مؤسسات الجالية ، أطباق فارغة تطبل لمعمريها
كنت أتساءل دائما طوال هذه السنوات هل فعلا قامت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بالدور الذي رسمه لها الملك المغفور الحسن الثاني ؟؟؟ لدرجة أنه جعل على رأسها الأميرة للامريم !!! وهل فعلا قام مسؤوليها بالمهمة الحضارية والثقافية التي من أجلها أسست في أواخر الثمانينات ؟؟؟
المهمة هي تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية بالخارج ، وتعتبر فرنسا وبلجيكا أكبر الدول التي إحتضنت أساتذة يدرسون اللغة العربية الثقافة المغربية أرسلوا بشكل رسمي من مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ؟؟؟
لكن مع الأسف المؤسسة كانت تعتمد على أساتذة لايعرفون شيئا عن اللغة العربية وأغلبيتهم فراكفونيون يكنون العداء الإيديولوجي للغة وللدين الإسلامي !!! مدارس أصبحت تفرض على جاليتنا مبالغ تفوق 250 اورو عن كل طفل مغربي رغم ان هؤلاء الأطفال لهم الحق في تعلم لغة بلده الأم .
الأحداث الإرهابية التي حدثت مؤخرا بكل من فرنسا وبلجيكا تؤكد بشكل أن الأجيال التي أسست من أجلها مؤسسة الحسن الثاني لم يحصوا على ما كان يرجوه الملك المغفور له الحسن الثاني من تعليم جيد للعربية ومعرفة حقة للثقافة المغربية كانت سبتعدهم بلا شك عن ثقافة التطرف ولا تتركهم صيغة سهلة لتنظيم القاعدة وداعش !!!
مؤسسة الحسن الثاني إعتمدت طوال هذه العقود سياسة * باك صاحبي وصاني عليك * سواء في تعيينات الأساتذة بجول المهجر أو إرسال فقهاء دين طوال شهر رمضان المبارك !! موجهين مباشرة لبعض المساجد التي تأدي أكبر مبلغ مالي ، يبدأ صراع الأئمة مباشرة بعد وصولهم مطار بروكسيل حيث تظهر الخلافات بينهم عن اَي مسجد يتوجهون اليه ، أئمة يعملون على جمع الأموال طيلة هذا الشهر دون اَي رقابة من المؤسسة .
ولهذا تجد مئات الآلاف من الأساتذة الذين إشتغلوا لحساب المؤسسة رفعوا دعوات قضائية في المحاكم الأوروبية ضدها بعدما إكتشفوا بدورهم أن مجلس إدارة مؤسسة الحسن الثاني لم يؤدي المستحقات المالية المفروضة لصندوق الضمان الإجتماعي المغربي و لصندوق التقاعد المغربي !!
فالمؤسسة منذ تأسيسها لم يحدث ولم نسمع أنها في آخر كل سنة ، قدمت التقرير المالي والسنوي في جمعية عمومية مفتوحة للجميع …
ولا نعرف كم من أعضاء مجلس إدارتها التي يتكون من 27 فردا بقي على قيد الحياة ، أوأن الباقين تعدوا سن التقاعد وعلى رأسهم الكاتب العام للمؤسسة د . عبد الرحمان الزاهي ..الإطار الكبير في الطب ، لكنه بعيد كل البعد عن مشاكل الهجرة والمهاجرين …
السيد الزاهي الذي يدير المؤسسة حاليا ، إستقدم من وزارة الصحة من طرف السيد عزيمان الذي كان أنذاك يشتغل كاتبا عاما لوزارة الصحة ، والذي يشغل صهره منصب الأمين المالي للمؤسسة طبقا للقانون المعروف بين كبار مهندسي الدولة المغربية …إعطيني نعطيك …فيا ترى ما الصفقة التي أدت بتربع السيد الزاهي على إدارة المؤسسة لعقود من الزمن رغم تجاوزه سن التقاعد بسنوات ؟؟؟ لدرجة أصبح ينعت بالمعمرين في المناصب العليا العمومية المهتمة بقضايا الجالية المغربية بالخارج !!!
لهذا لم نستغرب حين فجرت جريدة الصباح المغربية في يوم 26 يوليوز 2016 فضيحة إختفاء 21 مليار و500 مليون من مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج !!!
الفضيحة التي فجرتها، صحيفة “الصباح” تتعلق باختفاء مبلغ مالي ضخم يتعلق الأمر بـ21 ملياراً و500 مليون سنتيم، من مالية “مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج”.
ونقلت “الصباح” أن الاختلالات التي تعرفها المؤسسة التي يُسيرها الكاتب العام “عبد الرحمان الزاهي”، الذي ورغم تقاعده مند مدة طويلة، في ضل غياب الرئيس المنتدب مستشار الملك “عزيمان”، لكن الكاتب العام، لايزال يجثم على رأس المؤسسة ولم يُقدم على إعلان أي جمع عام لها، حيث تعرف هياكل المؤسسة جموداً خطيراً يُشجع على الاختلاس كما الشأن لاختفاء 21 ملياراً و500 مليون التي نقلتها “الصباح”.
المبلغ المالي ضخم الدي إختفى من مالية المؤسسة، كما نقلت “الصباح”، ينضاف الى الفساد المستشري داخلها، حيث التلاعب في الميزانيات السنوية والقرارات الإدارية والبرامج، في ضل غياب الأعضاء الذين خولوا للكاتب العام صلاحيات القيام بما يشاء وكيفما يشاء، حيث توفي عدد من أعضاء المجلس الاداري ولم يتم عقد الجمع العام لتغيير الوجوه والعقليات وإدماج ذوي المؤهلات.
“الصباح” أشارت أيضاً إلى إستمرار كثيرين من موظفي المؤسسة ذاتها وأطرها في مواقعهم بعد أن تجاوزوا سن التقاعد، وتوقف عملية إرساء باقي هياكلها وفروعها التي ينص عليها الظهير المؤسس، مؤكدا أنه رغم مضي 26 سنة على إحداثها لم يتم تشكيل لجانها الجهوية في بلدان الإقامة، حيث أصبحت مؤسسة ميتة في الواقع، حية على الورق لتسمين رواتب القائمين عليها، بينمامصالح أفراد الجالية المغربية بالخارج آخر همهم.
وتجد مجلس الإدارة الحالي الذي لا نعرف كم عدد بقي فيه ، يمول فقط جمعيات فراكفزنية كان لها دور كبير فيما يحدث للأفراد الجالية المغربية المقيمة في كل من فرنسا وبلجيكا !!!
وكان الأحرى ، أن يجيب الدكتور عبد الرحمان الزاهي ، الكاتب العام لمؤسسة الحسن الثاني أين إختفت 21 مليار و500 مليون سنتيم ؟؟؟ وهل هو فقط واجهة للمستشار الملكي السيد عزيمان ؟؟؟
وهل ياترى مسؤولي مؤسسة الحسن الثاني يدخلون في خانة خدام الدولة ، لهذا يفعلون ما يشاؤون لا حسيب ولا رقيب ، بينما مغاربة العالم يعانون الأمرين سواء بدول المهجر أو بأرض الوطن حين يمنع عنهم كل شيء ويتعرضون لشتى الإنتهاكات في جميع مؤسسات الدولة المغربية الموجودة داخل المغرب أوخارجه ؟؟؟
لهذا لا ندري ماذا كان سيكون موقف الملك المغفور الحسن الثاني حين يرى بأم عينيه ما صارت عليه مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ؟؟؟