بين واجب المواطنة و أعمال الشغب

ارتأت جريدة أخبارنا الجالية تسليط الضوء على احد اهم المشاكل الأساسية للجالية المقيمة ببروكسل ، وهو جهل مفهوم المواطنة لدى البعض منها ، وذلك نظرا لأحداث الشغب الأخيرة التي شهدتها مولمبيك أثناء الاحتفالات برأس السنة.
هنا يطرح السؤال نفسه :
ما هو مفهوم المواطنة عند هؤلاء الشباب المخربين؟ ؟
لأننا اذا بحثنا عن مفهوم المواطنة سنجد ان المواطنة ترسم لنا طابع العلاقة بين الفرد اي “الجالية” و المجتمع وهو “الدولة البلجيكية”.
واذا قارنَّا بين هذا المفهوم وبين ما وقع خلال هذه ألاحداث المخزية من احراق السيارات و تدمير المتاجر وبعض المرافق العمومية ، والاعتداءات التي وقعت على رجال الاطفاء … ، سنجد انه لا مجال للمقارنة لان مثل هذه الأعمال المخربة تنم عن انعدام الإنسانية والجهل وعدم الوعي بمتطلبات المواطنة وهنا يجب أن نركز على نقطة مفصلية يتناساها العديد من أفراد الجالية المقيمة ببروكسل الا وهي تبعات طلب حق ” الجنسية البلجيكية ” فمن اهم شروط الحصول عليها هي :
الوفاء بشروط المواطنة وأول هذه الشروط : معرفة لغة البلد طبعا ، ثم الاطلاع على القوانين واحترامها وعدم استغلالها للمصالح الشخصية التي تؤدي إلى ضياع حقوق الغير ، وتحقيق الاندماج الثقافي المرهون بقدرات الجالية على ربط و بناء جسور ” الثقة” في المجتمع الذي يعيشون فيه .
وعلى ” أساس” ان المواطنة هي علاقة تربط المواطن بالبلد الذي ينتمي إليه ، فهذا يفترض وجود نوع من الولاء والإخلاص للبلد على سبيل الواجب وهو شعور له تمظهرات عديدة في الفعل تجاه البلد المحتضن.
وبما أن ( الإنسان ابن بيئته ) فهل يعقل أن يكون عاقاًّ بها ؟ ؟ ؟
لان اي استهتار في أداء الواجب الوطني بأي وجه كان كالكف عن أداء الواجبات ، أو المساهمة في تعطيل المصالح ، استغلال القوانين ، القيام بأعمال الشغب و التخريب وهتك حرمة الأماكن العامة للبلد التي تؤدي إلى تشويه صورة الجالية ، …الى غيرها من السلوكيات يُعد انسلاخا من رقعة المواطنة ، لان أداء الواجب الوطني شعيرة لا حدود لها حتى وان كانت في بلاد لا تعتقد الإسلام دينا .
لذلك فإن الدور المنشود من الجالية المقيمة ببروكسل يحتم عليها اولا معرفة ما لها وما عليها تجاه الدولة البلجيكية ، ثم تحسين و إصلاح ما هي عليه الآن من خلل في مسألة اداءها للواجب الوطني تجاه الدولة البلجيكية ، والحرص على اعطاء تربية سليمة للناشئة فهم “شباب الغد” .
والوعي بمسؤوليتها في إصلاح المجتمع الذي هاجرت منه وان تجعله قاعدة ايجابية لا مرآة تعكس سلبيات الوطن الأصلي.

اترك رد

تعليق 1
  1. Abdullah يقول

    👍🏻 لكم فائق التقدير ، وننتظر منكم المزيد.

%d مدونون معجبون بهذه: