التزلج بالألواح متعة الشباب ورياضتهم الجديدة في الرباط
يعتبر التزلج بالألواح طريقة نقل عصرية جديدة انتشرت السنة الماضية في الرباط، فهو بمثابة وسيلة تنقل صديقة للبيئة بالنسبة للبعض، ووسيلة ترفيهية بالنسبة للبعض الآخر، وشكل هذا التقليد بجميع أشكاله نمط تنقل سواء للمراهقين أو البالغين، وحتى بالنسبة للفتيات، مع أنه لا يخلو من مخاطر في الطريق مع السيارات والدراجات النارية.
يعتبر كورنيش الرباط، الذي تم تجديده حديثا، مكانا لتجمع عشاق هذا النشاط الممتع، واختلفت تصنيفات التزلج بالألواح، فهناك من يعتبره رياضة أو ثقافة، بينما يعتبره آخرون فنا، كل حسب إدراكه الخاص، وخاصة في العطل التي توفر الفرصة للحصول على المزيد من الإثارة، واختبار واحدة من أكثر الرياضات القصوى شعبية في الوقت الراهن.
ويتزايد مشهد التزلج في مدينة الرباط كل يوم، لتصبح واحدة من أهم الأماكن في المملكة، التي تحوي العديد من الممارسين الشباب، الذين يجتمعون في جو يملؤه الحماس.
وترتبط عظمة مشهد التزلج بالرباط، ارتباطا وثيقا بتطور المدينة بشكل عام، وبالأخص البنية التحتية التي تعتمد عليها، وقد استثمرت الرباط في خلق أماكن للتزلج (سكيت باركس) بالقرب من المناطق الترفيهية، وذلك من أجل تعزيز محفظتها في ما يخص البنية التحتية المحلية، والتكيف على نحو أفضل مع تطلعات محبي هذه الرياضة الفنية الممتعة.
وشهدت أماكن التزلج بالألواح ازدهارا كبيرا، خاصة على الكورنيش، وفي العديد من الأحياء السكنية، مما يسمح للمتزلجين بالألواح ممارسة نشاطهم الرياضي المفضل كل يوم.
قال يونس، شاب ممارس للتزلج بالألواح، “في الحقيقة تم تجهيز المدينة بوسائل الراحة اللازمة لخلق مساحة أكبر في المدينة، بغاية ممارسة نشاط يولّد الحماس لدى المتزلج”.
ويقوم فهد لمنور، صاحب أحد متاجر وسائل التزلج الأكثر شهرة بالدار البيضاء بتقديم الدعم ليونس (17 عاما)، الحديث في ممارسة رياضة التزلج بالألواح (3 سنوات)، حيث أكد أن “الهدف هو مساعدته على الذهاب إلى نهاية حلمه، وتزويده بالألواح وإرشاده بشكل خاص، حيث يتم دعمه من قبل واحدة من أكبر العلامات التجارية الدولية في مجال التزلج، والسماح له بحجز مكان في دورة طوكيو للألعاب الأولمبية 2020”.
رياضة التزلج على اللوح ستكون حاضرة لأول مرة في الألعاب الأولمبية في دورة طوكيو 2020
وظهرت رياضة التزلج بالألواح خلال الستينات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأميركية، وبمدينة لوس أنجلس بالخصوص، حيث ستكون هذه الرياضة حاضرة لأول مرة في الألعاب الأولمبية، خلال دورة طوكيو 2020، وستشكل هذه المشاركة مناسبة لفرض وهيكلة هذه الرياضة، وهو موعد يتم الاستعداد له قبل وقت طويل.
ولمواكبة متميزة بمناسبة المشاركة في هذه الرياضة، رأت الجامعة الملكية للرياضات الحضرية النور بتاريخ 26 أكتوبر 2017، ويقول رئيسها السيد جواد عواطف، إنه بعد أن كانت سابقا لجنة وطنية، استطاعت الجامعة الملكية للرياضات الحضرية إقناع السلطات المتمثلة في وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية المغربية بالخصوص، بمواكبتها على المستويات التقنية واللوجستية والمالية، لكي تتمكن من تكوين وتدريب منتخب وطني للرياضات الحضرية (المنتخب الأولمبي للتزلج بالألواح).
وفي إطار الصلاحيات التي منحتها لها السلطات العمومية، تتجلى مهمة الجامعة الملكية للرياضات الحضرية في تنظيم ممارسة الرياضة الحضرية، لاسيما من خلال تحديد القواعد التقنية لهذه الرياضة والسهر على احترام تطبيقها.
وأكد السيد جواد عواطف على أن الجامعة “تروم تشجيع وتنظيم ونشر ممارسة الرياضات الحضرية والمشابهة لها، من قبيل التزلج بالألواح، في كل ربوع المملكة وباستعمال كل الوسائل المناسبة”.
ويسعى رئيس الجامعة إلى نقل شغفه برياضة التزلج بالألواح، من خلال إحداث مدرسة بالرباط، فبالنسبة إليه، لا تعتبر الرياضة الحضرية مجرد رياضة عادية، بل هي أيضا ثقافة سامية وأسلوب حياة يجب تعلّمه وتطويره مع مرور الوقت.
علاوة على ذلك، تحتل هذه الرياضة مكانة كبيرة في الفضاء العمومي، باستثمار البنى التحتية والمرافق الحضرية كمنصة للعب والترفيه عن النفس.
وقال بدر، وهو ممارس لهذه الرياضة “التزلج بالألواح هو وسيلة للتعبير والبحث عن الحرية وتحقيق الذات في الفضاء العام، ولهذا لا يمكننا الاكتفاء بأماكن التزلج (سكيت باركس) “.
ويمارس بدر الذي يبلغ 21 عاما رياضته المفضلة على إسفلت ساحة محج الرياض، والتي يطلق عليها بكل فخر هو وأصدقاؤه اسم ”ذي وايت سبوت” (أو البقعة البيضاء). وأضاف الشاب “إنها تحدّ للنفس، ومتعة يتقاسمها الأصدقاء وطريقة لتطوير أنشطة المدينة واكتشاف مواقع جديدة”.
وفضلا عن جانبيه التقني والهيكلي، ينشط التزلج بالألواح الفضاء الحضري ويعيد صياغته، بتحويل أرضية ملعب بسيطة إلى فضاء حياة رائع وعابر للأجيال، حيث يمكن لكل شخص أن يستعمله حسب هواه، كما أنه يخلق رابطا اجتماعيا باجتذابه لمختلف فئات المجتمع، سواء كانوا ممارسين أو متفرجين، ويشكل فضاء ملائما للقاءات والتواصل وتقاسم المتعة.