المخابرات المغربية دخلت في عملية تنسيق مع نظيرتيها الأمريكية والاسبانية لتعقب المتطرفين
في وقت تكثف فيه الأجهزة الأمنية المغربية إجراءاتها الأمنية بعد جريمة مقتل سائحتين واحتفالات رأس السنة، أفادت تقارير مغربية أن المخابرات المغربية دخلت مع نظيرتيها الأمريكية والإسبانية في عملية تنسيق لتعقب «متطرفين» مغاربة يحتمل استعدادهم لتنفيذ اعتداءات إرهابية في المغرب أو دول أخرى، وذلك مباشرة بعد تعقب جهادي مغربي «خطير عائد من سوريا» في برشلونة.
بعد تحذير واشنطن مواطنيها المسافرين إلى اسبانيا من التجوال في الأماكن السياحية التي تمر فيها سيارات وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية، بناء على معلومات استخباراتية، مواطنيها المسافرين إلى كاتالونيا في إسبانيا أو الموجودين فيها، من التجوال في الأماكن السياحية التي تمر منها السيارات والحافلات للاشتباه في استعداد شخص يشتبه بأنه مغربي، لتنفيذ اعتداء إرهابي في برشلونة.
وقال موقع «الأيام 24 المغربي ، إن التحقيقات الأولية الإسبانية خلصت الى أن المتطرف المحتمل، الذي يستعد لتنفيذ الاعتداء، هو المواطن المغربي «إبراهيم . ل»، والبالغ من العمر 30 عاما. وينحدر من مدينة الدار البيضاء، وحاصل على شهادة سياقة الحافلات، وتعتقد المخابرات الأمريكية أنه يستعد لتنفيذ اعتداء عبر عملية دهس جماعية في أعياد الميلاد.
وتحدثت تقارير سرية أوروبية عن مخاطر 500 جهادي، ضمنهم مغاربة، مرشحين لمغادرة السجون الأوروبية في السنتين المقبلتين، دون التخلي عن أفكارهم المتطرفة، ومن بينهم من ازدادوا تطرفا في السجون التي تحولت في السنوات الأخيرة من مراكز اعتقال بعض الشباب المنحرفين إلى أماكن لاستقطابهم من قبل مجندي مختلف التنظيمات الإرهابية، لا سيما «داعش».
وقال موساوي العجلاوي، الخبير المغربي في قضايا الإرهاب والأمن، إن استقطاب المغاربة من قبل الجماعات الجهادية يتم في السجون التي يدخلونها كمنحرفين ويخرجون منها متطرفين، وإن تورط معتقل سابق على خلفية قضية إرهاب في جريمة «إمليل» يؤكد أن خطر المفرج عنهم من المتورطين في قضايا الإرهاب يبقى واردا، وليست هناك سلامة 100 في المئة.
ودخلت الأجهزة الأمنية المغربية في مدينة مراكش سباقا محموما ضد عقارب الساعة حتى تكون في الموعد من حيث ظروف التهيؤ والإعداد لاحتفالات رأس السنة، وذلك بعد أيام من جريمة شمهروش، التي قتلت فيها فتاة دانماركية وأخرى نرويجية في عملية إرهابية بشعة يوم 17 الشهر الجاري والتي هزت الرأي العام المغربي ورجال الأمن.
وتعرف مدينة مراكش خلال احتفالات السنة الميلادية الجديدة، توافدا كبيرا للسياح الأجانب وبعض الشخصيات العالمية. وتعقد الأجهزة المعنية اجتماعات ماراثونية على مدار الساعة لتدارس الإجراءات المطلوبة، وبسط وجهات النظر المختلفة حول السبل الناجعة لبلوغ الأهداف المنشودة. وشرعت الأجهزة الأمنية في تنفيذ الترتيباتِ الأمنية والإجراءات الاحترازية لتغطية المدينة أمنيا، وأهم هذه الإجراءات المعتمدة في الخطة الأمنية، والتي دخل بعضها حيز التفعيل والتنفيذ، هي نشر الوجود الأمني الظاهر والمتمثل في التشكيلات الأمنية المختلفة من دراجي وشرطة مرور وعناصر فرقة الصقور، ونصب الحواجز الأمنية في مجمل مداخل ومنافذ المدينة.
وأضافت المصادر أن الانتشار الأمني سيغطي مختلف المرافق والمؤسسات الحيوية كالبوابة الجوية في مطار المنارة، ومحطات القطار والنقل الطرقي والمؤسسات الفندقية والسياحية ومحطتي النقل السككي والطرقي والمؤسسات السياحية وساحة جامع الفنا والأسواق المحيطة بها، بالإضافة إلى دور العبادة الخاصة بالديانات السماوية كالمعابد اليهودية والكنسية المسيحية.
وعلى صعيد السياحة في منطقة امليل التي شهدت قتل الفتاتين، تتواصل الإجراءات الأمنية بعد الحادث الإرهابي. وأصدرت وزارة الداخلية المغربية سلسلة من القرارات الصارمة التي ستطبق على المغاربة والأجانب قبل الوصول لقمة جبل توبقال الشهير، وتم وضع 4 نقط تفتيش قبل الوصول للجبل ثم نقطة تفتيش أخيرة في المخيم في جبل توبقال ووجوب الإدلاء بالبطاقة الوطنية بالنسبة للمغاربة وجواز السفر بالنسبة للسياح، وذكر عدد الأيام التي سيقضيها الزائر في المنطقة وجبل توبقال تحديداً، ووجوب مرافقة مرشدين سياحيين أو أشخاص من أبناء المنطقة عارفين بتضاريس الجبال بعد أن يدلي بدوره ببطاقته الوطنية للسلطات الأمنية. كما تقرر منع نصب الخيام في المنتزه بصفة عامة، وأصبح لزاماً على الزائرين المبيت في أحد المساكن الموجودة في المنطقة، او العودة إلى الفندق.
ووجه وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، تعليماته إلى المسؤولين في مختلف أنحاء المغرب بإحداث لجان أمنية محلية لنصب كاميرات مراقبة خارج وداخل الفنادق والمحلات التجارية الكبرى وبعدم التساهل مع غياب الكاميرات، وأن تقوم اللجان بزيارات متعددة، قبيل الاحتفال برأس السنة الميلادية، لكل الوحدات الفندقية والمحلات التجارية التي توجد تحت نفوذها للتأكد من احترام الشروط الأمنية، التي يجب أن تتوفر في كاميرات المراقبة والتأكد من اشتغالها 24 ساعة على 24.
وتعد الكاميرات من الوسائل الأمنية المهمة المعمول بها عالميا، حيث يتم ربطها بشبكة الإنترنت وأجهزة الإنذار، وقد كانت الكاميرات من الأسباب الحاسمة في كشف منفذي جريمة امليل.