رسالة الى جيش البعوض الإلكتروني : قليلا من الخوف على الوطن
ملاك العرابي
مرت سنوات على انتشار جيوش مواقع التواصل الإجتماعي حتى لقبهم البعض بالذباب الإلكتروني مجازا.. لكنه في الحقيقة لقب يليق إلى حد ما بوظيفة الذباب حينما ينقل العدوى وينشرها بين العباد، حتى ألفنا الذباب وألفنا عدواه.
من الذباب نفتح قوس الإسقاط عن هذا وذاك وعن عدوى توزيع مقاطع الجريمة الشنعاء التي ارتكبها المارقة الإرهابيون بجنوب المغرب، وكأننا نوزع قطع الشكلاطة على بعضنا، دون مراعاة للمشاعر الإنسانية والأخلاق البشرية، وفي الوقت ذاته كنا نسوق لعمل إرهابي أدانه العالم قبل أن تدينه مواقعنا الإجتماعية.
فرق شاسع بيننا وبين صحافة المواطنة، مسافة قصوى بيننا وبين الخوف على الوطن من أعداء يتربصون بما نكتب وننشر ونوز، متى يستفيق الجيش الإلكتروني ومتى يدرك أنه كثيرا ما يضر بوطنه وهو متكئ على سرير النوم أو على أريكة وأصبعه ينتج الخراب ….لقد علقت علينا جرائد ومواقع تعليقات قاسية أكثر مما دونته على الجرم الإرهابي، على اعتبار أن الموزعين نسوا العملية الوحشية التي حصلت في بلدنا وعواقبها ستضر بصورتنا كمغاربة لأن الفاعل مغربي والموزع مغربي والمتفرج مغربي والخاسر هو المغرب بلدكم يا معشر الموزعين …. فقليل من الحياء الإلكتروني وقليل من الوعي الوطني، فالأصبع الذي حرك لولب النشر يستطيع أن يخط حرفا الإدانة، لأن الجريمة تبقى فعل حقير ولاداعي لإعادة تصوير الجريمة ونشرها وكأنها صورة تذكارية، ثم إن الضحايا هم إخواننا في الإنسانية وقتل نفس واحدة هي قتل للناس جميعا .
فيا إخوتي عسوا على أصابعكم ماذا توزع وما الغاية من نشر صورة جزار وحشي يقطع رأس إنسان وأنت تتفجر وكأن الأمر يشبه ذبح ديك، وحتى ذبح الحيوان أصبح منبوذا عند جمعيات الرفق بالحيوان ….انتهى التوزيع عندي ليبدأ عند من يتفق معي .