جدل: استغلال المساجد لأغراض سياسية
المساجد للعبادة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا مجال فيها للسياسة الحزبية أو الطائفية أو المذهبية، لأنها مجعولة لما يجمع ولا يفرق. فالجالية لم يعُد لديها أيّ استعداد لاحتمال أيّ توظيف سياسي للدين، أيّا كان اتجاه هذا التوظيف، كما أن ثقتهم في العلماء والخطباء لن تعود، إلا إذا تأكدوا أنهم مخلصون في دعوتهم، صادقون مع الله والناس ومع أنفسهم، ظاهرهم كباطنهم، ليس لهم وجهان ولا دينان يعمدون إلى إظهار أحدهما وإلى إخفاء اللآخر ، إسلام بلجيكي و آخر مالكي و آخر حنفي فالجالية لها القدرة على التمييز بوضوح، بين ماهو ديني وماهو سياسي.
إن إلباس الدين بالسياسة أمر عانى منه مغاربة العالم كثيرا، وهو غير مهيأ لاجترار مرارة التجربة مرة أخرى بعد أن أكرمنا الله بوضوح الرؤية. وفي هذا الإطار، فإن وزارة الأوقاف هي جهة دعوية وطنية وتنحاز إلى جانب الدولة في مواجهة العبث والفوضى، والإسهام في التنمية ودفع عجلة العمل والإنتاج.
يمكن أن يكون للمساجد دورها الفعال في إجراء التغييرات الفكرية والسلوكية لأفراد المجتمع، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحقيق تضامن المجتمع وتماسكه وتوافقه واندماجه بين كافة مكوناته وأطيافه الاجتماعية، من أجل تقليل حالة الاحتقان الاجتماعي والسياسي بين أفراد المجتمع، وإمكانية استيعابها عن طريق المساجد لما يقوم به الخطباء والأئمة من دور في عملية التوعية الدينية لرأب الصدع بين شرائح المجتمع المختلفة والمتصارعة أحيانا.و لكن مساجد بلجيكا لم تصبح تقوم بهذا الدور مع كل الأسف ، مع فقهاء البطون و 10% من كل الأموال التي تجمع قبل كل صلاة أصبحت الجالية تؤدي ثمن الصلاة لأشخاص ليس لهم علاقة بالدين و لا بالإسلام ، استغلوا من أشخاص كصالح الشلاوي و محمد التوجكاني فقط لمصالحهم الخاصة ، لم نسمع قط منذ زمن بيانات تهم الجالية بل طمست حقوقها بتواجد هؤلاء العملاء للنظام البلجيكي الذي يعينهم ماديا و معنويا ، باعوا أنفسهم بكراسي و مناصب و شغلوا موظفين اشباح في المحلس التنفيذي لمسلمي بلجيكا . موظفين يعملون في الخفاء لصالح صالح الشلاوي و غيره ، يتكلمون باسم الدين باليمين و يعبثون بالمال العام باليسار .
وبالتالي سكوت الجالية سيؤدي الى الصراع والتوتر في الشارع عن طريق التوجيه والتوعية والتنبيه بمخاطر هذه الإشكالية، التي زرعها تجار الدين ببلجيكا بيننا، والتي نعيش معاناتها في حياتنا اليومية. وعليه يمكن أن تساهم المساجد في الحفاظ على وحدة الوطن والدفاع عن حقوق الجالية ، وتجنب الكثير من الإشكالات التي برزت على الساحة البلجيكية .
فيما دخلت بلجيكا مرحلة الصمت الانتخابي، تمهيداً لبدء الاقتراع التشريعية ، فإن الظاهرة الأبرز التي شهدتها الساحة الانتخابية ، هي ظاهرة استغلال منابر بيوت الله تعالى للدعاية الانتخابية للمرشحين الإسلاميين، و غيرهم إضافة إلى سلاح الفتاوى الدينية، والذي كان سلاح “المجلس التنفيذي ” الأبرز في الحملات الدعائية.