هل يجدد ريال مدريد ثقته في مارسيلو
يخوض ريال مدريد اختبارا سهلا عندما يستضيف جيرونا. ويملك النادي الملكي فرصة ذهبية لمواصلة مشواره في المسابقة التي توج بلقبها 19 مرة آخرها عام 2014. ويستعد الملكي لاستعادة بعض النجوم أصحاب الخبرة الذين خفت إشعاعهم في الفترة الأخيرة.
تراهن وسائل الإعلام الإسبانية على أن مباراة نادي ريال مدريد أمام نظيره جيرونا في ذهاب دور الثمانية لبطولة كأس إسبانيا مساء الخميس ستشهد عودة الظهير البرازيلي مارسيلو للتشكيلة الأساسية للفريق بعد ابتعاده عنها خلال الفترة الأخيرة.
وقالت صحيفة “ماركا” الإسبانية إن مارسيلو، القائد الثاني للنادي الملكي، غاب، على عكس المتوقع، عن التشكيلة الأساسية لريال مدريد خلال الفترة الأخيرة، حيث بات المدير الفني للفريق، سانتياغو سولاري، يراهن بشكل أكبر على اللاعب سيرجيو ريغيلون. وتراجع مستوى الظهير البرازيلي مع مطلع 2019 جعل سولاري يخرجه من حساباته خلال المباريات الأخيرة.
وكان الظهور المتواضع لمارسيلو في مباراتي ريال مدريد الأخيرتين سببا رئيسيا وراء قرار سولاري باستبعاده ومن ثم الاعتماد على ريغليون في مركز الظهير الأيسر. ويستضيف ريال مدريد جيرونا على ملعبه في ذهاب دور الثمانية لبطولة كأس إسبانيا.
وتحيط الشكوك بمارسيلو منذ حقبة المدير الفني السابق للفريق، جولين لوبيتيغي، الذي كان لا يثق كثيرا في النجم البرازيلي وقام باستبداله في أكثر من مباراة بسبب أخطائه التي كلفت ريال مدريد أهدافا. وكان أحد هذه اللقاءات، التي قرر لوبيتيغي فيها تغيير مارسليو، مباراة جيرونا في نهاية أغسطس الماضي، حيث قرر إخراجه للحفاظ على تقدم فريقه في النتيجة بعدما استشعر خطورة التهديدات الهجومية للفريق المنافس من الجبهة التي يشغلها اللاعب البرازيلي.
دافع رئيسي
كانت مباراة ريال مدريد أمام جاره أتلتيكو مدريد في بطولة السوبر الأوروبي، والتي لعبت قبل لقاء جيرونا بـ11 يوما، دافعا رئيسيا للقرار الذي اتخذه لوبيتيغي في اللقاء الأخير، فقد تسبب مارسيلو في تلك المباراة في هدف التقدم للفريق المنافس بعد مرور دقيقة واحدة فقط، كما تسبب أيضا في هدف التعادل في الشوط الثاني برعونة شديدة. وعلى إثر ذلك، لجأ الفريقان إلى وقت إضافي ليحقق فيه أتلتيكو مدريد فوزا مستحقا بنتيجة 4-2.
ورغم ذلك لا تزال إدارة ريال مدريد والجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم ينتظران ويأملان في عودة مارسيلو إلى مستواه المعهود، لتتساءل وسائل الإعلام المختلفة في إسبانيا اليوم عما إذا كان سولاري سيمنح فرصة أخرى للنجم البرازيلي في مباراة اليوم؟ وهو السؤال الذي أجابت عليه مختلف الصحف بالإيجاب، كما راهنت على تحقّق ذلك أيضا.
بعد أن أتم عامه الـ23، يستعد النجم الإسباني ماركو أسينسيو للعودة للتألق بكل قوة بين صفوف نادي ريال مدريد خلال الفترة المقبلة ليطوي صفحة حملة الانتقادات اللاذعة التي نالت منه خلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي.
وأصبح أسينسيو قريبا للغاية من الوصول إلى خط النهاية لمرحلة تأهيله وتعافيه من الإصابة التي لحقت به مؤخرا ليبدأ بعد ذلك في استدراك ما فاته مع النادي الملكي وبدء مرحلة جديدة يكون خلالها نجم الفريق الأبرز وحامل أحلامه نحو منصات التتويج في العام الجديد.
ومن المنتظر أن يعود النجم الإسباني الشاب إلى التدريبات الجماعية لريال مدريد قريبا، حيث تنظر إليه إدارة النادي على أنه صفقة الشتاء الحقيقية وأنه ليس هناك حاجة لاستقدام لاعب جديد من خارج أسوار قلعة “البيرنابيو”. وأكدت إدارة ريال مدريد على هذه القناعة عندما أبرمت صفقة واحدة فقط خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية بضم اللاعب الإسباني، صاحب الأصول المغربية، إبراهيم دياز.
وكان الدافع الأكبر وراء عزوف إدارة النادي الملكي عن التعاقد مع المزيد من اللاعبين خلال هذه الفترة هو ثقتها الكبيرة في عودة أسينسيو بقوة للتألق، بالإضافة إلى اقتناعها الشديد بأن الانتقادات التي طالت اللاعب كانت ضربا من المبالغة غير المبررة.
وتألق أسينسيو بشكل لافت في بداية الموسم الجاري، وخاصة خلال شهري أغسطس وسبتمبر، إلا أن مستواه تراجع بعض الشيء خلال الأمتار الأخيرة من العام 2018، ولكن ورغم ذلك تثق إدارة ريال مدريد في عودته في الأيام القادمة في حلة جديدة.
رغبة كبيرة
ولذلك لن تكون عودته وتعافيه كعودة أو تعافي أي لاعب آخر في الفريق، فهذا الموسم يختلف كليا عن المواسم السابقة التي كانت فيها مشاركة الثلاثي (كريم بنزيمة وغاريث بيل وكريستيانو رونالدو) بصفة أساسية لا يرقى إليها أي شك، أما الآن فقد فتح الباب على مصراعيه أمام أسينسيو ليحجز مكانه في التشكيلة الأساسية، فقد بات الأمر يعتمد عليه كليا.
ودفعت هذه الرغبة الكبيرة لأسينسيو في العودة للتألق إلى انزلاقه في مأزق كبير، فقد تحامل على نفسه كثيرا، رغم الإصابة، للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، مما تسبب في تجدد إصابته ومن ثم ابتعاده لفترة ليست بالقصيرة عن المباريات.
ولكن هاهو اللاعب الإسباني الشاب يطوي صفحة الإصابات بعد أن أدرك أن عليه أن يمنح نفسه الفرصة الكافية للتعافي بشكل كامل وذلك عبر الالتزام الشديد بتعليمات أطبائه وخوض تدريبات تأهيلية جدية بمفرده.
وفي انتظار عودته إلى مستواه المعهود لم يبرم ريال مدريد أي صفقة من العيار الثقيل في الصيف الماضي، كما لم يقدم على هذا الإجراء في فترة انتقالات الشتاء أيضا، فهو يعتبر أن صفقته الحقيقية موجودة بالفعل بين جدرانه، ألا وهي ماركو أسينسيو.