بلد لكل الثقافات والديانات المتعايشة.. المغرب نموذج رائد للتسامح

يملك المغرب العديد من الأمثلة الشاهدة على أن التعايش بين الديانات وتقبل الآخر من القيم الإنسانية الراسخة في شعبه، وهو ما يبرز من خلال كنيسة بمدينة العرائش شمال البلاد شيدت على الطريقة الإسلامية في بناء المساجد ويمارس أتباعها طقوسهم بكل حرية وسلام. ويواصل المغرب تعزيز أسس نموذج الانسجام بين الثقافات المتباينة بإدراج قيمه في المناهج التعليمية بما يهدف لمزيد نشر ثقافة التعايش في المجتمع.

يجسد المغرب نموذجا للتعايش السلمي بين الديانات والثقافات المختلفة، وهو ما تبرزه أمثلة كثيرة لذلك في الحياة اليومية في هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا ومن بين هذه الأمثلة كنيسة نوسترا سينورا ديل بيلار بمدينة العرائش شمال المغرب، والتي يعد طرازها المعماري الفريد أبرز شاهد على انتشار قيم التسامح في المغرب حيث بنيت هذه الكاتدرائية منذ عقود على الطريقة الإسلامية في بناء المساجد.

وقال القسيس ميليتو بينيلي؛ قسيس كنيسة نوسترا سينورا ديل بيلار بمدينة العرائش، إن “المغرب بلد لكل الثقافات والديانات المتعايشة في ما بينها في أمن وسلام تحت حماية العاهل المغربي الملك محمد السادس”. وأكد في تصريح لـ”العرب” أن تجربة المغرب في تكريس التعايش بين الثقافات والأديان المختلفة والتسامح “هي حقيقة ومنهج صادق عشناهما منذ نزلنا بأرض المغرب الآمن السمح”.

وأكد القسيس بينيلي أن معتنقي المسيحية في المدينة يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية. وأشاد القس بوعي المغاربة وروح التسامح التي يتحلون بها وهو ما يترجمه برأيه وجود الكنيسة في بلدة العرائش على مقربة من المسجد الكبير وسط المدينة.

ونظم المركز الثقافي التابع لكنيسة نوسترا سينيورا ديل بيلار بمدينة العرائش، نهاية الأسبوع الماضي، ورشة ناقش خلالها نشر قيم الخير والإحسان وحماية البيئة. ويقدم هذا المركز خدمات تعليمية ومهنية ودروس تقوية مجانية في اللغات والرياضيات والفن.

وتابع القسيس بينيلي أن كل الديانات السماوية تلتقي في تكريس قيم المحبة والخير والتعايش بين الديانات والمذاهب، مشددا على أن الأصل في كل الديانات والهدف الأسمى لها جميعا هو نشر المحبة والخير بين الجميع.

وقدم المغرب تجربته في مجال التربية على قيم السلم والتسامح والتنمية خلال لقاء ناقش مسألة “التربية على السلم والتنمية” نظمته اليونيسف بقصر الأمم في جنيف الخميس الماضي.

وتحدث نائب الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف علال الوزاني التهامي عن أهمية المبادرات المغربية على الصعيد الوطن في مجال التربية على ثقافة السلم والتسامح. وأبرز أن المغرب شرع في تعزيز التربية على حقوق الإنسان في أنظمة التعليم بمختلف مراحله، وتدريب الموظفين والمسؤولين عن تطبيق القانون والعسكريين والإعلاميين في هذا المجال.

وانخرط المغرب في دائرة الحوار العالمي حول التسامح والتعايش بين الأديان، حيث يشدد العاهل المغربي الملك محمد السادس على أهمية الحوار الهادئ بين المفكرين المغاربة والعرب والعالميين، لمناقشة القضايا الكبرى التي توحّد جميع أتباع الأديان السماوية حول مبادئ التعايش والتسامح.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: