مافيا عربية تقضّ مضجع ألمانيا

تسعى عصابات يقودها لبنانيون في ألمانيا إلى تجنيد ما أمكن من اللاجئين العرب في أعمال إجرامية، وهي ظاهرة تقلق السلطات المتهمة بأنها لم تُحسن تقدير خطر هذه المجموعات ذات الأساليب المبتكرة.

وتعمل هذه العصابات العائلية على “استخدام أشخاص آخرين لتنفيذ أعمال قذرة” مثل بيع المخدرات أو عمليات السطو الصغيرة، بحسب ما أفاد المسؤول في الشرطة بنيامين يندرو. وأضاف “الكثير من هؤلاء اللاجئين وصلوا وحيدين إلى ألمانيا وليست لديهم ملفات قضائية” ما يقلل تاليا من احتمال سجنهم في حال التوقيف.

ونقلت صحيفة “دي فيلت” عن محقق طلب عدم الكشف عن اسمه “الشباب الأقوياء جسديا هم الأكثر عرضة للتجنيد”.

وتتميّز “العصابات العربية”، كما تُسمّيها الصحافة الألمانية، بعملياتها الإجرامية الجريئة، مثل السطو والقتل بناء على الطلب واستعراض القوة. وكثيرا ما تحفل الصفحات الأولى من الصحف المحلية بأخبار هذه العصابات التي تروع الألمان وتشتغل في كل الميادين، حتى تشغيل المومسات، واللافت أنها توظف أموال جرائمها لأداء مناسك الحج.

وتجمّع حوالي ألفي شخص معظمهم من الرجال في مقبرة للمسلمين في برلين في 13 شتنبر  الماضي، لوداع نضال ربيع، وهو شاب في السادسة والثلاثين قتل بثماني طلقات نارية في حديقة عامة مكتظّة. وانتشر في المكان 150 عنصرا من الشرطة وانتشرت صور موكب الدفن في كلّ ألمانيا، ما يعيد إلى الأذهان أفلام المافيا. ونضال ربيع فلسطيني مولود في لبنان، وكان من أبرز وجوه هذه العصابات التي تضمّ مئات الأفراد.

وتعود أصول عائلات المافيا هذه إلى لبنان، ووصلت إلى ألمانيا إبان الحرب  اللبنانية (1990-1975)، ولم تكن ألمانيا تعتمد آنذاك أي سياسة لدمج المهاجرين، فكانوا محرومين من إجازات العمل.

مغني الراب الألماني التونسي أنيس محمد يوسف الفرشيشي ظلّ لوقت تحت حماية إحدى العصابات، تصف هذه المافيا بأنها "مجتمعات موازية في ألمانيا"
مغني الراب الألماني التونسي أنيس محمد يوسف الفرشيشي ظلّ لوقت تحت حماية إحدى العصابات، تصف هذه المافيا بأنها “مجتمعات موازية في ألمانيا”

ويقول ماتياس روه الخبير في الشؤون الإسلامية “لم يكن لهؤلاء المهاجرين الحق في التعليم أو العمل” لذا أصبحت بيئتهم ملائمة للانحراف. وتتشكّل هذه العصابات من 12 عائلة، وفقا للشرطة، وهم يسيطرون على تجارة المخدرات وشبكات الدعارة في برلين، وينشطون بشكل أساسي في أحياء غرب العاصمة الألمانية، ويتجنّبون الصدام مع العصابات الروسية والشيشانية والفيتنامية المنافسة.

وفي مارس عام 2017، جذبت “العصابات العربية” الأضواء بعد سرقة مئة كيلوغرام من الذهب من متحف برلين قيمتها ثلاثة ملايين و500 ألف دولار. ولم يُعثر عليها حتى الآن.

وفي أكتوبر من العام الحالي، أوقف ثلاثة أفراد من عائلة ووجّهت إليهم تهمة الضلوع في هذه السرقة، لكنهم مازالوا خارج السجن. وفي غشت الماضي، صادرت السلطات 77 عقارا للعصابة نفسها، وهي ترجّح أن يكون المال المدفوع ثمنا لهذه العقارات هو حصيلة عملية سطو على مصرف. أما في العام 2014 فقد سطا لصوص على متجر كبير للساعات والمجوهرات في وضح النهار، وسرقوا ما تزيد قيمته عن 800 ألف يورو. ويرجع مراقبون تحرك هذه العصابات إلى بطء السلطات في التحرّك، ولا سيما تخوّفها من أن تُتّهم بالعنصرية.

وتقول آنا ماريا فرشيشي زوجة مغني الراب الشهير من أصول تونسية أنيس محمد يوسف الفرشيشي (بوشيدو) الذي ظلّ لوقت طويل تحت حماية إحدى العصابات “إنها مجتمعات موازية موجودة في ألمانيا”.

وقررت أخيرا مع زوجها التخلي عن حماية العصابات والتنديد بعملها. وتقول “أفرادها يذهبون للحج ويرتادون المساجد، لكنهم في الوقت نفسه يشغّلون المومسات”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: