التحرش الجنسي

  • من خلال استقراء جريدة أخبارنا الجالية لظاهرة التحرش التي انتشرت بين المجتمعات خاصة المجتمع الأوروبي وجدنا أنه بالرغم من القوانين الصارمة التي سطرتها الدولة لظاهرة التحرش الا انها لازالت متفشية، خصوصا وأننا نعيش في مجتمع أوروبي منفتح تختلف عاداته عن تقاليد مجتمعاتنا العربية .
  • وقبل الغوص في تفاصيل التحرش الجنسي لابد من تحديد اطار عام يوضح ماهية الفعل ؛ فالتحرش الجنسي هو القيام بتوجيه أفعال و اقوال وايحاءات ذات مضمون جنسي مباشر أو غير مباشر يقوم بها المتحرش بدافع المتعة الحسية التي تنتهك خصوصية الأنثى، وتؤذي مشاعرها بحيث ينتابها شعور بالخوف ، الغضب ، الاهانة ،و عدم للاطمئنان، وقد يتمادى المتحرش إلى حد المراودة، بحيث يتخذ التحرش وسيلة لجس نبض الأنثى واستدراجها كي تدخل معه في علاقة جنسية ، وقد يصل به الأمر إلى الاغتصاب.
  • اما عن الأسباب المؤدية إلى التحرش الجنسي فالسؤال عنها يثير جدلا حادا فهناك من يقول ان الكبت الجنسي هو أحد أسباب التحرش الا ان شواهد المجتمع الأوروبي الذي نعيش فيه تدحض هذا الافتراض ، إذ أن مشكلة التحرش الجنسي موجودة في المجتمع الأوروبي مع ” انفتاحه ” ، في المقابل هناك فئة كبيرة من الجالية ترد هذا الفعل الشنيع إلى عدم محافظة الجالية على تقاليدها الدينية … لكن يناقض هذا القول ما نجده من ارقام وبائية لضحايا التحرش الجنسي في المجتمعات العربية المحافظة !
    وعلى هذا الأساس يتضح لنا ان العوامل التي تساعد على تفشي التحرش الجنسي في جميع المجتمعات هي على شقين ؛ الشق الأول مرتبط بالشخص ، والشق الثاني مرتبط بالمجتمع .
  • العوامل  المرتبطة بالشخص :
    ٠ وجود تربية غير سليمة للطفل قائمة على العنف و السلطة …
    ٠ ضعف التعليم .
    ٠ التعرض للعنف او التحرش او الاعتداء في الصغر .
    ٠ ان يكون الشخص من ” هواة ” ممارسة الخيانة الزوجية .
    ٠ او الإصابة باحد الأمراض النفسية .
  • اما عن العوامل المرتبطة بالمجتمع فنجد :
    ٠ التنشئة على الصورة النمطية التي تفضل الرجل وتعطيه الأفضلية، ويستعملون لها مصطلحات كثيرة من بينها ( السلطة ، القوامة …) الشيء الذي يجعل المجتمع  (مجتمعا ذكوريا ) .
    ٠ بعض الرسائل الغير مباشرة التي يرسلها الآباء للأبناء بشكل غير مباشر مثل : ممارسة الجنس عنوة هو دليل على ” قوة” الرجل و ذكوريته.
    ٠ بعض القناعات الشاذة التي قد تدعم سلوك المتحرش مثل : النظرة اللوامة للمرأة بحيث أنها تستحق ما تتعرض له من تحرش لأنها ترتدي لباس معين أو تتواجد في مكان معين ( صحيح انه من الواجب عل المرأة ان تنتبه للباسها و طريقة كلامها و اسلوبها وتحرص على ان تكون محتشمة في تصرفاتها وطريقة تعاملها مع الآخر ) لكن هذه النظرة هي جريمة أخرى تقترف في حق المرأة، فالمتحرش يمارس سلوكه ضد الشابة و العجوز و المطلقة و المتزوجة ….بغض النظر عن لباسها ساترا كان او سافرا .
  • خلاصة القول ؛ التحرش الجنسي سلوك شنيع يمس بكرامة المرأة ( امك ،اختك، زوجتك ، ابنتك،) لذلك ان وجدت في الأسباب التي تم ذكرها ما ينطبق عليك فقد تكون متحرش مستقبلي او متحرش فعلي ناشط حاليا وربما حان الوقت للقيام بالازم لإصلاح ذلك .
    -وتبقى التساؤلات مطروحة :
  • كيف لمجتمع قد ينتزع شهواته بالكبت  ان يلقى الحلول ؟
  • وكيف بمجتمع نجد عنده تفكير ذكوري لا يملك اعتبار لحقوق المرأة كيفما كانت حالتها الاجتماعية ان يفهم ان المرأة كيان لا يحق المساس به ؟؟

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: