عونيات المغرب يخلطن الفلكلور بالسياسة
صنع مقطع فيديو لأغنية سياسية تؤديها ثلاث نساء “عونيات” الحدث على فيسبوك في المغرب.
والعونيات هن مجموعة نساء يستعملن أدوات إيقاعية فقط ويقمن بغناء مجموعة من الألوان الفلكلورية في المناسبات والأفراح والمهرجانات لكن دون التطرق إلى السياسة.
والمثير هو خروج المجموعة من الطابع الاحتفالي وترديد كلمات تحمل نفسا عاطفيا مستقاة بالضرورة الفنية من التراث الشعبي المغربي، إلى ترديد كلمات من قاموس سياسي ينتقد ما تمر به البلاد من مشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية.
واعتبر باحثون في التراث الشعبي المغربي أن الأغنية بمثابة صحوة سياسية عند العونيات يفتقر إليها العديد من السياسيين، حيث صنعن الحدث للتعبير عما يختلج طلبات المواطن البسيط باستعمال إيقاع تصدره “الطعريجة”، وهي آلة إيقاعية أصيلة، زائد أنغام “الأورغ”، التي هي آلة موسيقية تشبه البيانو.
ورددت العونيات في بداية الأغنية كلمات تعبر عن الولاء للعاهل المغربي الملك محمد السادس، بترديد تعابير مثل “عاش الملك”، و”زيد أ الملك زيد زيد”؛ في طلب لـ”زيادة الإنجازات الملَكيّة”، و”كلنا مجنّدون إلى يوم الدين”. وهذا الحب لا تبتغي منه العونيات “وساما ملكيا” بل زيادة في تحقيق “السلام”.
وتحدثت كلمات الأغنية عن قيمة الحرية “تافقو بالنية على الحرية”، وأيضا القطع مع المسؤولين الشيوخ في مؤسسات الدولة والأحزاب “القيادات الخالدة”، والذين لا يثقون في الشباب ولا يريدون تمرير المسؤولية لهم وأعادوا تكرار المطلب بقولهن “حيد الشياب ودير الشباب”.
وقال أحد المعلقين إن هذه أغنية سياسية بسيطة، لكن معانيها قوية فيها ألم وحزن وحب ووفاء وآمال للمستقبل وتغيير في النية الشيخوخية وتبديلها بالشباب الضائع، متسائلا هل من مجيب لهذه الأصوات التي كنا نحتقرها.
وجاء في أغنية العونيات أيضا “كون ما القراية ما تعلى الراية”، أي لو لا التعليم لما رفع علم البلاد خفاقا في الآفاق والتعريف بالمغرب يتم بالعلم وإصلاحه، وكذلك مطلب العناية بمستقبل الشباب وتوفير شروط حياة جيدة حتى لا يختاروا الهجرة السرية، بقولهن “بغيت أولادي يبقاو فبلادي”.
وعلق أحدهم بأن من يستمع لغناء العونيات يظهر له جليا أن الشعب بكل مستوياته أخذ جرعة لا بأس بها من الوعي، واستعماله لكل الوسائل المتوفرة للتعبير وإيصال هموم الناس إلى من يهمه الأمر.