المتطفلون على العمل الجمعوي…او عندما يصبح الفضاء الجمعوي حقلا للاسترزاق؟
ما أكثرهم ممن تسلطوا على العمل الجمعوي بين افراد الجالية المغربية وافقدوه قيمته ومكانته من خلال جمعيات صورية وشكلية والتي لا وجود لها الا في الاوراق، بالقياس الى الانشطة الوهمية و حفلات الغيطة و الطبل والفاتورات الشكلية التي تقدم كارقام لتعزيز ملف الدعم من وزارة الجالية ومؤسسة الحسن الثاني، و مجلس الجالية، ووزارة الثقافة وحتى من المؤسسة الملكية، كل هذه الجهات تمول الجمعيات المغربية ولا تراقب لا الشفافية ولا متابعة المشاريع التي تنفق من أجلها أموالا طائلة من ناحية القيمة المضافة الجالية و منهم من استغل العمل الجمعوي لإنشاء مقاهي و منهم من يحيي الحفلات و الأعراس و منهم من جعل الجمعية جريدة اخبار و منهم من جعل من الجمعية مسجدا يسترزق به و يجمع أموال الجالية قبل كل صلاة ، حيث اصبح الفضاء الجمعوي حقلا للإسترزاق من خلال الرقم الخيالي والعدد المبالغ فيه للجمعيات وما ابخسهم واحقرهم في نفس الوقت بمراوغاتهم الخسيسة ومبايعتهم الدنيئة للعقليات الفاسدة وشغفهم المتزايد للمصالح الشخصية والاطماح الفردية ظنا منهم ان الجالية المغربية التي وعدوها بالوقوف الى جانبها هي في دار غفلون لا تعرف شيئا عن العمل الجمعوي، مما يدفع بهم الى التمادي في ادعاءاتهم الوهمية التي لا ترتبط بالموضوع باي صلة، هي في الحقيقة عبارة عن جمعيات خيالية وصورية خلقها اشخاص من اجل الاستفادة من الدعم المخصص لها او من محاولات النصب على التجار و المقاولات التي يسيرها بعض افراد الجالية وكم من اشخاص لا علاقة لهم بالعمل الجمعوي لا من بعيد ولا من قريب استغلوا قرابتهم او صداقتهم بشخصيات معروفة من اجل الفوز بدعم مالي لنشاط اجتماعي او ثقافي او رياضي لا وجود له على ارض الواقع، كل هذا من اجل غنيمة اعضاء مكتب الجمعية فيما بينهم بدون حياء او حشمة ويزعمون انهم فاعلون جمعويون يشاركون الجالية افراحها وأحزانها ، ما هذا الغباء وما هذا التطفل على جالية ضعيفة ومغلوب عن امرها، يكفيها ما تتعرض له من نكبات ومظالم من الساهرين على مؤسساتها التي يفترض بهم ان يكونوا أوفياء وصادقين لمسؤولياتهم .
العمل الجمعوي هو نضال وتضحية ووفاء وتواصل مع الجالية لمعرفة مشاكلها وهمومها والتوسط لها مع مختلف المؤسسات لايجاد حلول لكل مشاكلها ، اما اذا كان العكس فلا جدوى منه وسيبقى نقطة عار على جبين مدعيه ومسانديه ومن يحميهم، وانه لا حول ولا قوة الا بالله في اناس يتظاهرون بالعمل الجمعوي شكلا ومضمونا، بينما هم ليسوا سوى فئة متفاهمة على الاسترزاق.