التجمع الوطني للأحرار في المغرب يصعّد خطابه ضد الإسلاميين

أعلن عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ما اعتبره الحرب على الظلامية والفكر الذي ينتج التطرف في المغرب.

وأوضح في اجتماع لحزبه بمدينة الناظور نهاية الأسبوع أن أكبر خطر يهدد المغرب هو العدمية والبؤس والفكر الهدام، الذي يجعل الشباب ضد الحياة.

وشدد أخنوش ضمن المنتدى الجهوي للشبيبة التجمعية في الجهة الشرقية، على ضرورة إعداد برامج فعالة بلورها التجمع الوطني للأحرار لمواجهة الفكر الظلامي، عبر عدم السماح للتشدد بالتغلغل داخل الوطن، وذلك عبر العودة إلى التقاليد المغربية الأصيلة، والالتزام بتعاليم الدين الوسطية المعتدلة.

ويعتبر مراقبون أن الحزب يوجه رسائل مفادها المواجهة مع حزب العدالة والتنمية والخطاب الإسلاموي رغم تحالفه معه حكوميا.

ويعتمد العدالة والتنمية على مدخل الهوية الدينية لاستقطاب شباب همه إيجاد مناصب شغل تدر عليه مدخولا شهريا، ويرى المراقبون أن اللقاءات الدورية التي يقوم بها الحزب الإسلامي تأتي في ظل ما تعيشه الأحزاب المنافسة من أزمات، كحزب الأصالة والمعاصرة الذي سبق وأن رفع نفس شعار مواجهة الإسلاميين.

وقال عزيز أخنوش “نحن مطالبون بتجفيف الظلامية ونشر قيم المغاربة من تدين وسطي معتدل، مع المحافظة على قيم المجتمع المغربي القائمة على التضامن”.

وفي نفس السياق اعتبر محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، والذي يشغل منصب وزير العدل، أن “تحالف تنظيمه السياسي مع حزب العدالة والتنمية في الحكومة الحالية مرحلي، وأنه يشارك في حكومة ائتلافية يجمعها البرنامج الحكومي فقط”.

وأكد أوجار الأحد أن المشروع السياسي لتنظيمه ينتصر لتاريخه وقيمه، التي تقوم على الحريات والحقوق والإسلام الوسطي المعتدل.وفي إشارة مباشرة إلى العدالة والتنمية شدد القيادي بحزب الأحرار على أن حزبه السياسي يتقدم للمغاربة بوجه مكشوف، ودون ازدواجية في الخطاب. وأضاف أن حزبه سيثبت أنه القوة السياسية الأولى، التي ستتحمل مسؤولية تطبيق مسار الثقة عام 2021.

ويراهن حزب التجمع الوطني للأحرار على قيادة الحكومة المقبلة بدعم واضح من رجال الأعمال، ويرى متابعون أن ترؤس أخنوش للحزب ساهم في إطلاق دينامية جديدة من خلال عقد عدد من المؤتمرات الجهوية بالمدن الكبرى بالبلاد من أجل تقوية الحزب والتأهب للاستحقاقات المقبلة.

وتشكل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة امتحانا عسيرا لشعبية حزب التجمع الوطني للأحرار بشكل خاص أمام حزب العدالة والتنمية الذي تصدر خلال الانتخابات البرلمانية لعام 2011 و2016، خاصة أن حزب الأصالة والمعاصرة يمر بأزمة تنظيمية حادة يصعب الخروج منها في القريب العاجل.

وأكد زعيم التجمع الوطني للأحرار أن حزبه يؤمن بالواقعية رغم الإكراهات، لكون المجهودات الحالية ليس لها الوقع الكبير من تشغيل وتعليم، موضحا أنه لا يمكن إنكار أن المغرب حقق الكثير من حيث الحقوق والحريات ومناخ الأعمال وغيرها.

وشدد أخنوش على أن “السياسة ليست حروبا كلامية أو استغلالا لمعاناة البسطاء”، مطالبا بضرورة “إرساء دولة المؤسسات باعتبارها حافزا للمضي قدما في الإجابة عن رهانات الحاضر والمستقبل”.

وبات من الواضح أن شعبية العدالة والتنمية بدأت تتأثر نتيجة عجزه عن تلبية تطلعات المغاربة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.

في المقابل، يشكك متابعون في قدرة التجمع الوطني للأحرار على استقطاب عدد كبير من الشباب العازف عن المشاركة السياسية، وذلك لانعدام الثقة في الطبقة السياسية، علاوة على عدد من الفضائح المالية والأخلاقية التي كان أبطالها وزراء وسياسيين.

ولا يزال الخلاف بين العدالة والتنمية والأحرار باديا، وتعمق ذلك خلال المؤتمر الوطني السادس لشبيبة حزب العدالة والتنمية، عندما هاجم عبدالإله بنكيران زعيم الأحرار عزيز أخنوش قائلا إنه “يجب على أخنوش أن يعمل حتى تظهر نتائج عمله، ولا يمكن أن يخيف العدالة والتنمية من الآن”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: