فرنسا باقية في سوريا وإسرائيل تستعد للأسوأ
أعلنت فرنسا أنها ستبقي على قواتها في شمال سوريا في الوقت الراهن في ظل عدم القضاء على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية على عكس وجهة النظر الأميركية، فيما أجمعت التحليلات في الصحف العبرية، الخميس، على أن القرار شكل مفاجأة صادمة لإسرائيل.
وقال مسؤول فرنسي إن باريس بدأت محادثات مع واشنطن بشأن ظروف الانسحاب والجدول الزمني لتنفيذه. وفرنسا عضو مهم في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال المتشددين في سوريا والعراق ولها نحو ألف جندي -بينهم أفراد من القوات الخاصة- وهم يتمركزون في شمال البلاد إلى جانب القوات العربية والكردية.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين فرنسيين أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب كل الجنود الأميركيين وعددهم 2000 من المنطقة كان مفاجئا لباريس. وبرر مسؤولون أميركيون القرار بالقول إن تنظيم الدولة الإسلامية هزم.
وقالت وزيرة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو لتلفزيون “سي-نيوز” “يظهر ذلك أن الأولويات تختلف وأن علينا أن نعتمد على أنفسنا في المقام الأول.. في الوقت الراهن سنبقى بالطبع في سوريا لأن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ضرورية”.
وتتعامل فرنسا على وجه التحديد بحساسية مع خطر تنظيم الدولة الإسلامية بعد عدة هجمات كبيرة على أراضيها في السنوات القليلة الماضية. وانضم المئات من الفرنسيين إلى التنظيم في سوريا. وقالت وزارة الخارجية في بيان إن باريس وحلفاءها في التحالف بدأوا محادثات مع واشنطن بشأن الإطار الزمني وظروف سحب القوات الأميركية.
وأضافت “يتعين على الولايات المتحدة أن تأخذ في الاعتبار حماية السكان في شمال شرق سوريا واستقرار هذه المنطقة لتجنب أي مآس إنسانية جديدة وأي عودة للإرهابيين”.
وقالت إن باريس ستحرص على ضمان أمن جميع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة ومنهم قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد الذين يخشون هجوما من تركيا.
وغرّدت وزيرة الدفاع فلورانس بارلي على تويتر “تنظيم الدولة الإسلامية لم يمح من على الخارطة ولم تستأصل شأفته. من الضروري أن تواجه الجيوب الأخيرة لهذه المنظمة الإرهابية هزيمة عسكرية حاسمة.
ويسعى مسؤولون فرنسيون جاهدين إلى أن يعرفوا من وكالات أميركية ما الذي يعنيه إعلان ترامب بالضبط. ولم تكن الولايات المتحدة واضحة بشأن موعد سحب الجنود. وقال دبلوماسي فرنسي “أصبحنا معتادين على ذلك مع إدارة ترامب. الشيطان يكمن في التفاصيل”.
ولفرنسا نحو 1100 جندي ضمن عملية “شمال” لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. ويقدم نحو 500 منهم الدعم اللوجستي والتدريب والدعم الخاص بالمدفعية الثقيلة والباقون يعملون إما من الأردن حيث تقلع أغلب الطائرات المقاتلة لضرب الأهداف وإما من سفن في البحر المتوسط أو في الخليج وإما من فرق أصغر حجما في الإمارات وقطر والكويت.
ويتضمن وجود فرنسا في سوريا العشرات من أفراد القوات الخاصة والمستشارين العسكريين وبعض العاملين في وزارة الخارجية.
وبالنبرة الغاضبة ذاتها انتقد الإسرائيليون قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، الذي وصفه محللون إسرائيليون بأنه “صفعة قاسية”. وأجمعت التحليلات على أن القرار شكل مفاجأة لإسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن ترامب ووزير خارجيته مايك بامبيو أبلغاه، الثلاثاء، بقرار الانسحاب من سوريا.
وسارع نتانياهو إلى التعهد بـ”الدفاع عن أنفسنا” في سوريا، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية التي استهدفت حزب الله وأهداف إيرانية.
وقال مندوب إسرائيل الدائم بالأمم المتحدة داني دانون، إن “ما يقلق إسرائيل يتمثل في الوجود الإيراني القائم في سوريا”.
وتناولت صحيفة يديعوت أحرونوت الخطوة تحت عنوان “غضب من انسحاب ترامب: انتصار لإيران وهزيمة لإسرائيل”.
وأضافت أن الغضب من القرار الأميركي لم ينحصر في إسرائيل فقط، بل طال أيضا حلفاء إسرائيل المقربين جدا في الإدارة الأميركية، خاصة وزيري الخارجية والدفاع، وأعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس. كما وصفت صحيفة يسرائيل هيوم، لقرار الأميركي بـ”الخطأ الكارثي”.