مسرحية مغربية تنتقد الأوضاع السياسية بأسلوب هزلي

يصف الفنان المسرحي المغربي محمد الجم، المسرح بالشاشة الكبرى المفتوحة على الجمهور مباشرة، وأن أهم ما في تلك الشاشة هو الممثل/ الفنان الذي يحاكي وقائع الأحداث بفعل التمثيل كما لو أنها واقعية، أو ستكون هكذا في ما بعد، وأحيانا كائنة كما أرادها مؤلف المسرحية بخياله الإبداعي.

للفنان المسرحي المغربي محمد الجم تجربة طويلة مع “أبو الفنون”، وهو الذي أتى به من مهنة التدريس التي تركها في سبعينات القرن الماضي ليمتهن الفن الرابع، تجربة حملها معه من التدريس، كمُدرس بأقسام التعليم النظامي إلى تدريس “الفن المسرحي” عبر خشبته التي يقوم من خلالها الجم بتعليم المتلقين؛ أي جمهور المشاهدين المتابعين لعمله الفني، وكأنه مُدرس في الفصل الدراسي بين تلاميذه.

ويقول محمد الجم في حوار جمعه بـ”أخبارنا الجالية ” في العاصمة المغربية الرباط، “إن المسرح فضاء شاسع كرحابة دنيا الفن نفسه، فالفن المسرحي في نظري، وحده القادر على تحمل حالة التمرد التمثيلي الذي يَتَمَسْرَحُ عبره الممثل/ الفنان، معتمدا على مكوناته الذاتية التي خلقت معه، والفنية المكتسبة”.

ويخلق الجم الفرجة للمتابعين لأعماله التي في أغلبها تنتقد المجتمع والسياسة الاجتماعية بأسلوب كوميدي فكاهي تهتز له صالات العرض بقهقهات الجمهور الباحث عن الفرجة، وذلك كما يقول المسرحي المغربي “ضمن حالة مسرحية ينتقد عبرها الممثل الحال الذي عليه مجتمعه، في جانب من جوانبه، فينتقد ويُربّي ويُوعّي”.

محمد الجم: الفنان الجيد يحاكي الأحداث عبر التمثيل لتبدو وكأنها واقعية
محمد الجم: الفنان الجيد يحاكي الأحداث عبر التمثيل لتبدو وكأنها واقعية

ويؤكد محمد الجم، أنه مارس المسرح الكوميدي المنتقد الذي يصل أحيانا حد تحويل قضايا سياسية كبرى في المجتمع المغربي إلى حفلة هزلية تتعالى لها ضحكات الجمهور وقهقهته، كما الحال في مسرحية “جار ومجرور” التي جعل منها كاتبها؛ محمد الجم، فرجة حول ذلك التاجر الأمي الذي قرر الترشح للانتخابات البرلمانية، رغم أنه لا يفقه من السياسة شيئا، لكنه طموح صاحب نزعة وصولية ظن بها أن المال والجاه بإمكانهما إيصاله إلى مراكز المسؤولية السياسية وحماية مصالحه التجارية المشبوهة.

ويسخر الجم في مسرحيته “جار ومجرور” من المرشح الانتهازي الوصولي الذي حوّل خادمة بيته حليمة المثقفة إلى معلمة خاصة تعلمه فن الخطابة أمام الجماهير، وتسعى جاهدة إلى بناء الشخصية السياسية لـ”الحاج”؛ المرشح للانتخابات البرلمانية باسم حزب “السلحفاة”، لكن صهره مصطفى، الكاتب الصحافي، سينتقده بقوة وسيساند مرشحا خصما لصهره الحاج، لأنه شاب مثقف ودكتور، له من الإمكانيات العلمية والأخلاقية ما يؤهله لتمثيل المواطنين في البرلمان، أما الحاج، الذي لعب دوره الفنان الجم نفسه في المسرحية فلم يفز، رغم ما بذله من مجهود دعائي ورشاوى مالية.

ويؤكد الفنان المسرحي محمد الجم،  الذي ولد بمدينة سلا، المتاخمة للعاصمة الرباط سنة 1948، وما زال نشيطا حتى الآن، أن مسرحية “جار ومجرور”، تعد نموذجا من مسرحياته الكوميدية التي انتقد فيها إساءة المرشحين الفاسدين للانتخابات في بلاده، وأنها مسرحية أحبها الجمهور، حيث ناقشت موضوعا جديا بأسلوب كوميدي هزلي وإن بدا موغلا في الضحك والفكاهة، وهي أيضا مسرحية موغلة في الحكمة بدعوتها إلى الإصلاح وخدمة المواطنين.

ومسرحية “جار ومجرور” التي ألفها محمد الجم وشارك في بطولتها من إخراج عبداللطيف الدشراوي وتشخيص كل من نزهة الركراكي، مليكة العماري، سميرة فاضل، سعاد خويي، عزيز موهوب، الهاشمي بنعمرو ومحمد بار.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: