مهرجان تطوان يواصل الاحتفاء بأعلام السينما المتوسطية
اختار مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط تكريم الممثلة المصرية نيللي كريم في الدورة الفضية من المهرجان، التي تقام في الفترة من 23 إلى 30 مارس الحالي، مثلما سيكرم المهرجان المخرج الإسباني الشهير لويس منيارو والممثل المغربي محمد الشوبي، بينما يحل الممثل المصري كريم عبدالعزيز ضيف شرف على مدينة تطوان، التي تحتضن نهاية هذا الشهر فعاليات الدورة الـ25 من أعرق مهرجان سينمائي في المغرب، انطلق منذ ربيع 1985.
أعلنت مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط عن نجوم الدورة الفضية من المهرجان، حيث يواصل المهرجان تكريم أعلام وعلامات السينما المتوسطية، منذ كرم يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وعمر كابور وروني آليو ونادية لطفي وكلود لولوش ولويس بيرلانغا وأنطونيوني وكمال الشناوي وروسيليني ومحمد ملص وكلاوديا كاردينالي وهدى سلطان ومحمد الركاب ونور الشريف.
قدم مهرجان تطوان الممثلة المصرية نيللي كريم باعتبارها اكتشافا من اكتشافات فاتن حمامة، وجاء في ورقة حول النجمة المكرمة في هذه الدورة أن نيللي كريم هي الممثلة التي فتنت فاتن حمامة، ففي مطلع الألفية الحالية، سوف تختار فاتن حمامة الممثلة نيللي كريم لأداء دور البطولة في مسلسل “وجه القمر”، بعدما شغفتها فنا وأداء، وهي تقدم عرضا معجزا لفن الباليه في دار الأوبرا المصرية.
وتمتلك نيللي كريم رشاقة في التمثيل، استمدتها من فن الباليه الذي تتقنه بحكم موهبتها وأصولها الروسية من جهة الأم، والحال أن روسيا هي التي رسخت صلة هذا الفن بالمسرح والتمثيل، منذ افتتاح المسرح البلشوي في موسكو، ومع ظهور مسرح الباليه في روسيا.
المهرجان يكرم في دورته الـ25 الإسباني لويس منيارو الذي قدم العديد من الأفلام للسينما الإسبانية والعالمية، بصفته مخرجا ومنتجا وكاتب سيناريو
وكانت هذه الممثلة قد ظهرت بقوة في العديد من الأفلام السينمائية، منذ أزيد من عشرين سنة، مع فيلم “سحر العيون” و”شباب على الهواء” و”هروب مومياء” و”إسكندرية– نيويورك”.. مرورا بفيلم “إنت عمري” و”فتح عينك” و”آخر الدنيا” و”واحد صفر”، وصولا إلى “زهايمر” و”الفيل الأزرق”، ثم “اشتباك” الذي صعد بها إلى منصة مهرجان كان في دورته الأخيرة.
كما حازت نيللي كريم على مجموعة من الجوائز الكبرى في مهرجانات عربية ودولية، ومن ذلك جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي سنة 2006، عن فيلم “إنت عمري”، وجائزة أحسن ممثلة في مهرجان مالمو بالسويد عن فيلم “678”، وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة الوطني عن فيلم “واحد صفر”، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان أفلام آسيا والمحيط الهادي وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان الفضائيات العربية عن دورها في مسلسل “لأعلى سعر” وجائزة فاتن حمامة للتميز في مهرجان القاهرة سنة 2015. كما يكرم المهرجان المخرج
والمنتج الإسباني لويس
منيارو، والذي قدم العديد من الأفلام للسينما الإسبانية والعالمية، بصفته مخرجا ومنتجا وكاتب سيناريو، وسبق له أن فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عن فيلم “العم بونمي يتذكر حيواته الماضية”، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان سان سبيستيان عن فيلم “أيطا..”، وجائزة المهرجان الدولي للسينما في كارلوفي عن فيلم “الفارسة”.
ومن المغرب، اختار المهرجان تكريم الممثل محمد الشوبي، والذي تعرف إليه عشاق السينما في فيلم “عطش” لسعد الشرايبي و”طريق العيالات” لفريدة بورقية و”عود الريح” لداود أولاد السيد و”ألف شهر” و”موت للبيع” لفوزي بنسعيدي، و”لعبة الجواسيس” لطوني سكوت، و”تازة” لدانيال كريفي و”موشومة” للحسن زينون.
إلى جانب المكرمين، يحل الممثل المصري كريم عبدالعزيز ضيف شرف على مدينة تطوان في هذه الدورة، وإذا كان قد شرع في التمثيل منذ أن كان طفلا، وهو ابن المخرج محمد عبدالعزيز، فإن موهبة هذا الممثل سوف تعلن عن نفسها في فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة”، رفقة الر احل أحمد زكي، ثم تدفقت عبقريته، سواء تعلق الأمر بالأدوار الدرامية أو الكوميدية، بدءا من فيلم “ليه خلتني أحبك” وفيلم “عبود على الحدود” وفيلم “حرامية في كي جي تو” وفيلم “جنون الحياة”.
وحاز مجموعة من الجوائز المرموقة، ومنها جائزة أفضل ممثل درامي في احتفال شبكة “راديو وتلفزيون العرب art” عام 2009 عن فيلم “ولاد العم”، وجائزة التميز الفني من مهرجان الإسكندرية عام 2010.
كما برع ولمع اسم هذا النجم السينمائي في العشرات من الأفلام الأخرى، من بينها “نادي الرجال السري” 2019، و”الفيل الأزرق” 2014، و”فاصل ونعود” 2011، و”خارج على القانون” 2007، و”واحد من الناس” 2006، إلى جانب أفلام وأعمال درامية أخرى.
السينما امرأة
اختار المهرجان موضوع “السينما المتوسطية بصيغة المؤنث” محورا لأشغال الندوة الكبرى لهذه السنة، ويرى مهرجان تطوان أن الفنَ السابع، وإن كان فنا شعبيا يفتح أبوابَه لكل الجنسين، فهو “مازال خاضعا لهيمنة الرجال، ولا يمنح المرأة نفس حظوظ الرجل، خالقا بذلك التربة المناسبة لتناسل الأفكار النمطية وترسخها في الأذهان والعقليات”، والأدهى من ذلك، أنه “يعمل على خلق نماذج ذكورية باعتبارها الأكمل والأمثل”.
من المغرب، اختار المهرجان تكريم الممثل محمد الشوبي، والذي عرفه عشاق السينما في العديد من الأفلام المغربية
وبرغم التقدم الملحوظ على مستوى الكفاح من أجل إقرار الإنصاف في الحقوق، فإن الفوارق بين الرجال والنساء تظل صارخة، ومازالت المخرجات يواجهن صعوبات جمّة لفرض أنفسهن في الوسط الذكوري، وهكذا “لم تتمكن السينما المتوسطية هي أيضا من الإفلات من هذه الصور والأفكار النمطية والمكرسة التي تنتقص من قيمة النساء وتشكك في قدراتهنّ في الحياة كما في تمثيلها”.
وفي مقابل ذلك، يرى المهرجان أن الوضعية في العالم العربي هي “أفظع بكثير”، حيث تعد النساء السينمائيات على أصابع اليد الواحدة، “لتظل الفوارق واضحة وصارخة” في مجتمعنا السينمائي.
من هنا، تتساءل أرضية الندوة عما إذا كانت السينما تكرس بدورها فكرة التفاوت بين الجنسين؟ وكيف يمكن تدارك هذه الفوارق الصارخة بين النساء والرجال في المجال السينمائي؟ وهل هنالك استراتيجيات ومقترحات لتغيير الوضع السينمائي القائم؟ وأي حلول لتعزيز دعم وتوزيع سينما المخرجات المتوسطيات؟
تساؤلات يطرحها السينمائيون المتوسطيون في مهرجان تطوان، لعلهم يهتدون إلى إجابات ممكنة أو إلى طرح أسئلة جديدة، في دورة جديدة من دورات هذا المهرجان السينمائي الذي يحرص على تجديد نفسه وشكله وأسئلته في كل سنة، منذ ثلاث وثلاثين سنة.