دوريات الدرك بمنطقة سيدي يحيى زعير وتامسنا تقوم بالواجب ولكن ….!

ملاك العرابي

لايمكن الجزم على أن المصالح الأمنية أو الدرك لايقومون بواجب الأمن لاستتبابه في المدن والقرى، وإلا سنكون قد بخسنا عمل المؤسسات المعنية بحماية المواطن، لأن الأمن العام لا يتحقق إلا بوجود هؤلاء الذين هم في الواقع مواطنون معنيون بحمايتنا والسهر على راحة مجتمعنا من كل انحراف أو زيغ أو جرم وعنف .
فقد تابعنا عمل دورية صادفناها في حي من أحياء سيدي يحيى زعير حتى نقف على حقيقة الأمر ويتأكد لنا الخيط الأبيض من الأسود مما يجري في المنطقة    فأحسسنا بشيء من السكينة بوجودهم وهو أمر محمود لنجاح المقاربة الأمنية بهذه المنطقة وقمنا بدور الشاهد والاستقصائي في عين المكان ونحن نتابع دون مجاملة ولا نفخ مطبوخ، لاحظنا فيهم صدق المهمة في أداء الواجب وتحملهم مشاق وخطورة ما قد ينتظرهم من مفاجئات الدورية، هدوء يلازم المنطقة اللهم بعض المناوشات هنا وهناك، وبعض حالات السكارى وهو أمر معتاد حتى في كبريات المدن، ولم نلاحظ أي عمليات للسرقة أو الاعتداء، هدوء ساكن بالأحياء والدواوير المجاورة، دفعنا الى السؤال..هل الأحياء دائما هكذا، ام أن الأمر استثناء هذه الليلة ؟ الى أن تدخل فاعل جمعوي قائلا هي المدينة كما ترون تنعم بشيء من الهدوء ولا وجود للجريمة التي يحكي عنها البعض والساكنة هنا تتميز بشيء من الخوف على أولادها ويحاولون الإندماج في الحياة السليمة بعيدا عن المخاطر.
كما أن المدينة التي بدأت تتسع ديموغرافيا وعمرانيا وبشريا..، الشيء الذي يفرض أكثر من مقاربة شمولية تشمل الإطار الإجتماعي والثقافي والترفيهي، وهو أمر موكول للمستشارين الجماعيين ووزارة الشباب والرياضة، وليس الى وزارة الداخلية والعدل ولا إلى مصالح الدرك .
الإجرام والعنف والمخذرات والفساد هي ظواهر تعالج بالإصلاح والتهذيب وتحسين جودة التعليم وتكافؤ الفرص في الشغل، وليس الدرك وحده ولا الأمن هو من يصلح فساد الأمة واعوجاج شبابها، سيدي يحيى زعير وتامسنا  لايحتاجان إلى فيلق من الدرك بقدر ما يحتاجان إلى صحوة المسؤولين ونهضة أبناء المنطقة على رأسهم هؤلاء الذين يوزعون على الساكنة ابتسامات الذئاب أيام الانتخابات حتى يوم الفوز بالمقعد وبعدها يوزعون على الساكنة شعارهم المشهور : اذهب انت وربك فقاتلا انا هنا قاعدون وتظل دار لقمان سيدي يحيى زعير وتامسنا على حالهما الى موعد انتخاب جديد.
فحينما تتناسل الجريمة بفعل الفقر والفراغ وقلة الحيلة نستدعي الدرك ورجال الأمن ليقوموا بواجبهم، وكل يوم نستفيق على انتفاخ أعداد السجناء الشباب الذين لم يجدوا ملاذا لملئ فراغ حياتهم ومستقبلهم.
ونعود لنكرر ونقول الدوريات الدركية تقوم بواجبها ولكن هل يكفي منطقة سيدي يحيى زعير وتامسنا دوريات فقط ..

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: