الجيش المغربي يستنفر ردا على مناورات البوليساريو الاستفزازية

في تحد مناقض لقرارات مجلس الأمن الدولي قامت البوليساريو بمناورة عسكرية بالناحية العسكرية الرابعة بمهيريز، تحت إشراف أمينها العام، إبراهيم غالي، وعدد من قيادات الجبهة، وانفصاليي الداخل. واعترفت البوليساريو أن هذه المناورات العسكرية نفذتها وحدات من مقاتلي الناحية العسكرية الرابعة من مشاة محمولة، ووحدات الدفاع الجوي والهندسة، ووحدات الإمداد والإسناد المختلفة لميليشيات التنظيم الانفصالي.

وقالت مصادر مطلعة إن القمر الصناعي العسكري، الذي دشّنه المغرب مؤخرا رصد صور مناورات عسكرية للبوليساريو وجرى تحديد المنطقة التي تمت فيها المناورات بدقة بالقطاع الشمالي بمنطقة مهيريز. كما جرى توجيه تعليمات إلى وحدات الجيش بإعلان التعبئة من طرف القوات المسلحة الملكية على الحدود الجنوبية للمملكة للتصدي لأي تحركات مشبوهة لميليشيات البوليساريو المسلحة.

ويستعد الجيش المغربي للقيام بمناورات كبيرة على بُعد كيلومترات من الجدار الأمني العازل، وستشارك فيها أسلحة ثقيلة وطائرات اقتناها المغرب من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والصين. وأكد خبراء أن التحركات الأخيرة للجبهة الانفصالية هي بمثابة استفزاز عسكري للمغرب الذي لا يريد الوقوع في فخ أي تصعيد عسكري لا يخدم مصالحه لكن هذا لا يعني أنه لن يرد على أي تحرك يريد تغيير ملامح الأرض.

وتعتبر مناطق مهيريز العازلة مشمولة بوقف إطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة، وقال مراقبون إن بوليساريو تريد من خلال استفزازاتها تغيير بنية المنطقة العازلة قبل جولة المباحثات المقبلة وتبعث رسائل غير مشفرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي بأنه يمكنها التأثير في الوضع الإقليمي وأنها مدعومة من طرف الجزائر.

وتأتي هذه الخطوة تزامناً مع مرور رالي “موناكو داكار” الدولي من المنطقة العازلة “الكركرات” متوجها إلى موريتانيا، حيث ادعت قيادات الجبهة أن منظمي الرالي أعلنوا “عن إلغاء المرحلة السادسة من السباق التي كان من المنتظر أن تعبر منطقة الكركرات في طريقها إلى موريتانيا مساء 7 يناير”.

وأوضح تيري شارف المسؤول ضمن فريق التواصل برالي أفريقيا، أن المتسابقين عبروا الحدود الاثنين حيث بدأ السباق مع افتتاح الجمارك المغربية في العاشرة صباحا.

وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، مصطفى الخلفي الأسبوع الماضي، أن “مجلس الأمن الدولي كان صريحا وواضحا في قراراته بأن أي سلوك في المنطقة العازلة هو بمثابة استفزاز وتهديد للاستقرار في المنطقة بصفة عامة”. وأضاف المسؤول الحكومي أن قرارات مجلس الأمن الدولي دعت البوليساريو إلى الامتناع عن القيام بمثل هذه الاستفزازات في المنطقة العازلة.

وأكد هشام معتضد الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية في جامعة شيربورك، أن تحركات البوليساريو الميدانية غير قانونية ومخالِفة للقرارات الأممية داخل الشريط العازل وأنها تتزامن مع الاستعدادات لبرمجة ملف الصحراء في أجندة الأمم المتحدة، وهو ما سيدفع بالممثلين الأمميين إلى تشخيص الوضع على الميدان لتقييم كل التطورات الجديدة التي قد يكون لها انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة على الملف بكل مكوناته وعلى مسار التسوية الأممي بشكل خاص.

ودشن الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، الاثنين، بالموازاة مع المناورات العسكرية في منطقة مهيريز، “مجمعات إدارية بالناحية العسكرية الرابعة”، تضم مقرات إدارات جهوية تابعة للعسكر الانفصالي، “ستكون مقرا للأفراد، كما ستوفر الأمن والإمداد وإمكانية الإشارة”، حسب إعلام البوليساريو.

واعتبر خبراء في القانون الدولي أن البوليساريو لا تمتلك الإرادة القانونية التي تؤهلها لإصدار أي وثيقة إدارية تمكنها من وضع اليد على أراض تحكمها مقررات دولية. وأضافوا أن البوليساريو غير معترف بها كدولة ذات سيادة وهو ما يجعل تحركاتها تنتفي عنها صبغة قوة القانون.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: