القارة العجوز في محك صعب أمام عودة الربيع الأروبي
عبد الجليل لوقيد
يبدو أن القارة العجوز في طريقها نحو تحديات صعبة، قد تؤدي إلى حالة من الفوضى في مستقبلها بالمرحلة المقبلة، قد تصل إلى تغيير خريطتها في المستقبل القريب، وبالتالي تبقى الكرة في ملعب الشعوب، فإما أن تتجه لدعم القرارات الحكومية التي تبدو صعبة، من أجل مستقبل أفضل، أو مواصلة طريق ضبابي، ربما يكون من الصعب التنبؤ بنهايته.
ولعل صعوبة الفصل بين المشهد الداخلى في فرنسا من جانب، والمشهد الأوروبي بشكل عام من جانب آخر، تعزز بصورة كبيرة طبيعة المرحلة المقبلة في أوروبا التي تشدقت لعقود طويلة بوحدتها، في ظل وجود الاتحاد الأوروبي، خاصة مع بزوغ نجم التيارات اليمينية المتشددة، والتي لا تتورع في استغلال الأحداث الراهنة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية، ومن ثم الوصول إلى السلطة، والهيمنة في النهاية على دول القارة العجوز، استغلالا لحالة الزخم التي تتمتع به في المرحلة الراهنة، جراء نجاح عدة أحزاب يمينية من إحكام قبضتها على عدد من الدول الأوروبية، وعلى رأسها إيطاليا، بالإضافة إلى حالة التمرد المجتمعي على السلطات الليبرالية الحاكمة في عدة دول أخرى جراء سياساتهم التي كانت السبب الرئيسي وراء التراجع الاقتصادي وتنامي الإرهاب.
وهنا يبرز التساؤل حول ما إذا كانت القارة العجوز في مواجهة ما يمكننا تسميته بـ»الربيع الأوروبي»، خاصة أن أوجه الشبه بين الأوضاع الراهنة في أوروبا من جانب، وما شهدته منطقتنا في السنوات الماضية من جانب آخر، تبدو كثيرة ومتشابكة إلى حد كبير، فالمجتمعات ثائرة، والأوضاع الاقتصادية متراجعة، بينما تبقى التيارات المتشددة في حالة تحفز واضح لاقتناص السلطة.