الرجل الذي تحبه المرأة

الحب يأتي في الكثير من الأحيان جميلا، فتأتي وتتجدد معه مشاعر الألفة والسلام. من جعبتي القديمة الجديدة هذه بعض مواصفات الحب التي تجمع الرجل بالمرأة.

هو بطبيعة الحال الرجل الكريم ليس فقط بماله وهداياه، بل أيضا بعواطفه نحو المرأة فتشعر معه بالأمن والأمان والحنان. هو الدافئ في عواطفه الحقيقية في المناسبات وفي غيرها، وليست مجرد عواطف صور ملونة أو أبيات شعر مزخرفة. من منا لا يتذكر نظرة شغف لثوانٍ قليلة أقرب إلى القلب من قصائد العشقِ وباقات الورد ورسائل الغرام. التعبير عن الحب هام ولكنه يصبح حالة خانقة إذا تحول إلى تَمَلُك وأنانية وسيطرة.

هو الرجل الرقيق القوي في تعامله معها، رقيق يطربها بكلمات دافئة، ولكنه قوي الشخصية وواثق من نفسه بلا صلف ولا غرور، فالمرأة تحب الرجل الذي يشعرها برجولته وأنوثتها في آن واحد. ولكن الحذر هنا واجب؛ فعندما تغار المرأة تبكي، وعندما يغار الرجل يصمت. الرجل المُتَيَّم يشعر معها ويقدر إحساسها ومشاعرها فيفرح معها ويحزن لحزنها ويشعرها أنه حقا بجانبها.

الرجل الذي تحبه المرأة إذا تحدّث تنبهر من أسلوبه ولا تمل من حديثه، فكلامه منطقي ويثير انتباهها. هو الرجل الذي يستمع لها ويقدر رأيها، فالمرأة تحب الرجل الذي يحترم ما تقول حتى لو لم تتفق معه أو يتفق معها. أما أن يتدخل، بحماقة، في شكلها وكلامها وملبسها، فقد حكم على علاقتهما بالإعدام. هو بإمكانه أن يقنعها، ولكن باحترام رأيها وأن يشعرها أنها تعني الكثير بالنسبة إليه وأنها حقا ملكت فؤاده وأسرت عقله بجمالها وذكائها وشخصيتها. هذا يعطيها إحساسا بالأهمية دون أن يدفن رغباتها.

هو الرجل الذي يُفَضِل المرأة على غيرها ليثبت لها اهتمامه بها، لذلك هو يحتمل تقلبات مزاجها “العكر” أحيانا، لتعتمد عليه وتعلم تماما أنه سيقف معها سندا لها. هو يغار عليها، ولكنها ليست غيرة نار تحرق من يشعر بها فتحرقه هو أيضا. هو يفتخر بها ويراها في عينيه غالية لأن شعوره تجاهها نابع من القلب وهو حتما شعور لها وحدها.

ماذا لو أخطأت؟ الرجل الذي تحبه المرأة يسامح ويعفو (إذا كانت أخطاؤها صغيرة)، فالنفس تصدأ حين تتراكم فيها حسابات سوداء. أما إذا هو أخطأ ونظر “بشغف” لغيرها، فحتما غيرتها ستتحول إلى كراهية وتهميش وتطفيش وتجعل الرجل يكره نفسه ويكره “اللي خلّفوه”. الرجل الذي تعشقه المرأة يُشعرها أن لديه قلبا كبيرا مليئا بالحب، ممتدا بالتسامح، فالحب في نظره ونظرها سمو وتفاهم وألفة. الحب الهرمون الأساسي لعلاقة صحية، وكما قال كامل الشناوي “الحب جحيم يُطاق.. والحياة دون حب نعيم لا يُطاق”.

المرأة تحب الرجل الذي يغار عليها لأنه يشعرها بالأمان ولكن من دون أي سيطرة أو تَمَلُك. تشعر أنه يحتاجها ليصبحا معا أفضل وأجمل وأسمى وأرقى من دون أن تخاف كالطفلة إن ضاعت من يدها لعبتها.

الحب حقيقة وإحساس وليس تسلطا وقيدا وسجنا وغيرة، ولكن في مرات عديدة الحب امرأة ورجل وحرمان. المسافة بين الحقيقة والإحساس أقصر من المسافة بين الحقيقة والخيال، إلا أن الحب وحده – كدفء القلوب- تجربة إنسانية شبه مستحيلة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: