها، حسب وسائل إعلام سعودية.
وكان محسن المزيني ظهر في مقاطع مصورة وهو «رافع إصبع السبابة»، وفي طريقه إلى العناية المركزة جراء إصابته بخمس طلقات نارية، قبل أن توافيه المنية.
كذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، التأكد من مقتل مواطنين اثنين في الهجوم، فيما أشارت أنباء إلى مقتل فلسطيني.