نزوات الرجل بعد سن الأربعين

عادة ما يعمد الرجل إلى ربط علاقة عاطفية جديدة بعد تخطيه سن الأربعين بحثا عن شيء ما فقده خلال سنوات زواجه الطويلة وقد تكون هذه العلاقة اما حب او نزوة .
يعترف السيد (س) ان وقوع الرجل في الحب بعد الأربعين نوعا من التنفيس و القطع مع حياته التي تتميز في العادة بالرتابة و الملل ، فهو شخصيا عاش قصة حب بعد الأربعين ودام هذا الحب خمس عشرة سنة ولا يزال…
ويرى السيد (م) وهو أب لطفلين ان هذا الحب كان حبا حقيقيا لانه كان خاليا من أية مصالح باعتبار ان الطرفين لم يكونا مطالبين بأي التزام تجاه بعضهما البعض سوى احترامهما لمشاعرهما.
ويؤكد السيد (م)ان هذا الحب أعطاه السعادة التي حرم منها طويلا ومنحه نوعا من الأمان والراحة النفسية التي لم يجدها من قبل عند زوجته .
وتأتي شهادة السيدة(ن) في نفس السياق حيث روت تفاصيل علاقة زوجها بامراة أخرى فتقول: لقد أحسست بغيرة شديدة تنهش قلبي بمجرد أن لمحت اهتمام زوجي بامراة مطلقة ، حاولت تكذيب نفسي في البداية الا ان نظراتهما و طريقة كلامهما أكدت لي أن امرا ما وقع بينهما ، واجهة زوجي فاعترف لي باعجابه الشديد بها واتهمني بالتقصير في حقه فما كان مني الا ان غادرت المنزل .
وتحكي السيدة (ن) أنها لم تتوقع انه سياتي اليوم الذي تفجع فيه بزوجها ، فقد علمت انه على علاقة بامراة أخرى وتمكن الحب من قلبه الذي لم يكن خاويا …ولكنه القدر !
عصفت الرياح بقلب السيدة (ن) وانكسرت أمام براكين الغضب و الغيرة وحدَّثَت نفسها أنها لابد مُفارقة لرجل لازال يحب زوجته ومتعلق بعائلته ولكن شيء ما في الفؤاد تحرك … فما العمل ؟
هو لم يخطط ولم يفتش ولم يقع في الحب عن سابق اصرار و ترصد، لكنه الهوى!!.

اذا كان العديد من المستجوبين أكدوا أن الحب بعد الأربعين هو حب حقيقي يمكن أن يستمر حتى نهاية العمر فإن شقًّا آخر راو ان هذه المشاعر لا تتعدى كونها نزوة عابرة سرعان ما يتجاوزها الرجل ويعود الى زوجته ام أولاده، ويؤكد هنا السيد (ع) هذا الكلام بقوله ان ما يشعر به الرجل من حب تجاه امرأة ثانية بعد ان تجاوزه لسن الاربعين او حتى قبل يكون من باب مشاعر الإعجاب و الرغبة في استعادة أمجاد الشباب الذي بدأ يتولى مدبرا، فترى الرجل يسعى من خلال ربطه لعلاقات عاطفية جديدة مع نساء و فتيات إلى إثبات ذاته ورجولته و التأكيد على انه ما يزال مرغوبا فيه من قبل بنات حواء.
لكن الخبراء اتفقوا على أن هذا الموقف ورغم كونه عابر ، إلا أنه قد يكون بمثابة جرس إنذار يكشف عن ضرورة تجديد حيوية العلاقة. ومن المهم لجوء الزوجين في مثل هذه الحالات للمتخصصين للحصول على الدعم اللازم لاستعادة حالة الشغف في العلاقة حتى بعد مرور السنين.
في الوقت نفسه أظهرت التجربة لخبيرة العلاقات الزوجية في برلين، إيزا ساديغبور، أن الاعتقاد بوقوع الرجل في حب امرأة غير زوجته يرجع لخلل في العلاقة الزوجية، هو خاطئ تماما.
وينصح الخبراء في مثل هذه الحالات، بأن يكون الشخص صريحا مع نفسه ويعرف من البداية تداعيات و عواقب هذه المشاعر التي تتسلل إلى القلب من غير استئذان .. على استقرار وضعه الأسري والاجتماعي. بحيث تزيد صعوبة هذه المشاعر عند وجود الاطفال لأن مسؤولية الحفاظ على الأسرة تكون أكبر.

ولتفادي الوقوع في مثل هذه المشكلة العويصة نضع بين أيديكم نصيحة رجل افشى سر بني جنسه:
لاشك أن الوقاية هي أفضل وأسلم الطرق، إذ على الزوجة الاستعداد لتفادي وقوع زوجها في فخ المراهقة الثانية، قبل سنوات طويلة من وقوعها.
وقد يكون هذا الاستعداد منذ السنين الأولى من الزواج، وأهم نقاط هذه الخطة المستقبلية الارتباط بصداقة قوية مع الزوج، وعدم نسيانه أثناء رحلة تربية الأولاد، وأيضا مشاركة الزوج في بعض هواياته حتى لو كانت لا توافق اهتمامات الزوجة.
ويجب أن تتحاور الزوجة مع زوجها في العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية بل وحتى السياسية، وان تخصص له ولو ساعة يوميا للاقتراب منه والتقرب إليه حتى لا تحدث الفجوة بينهما وتتسع دون أن تدري.
يقال بأن  الاعتناء بالزوج مثل الاعتناء بالزرع تماما، إذا أهمل جف ومات وإذا اعتنيت به نما وترعرع وطرح.. إنها معادلة بسيطة يمكن لكل زوجة إتباعها.
يقول الدكتور يحيى حمدي : من تلك المرأة التي يمكنها أن تمثل الاستثناء من تلك القاعدة ” الخائبة”، ومن هي المرأة التي بمقدورها أن تحتفظ بمشاعر زوجها حيالها دون أن ينال منها التغيير الذي تفرضه – عليها وعليه- عوامل الزمن واليأس إنها ببساطة : “المرأة المجهولة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: