الغيرة السلبية تقتل العلاقة الزوجية
يدفع حب الزوجين لبعضهما البعض إلى رغبة كل منهما في امتلاك مشاعر الآخر له وحده دون أن يشاركه أحد في هذه المشاعر، وهو ما يجعل أحدهما ينزعج إذا ما حاز شخص آخر على اهتمام شريكه، في ما يُعرف بالغيرة بين الأزواج، التي قد تكون إيجابية تدعم الحياة الزوجية أو سلبية تضرها، وربما تؤدي إلى انهيار الأسرة.
تختلف الغيرة بين الرجل والمرأة، فلدى الرجل يتعلّق الأمر بوضع قيود على تصرّفات زوجته ولباسها، إذ يجب عليها عدم ارتداء الملابس المكشوفة والضيقة، فرؤية مفاتنها مسموحة له وحده فقط. ولدى المرأة، يعتبر نظر الرجل أو حديثه مع الأخريات خطا أحمر.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة فاطمة اليعقوبي معروف، خبيرة العلاقات الزوجية،إن الغيرة حق مشروع وطبيعي للشريكين، كونها تكون نابعة عن الحب ومؤشرا على الاهتمام بالشريك، وإن كانت في بعض الأحيان تفوق حدّها الطبيعي”، موضحة أنه من الضروري التمييز بين الغيرة وبين السلوك الغيور.
وأضافت الدكتورة ، “أن هناك نوعين من الغيرة: غيرة طبيعية تنبع من الحب، وهي توجد بداخل كل شخص، وهي إيجابية للعلاقة الزوجية، حيث تشعر هذه الغيرة الشريكين بقيمة كل منهما لدى الآخر والاهتمام به، والنوع الثاني وهو الغيرة السلبية التي تزيد عن الطبيعي بشكل يجعلها تمثّل خطرا على الحياة الزوجية، وفي الغالب تتسبّب في انهيار الأسرة وقد تؤدي إلى الطلاق، لافتة إلى أن الشعور، في الغيرة السلبية، يتحوّل إلى شك وربما اتهامات لا أساس لها أو لا دليل عليها، وتابعت “الغيرة السلبية تتكوّن نتيجة عدم وجود ثقة بين الشريكين”.
ونصحت الدكتورة فاطمة لإزالة سلوك الغيرة بين الزوجين، بضرورة التحدّث عنه، وإذا لم يتم ذلك “فسوف يتغلّب علينا ونظهره ببساطة من خلال الاتهامات والتلميحات، والتجاهل، إلى غير ذلك”، مؤكدة أنه كلما زاد التواصل بين الشريكين كـانت الغيرة بين الزوجين أقل.