هل ينجح حزب الأصالة والمعاصرة المغربي في الخروج من أزمته
تحاول قيادة حزب الأصالة والمعاصرة في المغرب القطع مع المشكلات التنظيمية المتواصلة، حيث قدم أمين عام الحزب حكيم بنشماش مبادرة لإنهاء أزمة الحزب خلال اجتماع لأعضاء المكتبين الفيدرالي والسياسي السبت خصص لمناقشة الصعوبات التي يتخبط فيها الحزب.
وأقر حكيم بنشماش بوجود أزمة مستفحلة وخانقة داخل حزب الأصالة والمعاصرة، مؤكدا وجود آمال كبيرة لدى القيادات من أجل الخروج بمواقف موحدة بخصوص الأزمة الحالية.
وقال بنشماش، في كلمة ألقاها أمام أعضاء الحزب، إن هناك اختلافات في التقدير وأن “من حق الجميع التعبير ما دام الحزب بعيدا عن الثكنات العسكرية، وثقافة الشيخ والمريد التي تسود الواقع الحزبي المغربي”.
وشدد عضو المكتب الفيدرالي حسن التايقي، في تصريحات له على أن حزب الأصالة والمعاصرة يجب أن يتطور وأن يتجاوز خلافاته. وأضاف “يجب أن تكون لنا قيادة تتشاور مع الجميع نريد أن نخلق مؤسسة سياسية حداثية تتجه صوب المستقبل في خدمة المواطن”.
واعتبر التايقي أنه لا خيار أمام أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة لتحقيق طموحهم في الوصول إلى حزب يقوم على المؤسسات ويكون حداثيا في توجهه وديمقراطيا في اختياراته وتسيير شؤونه ومستقلا في اتخاذ قراراته، إلا بالعودة إلى المؤسسات الحزبية وتحكيم العقل وسيادة منطق الحوار الهادئ والبناء والرصين.
وكان قد غاب عن اجتماع حزب الأصالة والمعاصرة السبت كل من القيادي المثير للجدل عبداللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب إضافة إلى الحبيب بلكوش الأمين العام السابق للحزب.
وأكد وهبي عضو المكتب السياسي، في تصريحات له أن طريقة تسيير شؤون الحزب لا تزال دون مستوى التطلعات. من جانبه، طالب بنشماش القيادات التي تناوئه بـ”التعقل والترفع عن الحسابات الضيقة”.
ومباشرة بعد الاجتماع تواترت الأخبار التي تتحدث عن إقالة مجموعة من القيادات على رأسها الأمين العام حكيم بنشماش. لكن خالد أدنون، عضو المكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة، نفى صحة الأخبار المتداولة عن إقالة أو استقالة أي عضو من الأصالة والمعاصرة.
واعتبر أدنون أن من يروج لهذه الأخبار أزعجه أن يكون اجتماع المكتبين السياسي والفيدرالي لحزب الاصالة والمعاصرة ناجحا بكل المقاييس، وأن “الحزب قد انبعث من جديد بكل مكوناته”. وأبرز بنشماش أنه “محبط إزاء عوامل التشاؤم الكثيرة المحيطة به، ولكنها لا تمنع من إبداء المقدرة التامة على تجاوزها والالتفاف على تعاقد جماعي معلن”.
ويعتقد وهبي أن ما يمر به الحزب في الآونة الأخيرة ليس فقط مرتبطا بشخص بعينه بل بالحزب ككل وأنه ينتظر تقريرا. وتم تكليف القيادي أحمد خشيشن برئاسة لجنة داخل حزب الأصالة والمعاصرة عهد إليها التداول في عدد من الصعوبات والمشكلات التنظيمية للحزب، حيث تتكون اللجنة من القياديين مصطفى الباكوري وعبدالنبي بعوي وعبداللطيف وهبي والمهدي بنسعيد.
وبرزت مشكلات حزب الأصالة والمعاصرة مع النتائج السلبية التي أحرزها في الانتخابات البرلمانية والمحلية السابقة والتي جرت خلال ولاية إلياس العماري. كما يرى المراقبون أن أزمة الحزب كانت نتيجة لغياب إرادة موحدة ورؤية استراتيجية جامعة. وأكد هؤلاء أن الأمين العام الحالي سيحاول تحجيم التيار المناهض له برئاسة خشيشن ووهبي والمنصوري.
وكشف بنشماش في الاجتماع عن مشروع مقاربة لطي صفحة الخلاف ورص صفوف الحزب، “لنخيّب آمال من ينتظرون أن يتصدع الحزب وينشق”. وقدم مبادرة تحت مسمى “احتواء الأزمة”، قال إنها جاءت نتيجة مشاورات مع المجلس الوطني للحزب والعديد من القيادات.
وطالب بنشماش بـ”وقف معارك الاستنزاف الذاتي، والكف عن التراشق الإعلامي، والامتناع عن التشكيك في مصداقية مؤسسات الحزب وتحويلها إلى منصات لمناقشة الأمور الداخلية حقيقة، عوض التداول فيها خارجا، فضلا عن إيقاف عقد لقاءات جهوية لمناصرة طرف على طرف”.
وأكد أن على القواعد والقيادات التحلي بروح وحدوية ونفس وطني. وتتهم قيادات من حزب الأصالة والمعاصرة الأمين العام الحالي بعدم احترامه لوعوده السابقة. ويرى القيادي حسن التايقي أن الاتفاق الوحيد الذي ينبغي الالتفاف حوله هو أولا مرجعية الحزب وثوابته ومبادئه، وثانيا التعاقد السياسي والأخلاقي الذي طوَّق به الأمين العام نفسه عند انتخابه.