رونالدو يسحب البساط من نجوم دوري أبطال أوروبا
تصدرت ريمونتادا فريق يوفنتوس في دوري الأبطال على حساب ضيفه أتلتيكو مدريد، اهتمامات وسائل الإعلام العالمية، وقاد رونالدو انتفاضة السيدة العجوز، بعدما وقع على هاتريك جديد في شباك فريق العاصمة الإسبانية، لينهي مشوار الروخي بلانكوس في المسابقة الأوروبية.
كان الهدف واحدا فقط من كل حصيلة اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم نادي يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم، في النسخة الجارية من بطولة دوري أبطال أوروبا، قبل مباراة فريقه أمام أتلتيكو مدريد الإسباني وقد حققه بعد إحرازه ثلاثة أهداف (هاتريك) دفعة واحدة، خطف بها بطاقة التأهل لربع نهائي البطولة الأوروبية لصالح السيدة العجوز.
وعلى هذا النحو، عاد رونالدو ليثبت مجددا أن دوري أبطال أوروبا هو بطولته المفضلة وأن الأدوار الإقصائية فيها هي محط إبداعه وتألقه الذي يتزامن دائما مع الأشهر الحاسمة من عمر الموسم الكروي. وذكرت صحيفة “أس″ الإسبانية أن رونالدو أطلق العنان لسطوته على دوري أبطال أوروبا بأهدافه الثلاثة أمس في شباك أتلتيكو مدريد، كما أكد جدارته باعتلاء قائمة الهدافين التاريخيين لهذه البطولة العريقة.
ووصل رصيد أهداف رونالدو في دوري أبطال أوروبا إلى 124 هدفا، كما لعب في الأدوار الإقصائية لنفس البطولة 15 مرة من أصل 16 مرة شارك فيها في هذه المنافسات. ورغم صعوبة مباريات هذه البطولة الكبيرة وخاصة في أدوارها الإقصائية، فإن رونالدو يتألق فيها بشكل أكبر من أدوار خروج الفريق مغلوبا في الأدوار التمهيدية، فقد وصل معدله التهديفي في دور المجموعات إلى هدف كل 116 دقيقة، فيما وصل هذا المعدل إلى هدف كل 108 دقائق بدءا من دور الثمانية.
ويشار إلى أن النجم البرتغالي أصبح أكثر تألقا في الأدوار الإقصائية للبطولة الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، حيث سجل آخر أربع ثلاثيات له في هذه الأدوار. وكانت أندية فولفسبورغ وبايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد (مرتين) هي ضحايا ثلاثيات رونالدو في الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال.
ومنذ موسم 2015-2016 وصل عدد أهداف رونالدو في الأدوار الإقصائية (24 هدفا، بمعدل هدف كل 85 دقيقة) إلى ضعف أهدافه في الأدوار التمهيدية (12 هدفا، بمعدل هدف كل 122 دقيقة).
وقبل قيادته ليوفنتوس للتأهل لدور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، سبق لقائد المنتخب البرتغالي أن شارك في هذا الدور 11 مرة، منها ثماني مرات متتالية في المواسم الثمانية الماضية. ولعب خلال هذا الدور 20 مباراة وسجل 23 هدفا، بواقع هدف كل 78.04 دقيقة ليصبح أفضل هداف في هذا الدور منذ العام 2005.
رصيد أهداف رونالدو في أبطال أوروبا وصل إلى 124 هدفا، وقد لعب في الأدوار الإقصائية لنفس البطولة 15 مرة
ويتفوق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد برشلونة الإسباني على رونالدو في دور المجموعات ودور الستة عشر، حيث وصل معدله التهديفي إلى هدف كل 78.74 دقيقة في الأدوار التمهيدية، فيما وصل إلى هدف كل 94.38 دقيقة في ثمن النهائي، ولكن يتأخر خلف رونالدو في دور الثمانية (هدف كل 169 دقيقة) والدور قبل النهائي (هدف كل 258 دقيقة). يذكر أن رونالدو تمكن أمس من معادلة الرقم القياسي لأكثر اللاعبين إحرازا للثلاثيات في دوري الأبطال والمسجل باسم غريمه التاريخي ليونيل ميسي (8 مرات).
رغم لجوئه إلى اللعب بطريقة تعتمد على الكثافة العددية في منطقة المناورات للحد من خطورة انطلاقات لاعبي يوفنتوس الإيطالي، أخفق الأرجنتيني دييغو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو مدريد في الخروج بنتيجة جيدة من المباراة.
وقالت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية أن استراتيجية سيميوني اعتمدت على طريقة 4-4-2 التي كان يهدف من ورائها إلى السيطرة على منطقة وسط الملعب بأكبر عدد من اللاعبين، ولكن غياب التركيز الدفاعي والتأخر في بناء الهجمات كلفه السقوط بثلاثة أهداف دون رد ومن ثم الخروج المبكر من البطولة الأوروبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أتلتيكو لم يفلح في شن هجمات مرتدة طوال المباراة بسبب تراجع خطوطه الكبير للتمركز أمام منطقة المرمى، ونجح فقط في الاستحواذ القصير على الكرة ولم تشهد دقائق اللقاء أي تصويبة له على مرمى فويتشيك شتشيسني، حارس يوفنتوس.
وعانى أتلتيكو مدريد كثيرا في تغطية جانبي الملعب خلال اللقاء، وخاصة الجانب الأيسر الذي شغله اللاعب الإسباني خوانفران الذي واجه ضغطا مزدوجا من اللاعبين جواو كانسيلو و فيديريكو بيرنارديسكي، اللذين تفوقا عليه بشكل واضح.
كما كان اللاعب الفرنسي توماس ليمار نقطة ضعف واضحة في تشكيلة أتلتيكو مدريد، رغم تحركاته الدؤوبة طوال المباراة، ولكن تمريراته ومراوغاته في منتصف الملعب غابت عنها الدقة والتركيز بشكل كبير، مما دفع سيميوني إلى تغييره في منتصف الشوط الثاني وإشراك أنخيل كوريا بدلا منه ليضيف هذا الأخير بعضا من الثقة والسيطرة على أداء النادي الإسباني.
وأوضحت “موندو ديبورتيفو” أن اعتماد ماسيميليانو أليغري، المدير الفني ليوفنتوس، على شن هجماته من جانبي الملعب ساعد كثيرا في خلخلة الدفاعات المتكتلة لأتلتيكو مدريد. وذكرت الصحيفة أن المدرب الإيطالي دفع بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي واعتمد على طريقة 4-3-3، ودفع ببيرنارديسكي في الجانب الأيمن على حساب الأرجنتيني باولو ديبالا، الذي شارك في ما بعد.
وفي الأخير، أشادت الصحيفة الإسبانية بالأداء الكبير الذي قدمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم يوفنتوس، صاحب أهداف المباراة الثلاثة، وأكدت أن انطلاقاته وضغطه المتواصل على مدافعي أتلتيكو مدريد كان سببا مباشرا في تمكن فريقه من الفوز بالمباراة والعودة من بعيد وخطف بطاقة التأهل لدور الثمانية من بطولة دوري أبطال أوروبا بعد أن سقط في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين.