كل إنسان يدّعي الإيمان و هو كاذب
كل إنسان يدّعي الإيمان و هو كاذب عذبه الله عزّ وجل بذنوبه ورفض دعواه:
دعوى الإيمان وحقيقة الإيمان، أضرب على ذلك مثلاً، هؤلاء الذين قالوا:
﴿ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾
هذا ادعاء منهم يا ترى الله عز وجل هل قبل دعواهم ؟ لم يقبل دعواهم، لو قبل دعواهم لما عذبهم، الآية دقيقة جداً، الذين قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ردّ الله عليهم فقال:
﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ﴾
أي أن الله عز وجل رفض دعواهم والدليل أنه يعذبهم بذنوبهم ثم يقول:
﴿ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾
ليست لكم أية ميزة كأية أمة خلقها الله، لو أن المسلمين قالوا نحن أمة سيد الخلق وحبيب الحق، نحن أمة خاتم الأنبياء، الرد نفسه:
﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾
حينما قال الله عز وجل:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
يعني مستحيل وألف ألف مستحيل أن يُعذب المسلمون وفيهم رسول الله، ما معنى فيهم رسول الله ؟ يعني منهجه مطبق في حياتهم.
من طبق منهج النبي عليه الصلاة والسلام في حياته أَمِن من عذاب الله تعالى:
ما دام منهج النبي عليه الصلاة والسلام مطبق في حياتنا فنحن في مأمن من عذاب الله، فإذا كنا نعذب معنى ذلك أن الله لم يقبل خيريتنا، حينما قال الله عز وجل:
﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾
ما قبل الله خيريتنا لأننا لا نأمر بالمعروف ولا ننهى عن المنكر، فأنا أريد من هذا اللقاء الطيب أن الإنسان لا يحابي نفسه، لا يتوهم نفسه بمرتبة هو دونها، الحقيقة المرة دائماً أفضل ألف مرة من الوهم المريح، والله عز وجل جلّت حكمته لما الإنسان يتوهم نفسه بدرجة إيمان عالية الله عز وجل يُحجمه، يضعه في ظرف صعب فلا يرضى عن الله أين إيمانه ؟ سيدنا إبراهيم كان المثل الأعلى:
﴿ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ (102) ﴾
الآن اجعل أباً يقول لابنه إني أرى أني أذبحك ينفجر على أبيه انفجاراً:
﴿فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) ﴾
القلب السليم هو القلب الذي يحتكم لشرع الله ولا يعبد إلا الله:
كلما الإنسان ادعى مرتبة في الإيمان ليس في مستواها الله عز وجل يُحجمه، يضعه في ظرف صعب فلا ينجح في الامتحان، في امتحانات دقيقة جداً لذلك الذي أتمنى أن يكون واضحاً في هذا اللقاء الطيب أن للإيمان علامات، كن جريئاً وحاول أن تطبق هذه العلامات على نفسك، فإن كنت كما جاء في القرآن الكريم اشكر الله عز وجل، وإلا إياك أن تتوهم أن القضية قضية دعوى.
أولاً:
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) ﴾
ما القلب السليم ؟ العلماء قالوا: القلب السليم الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله، ولا يحتكم إلا لشرع الله، ولا يعبد إلا الله، هذا مقياس:
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) ﴾
قلب لا يشتهي شهوة لا ترضي الله، ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله، لا يعبد غير الله، لا يحتكم إلا لشرع الله، هذا مقياس.