السلطة تمهّد لتأجيل الانتخابات الرئاسية في الجزائر
يطرح خيار تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر، من أبريل القادم إلى موعد لاحق، نفسه كواحد من السيناريوهات الممكنة، في ظل استمرار الغموض في هرم السلطة بشأن المرشح الذي ستدخل به الانتخابات، وهو ما ألمح إليه رئيس تجمع أمل الجزائر (تاج) الوزير السابق عمار غول، الذي فاجأ الطبقة السياسية الموالية للسلطة، بحديثه عن إمكانية تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية إلى موعد لاحق.
وتقول أوساط جزائرية مطّلعة إن هذا الخيار أصبح ملحا خاصة في ظل معارضة جزء من السلطة ترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة بسبب وضعه الصحي، وأن البلاد تحتاج إلى شخصية جديدة للخروج من أزمتها.
ويستشف من تصريحات غول، المعروف بالتحرك بالإيعاز من دوائر السلطة، أن المقترح يعبر عن وجهة نظر لدى جهة معينة في السلطة، ارتأت جس نبض الشارع السياسي بشأنه، عبر طرحه بواسطة واحدة من الأذرع الموالية لها.
وأطلق الوزير السابق مبادرة سياسية جديدة، أسماها “معا لإجماع وطني حول جزائر سياسية” مفتوحة أمام جميع القوى السياسية، من أجل الوصول إلى توافق أولي يمهد لميلاد مرحلة سياسية جديدة في البلاد.
وقال غول في مؤتمر صحافي إن “الإجماع الوطني المنشود، والذهاب إلى مرحلة جديدة، أولى من تنظيم انتخابات رئاسية لا تحقق نتائج وتبقي الوضع على ما هو عليه”.
وأضاف أن “تراكمات الوضع الداخلي تتطلب التوقف عن حالة الاستقطاب الحادة، والتجاذبات المتفاقمة، والذهاب إلى إجماع وطني يمهّد لمباشرة مرحلة سياسية جديدة في البلاد”.
وتصاعدت حدة التوترات السياسية وحرب الأجنحة في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة، بسبب صراعات محتدمة حول المستقبل السياسي، ومصير الاستحقاق الرئاسي المنتظر بعد أربعة أشهر من الآن، في وقت لا تزال القوى السياسية التقليدية تتحفظ فيه على حسم موقفها، في ظل الغموض الذي يكتنف الوضع في هرم السلطة.
وذكر غول أن الندوة الوطنية، التي يطمح إلى تنظيمها، “مفتوحة أمام جميع القوى السياسية والتيارات سواء كانت في السلطة أو المعارضة، إلى جانب تنظيمات المجتمع المدني والنقابات والنخب الفكرية والسياسية المستقلة، وتكون تحت إشراف رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة”.
واستقبل الشارع السياسي الجزائري في الأشهر الأخيرة عدة مبادرات سياسية للخروج من المأزق السياسي القائم، على غرار مبادرة الإجماع الوطني لجبهة القوى الاشتراكية، والتوافق الوطني لحركة مجتمع السلم، والجبهة الوطنية لجبهة التحرير الوطني، لكن الفارق بينها وبين مبادرة غول، هو التأسيس لفترة سياسية انتقالية وتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية.