تصاعد مؤشرات التجديد لبوتفليقة وسط صمت قادة الموالاة

تزامن إطلاق رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول لرسائل تفيد بمناشدة حزبه للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للترشح للانتخابات القادمة مع تأكيد جمعية قدماء النواب والمسؤولين المحليين المنتخبين من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم على دعم خيار الولاية الخامسة لبوتفليقة. لكن هذه المساندة المعلنة للرئيس الجزائري يقابلها صمت متواصل من الأحزاب الحاكمة بشأن الولاية الرئاسية الخامسة.

تلتزم الأحزاب الفاعلة في الائتلاف السياسي المؤيد للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الصمت إلى حد الآن، تجاه تصاعد مؤشرات خيار الولاية الرئاسية الخامسة، رغم الرسائل التي أطلقها رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول، حول مناشدة حزبه لترشح بوتفليقة، وتأكيد جمعية قدماء منتخبي (النواب والمسؤولين المحليين المنتخبين) الحزب الحاكم، على وقوفها بجانب بوتفليقة ودعمها له في الاستحقاق القادم.

أبقى صمت حزبي جبهة التحرير الوطني الحاكم والتجمع الوطني الديمقراطي تجاه مسار وتطورات الجدل المتفاقم حول مرشح السلطة في الانتخابات الرئاسية القادمة، الغموض قائما حول الموعد المذكور، رغم تصاعد مؤشرات الولاية الرئاسية الخامسة لبوتفليقة.

ولم يصدر إلى حد الآن، أي موقف رسمي عن قيادة الحزبين، حيث اكتفى كل من المنسق العام لهيئة تسيير جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب، والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، بإطلاق عبارات فضفاضة في تصريحاتهما الأخيرة، الأمر الذي يبقي حالة الترقب قائمة إلى غاية انقضاء مهلة صدور مرسوم دعوة الهيئة الناخبة، خلال الأسبوعين القادمين.

وأفاد رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبدالسلام، على فيسبوك، بأن “جميع الخيارات فقدت بريقها، ولم يعد هناك لا تأجيل ولا تعديل للدستور، ولم يبق إلا إجراء الانتخابات في موعدها، لكن ليس واضحا أن تكون ببوتفليقة أو من دونه”.

ويرى متابعون للشأن الجزائري أن البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع في وقت سابق بالإضافة إلى افتتاحية مجلة الجيش أعطيا الانطباع بأن السلطة ماضية في تنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها وبمرور الرئيس بوتفليقة إلى ولاية خامسة.

ويبدو أن رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول قد تلقف مبكرا الرسائل المضمنة في بيان الوزارة وافتتاحية المجلة، اللذين استهدفا إطلاق تحذير شديد اللهجة لكل من يحاول التشويش على مسار السلطة، لذلك بادر بالانقلاب على مواقفه السابقة الداعية إلى ندوة وطنية في إطار مبادرة إجماع بين السلطة والمعارضة، وشدد على أن حزبه يدعم بوتفليقة للترشح للانتخابات. وأكد غول، السبت أمام كوادر حزبه، أن “الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها، وأن ذلك لا يتعارض مع تنظيم ندوة تكون تحت إشراف الرئيس بوتفليقة”.

وفي نفس السياق، أكد القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني والوزير الحالي للعلاقات مع البرلمان محجوب بدة، في ندوة لجمعية قدماء منتخبي الحزب بمدينة البليدة، على “وقوف المنتخبين السابقين للحزب مع رئيس البلاد ورئيس الحزب ودعمهم له في الاستحقاق القادم”.

وتثير مفردات “استمرار الرئيس” الواردة في خطابات كل من عمار غول ومحجوب بدة الاستفهام لدى المتابعين بالنظر لإيحاءاتها العملية، فهي قد تفيد بقاء الرئيس دون انتخابات كما تفيد أيضا ضرورة اللجوء إلى تعديل في بنود دستورية، لا سيما وأن دعوات الولاية الخامسة لم تتسم لديهما بالصراحة الكاملة، الأمر الذي يبقي الباب مفتوحا أمام سيناريوهات أخرى.

وتعتبر الجمعية قدماء منتخبي جبهة التحرير الوطني بدورها مثار تساؤل داخل الحزب الحاكم، قياسا بالانزعاج الذي أبدته القيادة السابقة واعتبارها منافسا غير معلن للهيئات الرسمية للحزب، فضلا عن عدم انسجامها مع القيادة الحالية، وهو ما يطرح إمكانية اتصالها بجهة معينة في السلطة، استحدثتها لتكون بديلا للحزب، تحسبا لأي طارئ يسحب ورقة الولاء.

وتجلى ذلك من خلال الارتباك الذي أحدثه منشور في صفحة الحزب على فيسبوك، نسبب لبوشارب، تحدث فيه عن “دعم الحزب لولاية رئاسية خامسة لبوتفليقة”، وتم حذفه بعد ساعات، وبرر الأمر بأنه “منشور سابق للأمين العام الأسبق عمار سعداني، وليس للقيادة الحالية”، وهو ما أوحى بأن الأمر لم يستقر بعد لدى جبهة التحرير الوطني حول مرشح السلطة في الانتخابات القادمة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: