أوقفوا قفة “الستاتي” التي تكرس التسول!!
جميل جدا أن يقوم الإنسان بمبادرات مواطنة تلقائيا؛ يتقاسم فيها الفرح والأمل؛ ويرسم من خلالها البسمة على وجوه الناس هنا وهناك؛ لكن بشرط ألا يرسم مسبقا طريقه نحو تسلق ظهور المواطنين البسطاء لبلوغ أهدافه وتحقيق مصالحه الذاتية والنفعية.
استعمال الإحسان كوسيلة للحصول على منافع شخصية “سياسية” أصبح معمولا به في زمن شيوع ثقافة الإسلام السياسي؛ وتمدد كمشهد عام يقترف حرمه الخبيث وسط المجتمع المغربي بوجوه “مقزدرة” لا تعرف معنى الكرامة الإنسانية.. لكن لا غرابة في ذلك؛ فالدولة والحكومة تشجع على ثقافة التسول والصدقة؛ ألا تعتبر بعض ما يسمى بمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تسولا وصدقة للجمعيات؟ ألا تعتبر قوافل توزيع الملابس والأغطية والمواد الاستهلاكية تسولا؟ وقس على ذلك من أعمال تسيء لكرامة الإنسان.
إن اقتراف فعل توزيع “قفة” الذل والمهانة على المواطنين في قمة الجبل وعلى الهامش والتقاط صور وفيديوهات مع الفقراء والبسطاء “بؤساء المغرب غير النافع”، ليس حلا لمصابي وكوارث الفقر والمرض والجهل والأمية .
المواطن في المغرب غير النافع لا يحتاج لقفتكم الملغومة والمسمومة التي تكرس التسول والانتظارية والتبعية (لا تعطيني كل يوم سمكة، لكن علمني كيف اصطادها):
– يحتاج إلى تزويده بالطاقة الشمسية ليعم الخير والنور داخل كوخه المظلم.
– يحتاج إلى الطريق لفك العزلة عن عالمه المهمش لقضاء أغراضه .
– يحتاج إلى طبيب وممرض ومركز صحي للعلاج والولادة والوقاية من الأمراض.
– يحتاج إلى مدرسة وأقسام تحمي الأبناء من الضياع والجهل وتعلمهم مبادئ القراءة والكتابة.
– يحتاج إلى جماعة ترابية تفكر في إنسانيته واحتياجاته كمواطن له حقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية .
– يحتاج إلى رجال سلطة لهم الكبدة على الوطن يفكرون في تثمين وتحصين كل موارده المادية والاقتصادية والبشرية.
إن قفة عبد العزيز الستاتي سهم قاتل أصاب قلب الوطن في مقتل؛ واستغرب لها المواطنون الذين شاهدوا الفيديو الذي يتباهى به الفنان الشعبي الذي اصطحب معه كلب الصيدة في سيارته لاقتناص فرصة ممارسة هوايته في تلك المنطقة .
قفة الستاتي قفة تكرس التسول والركوب على فقر الفقراء لتحقيق أهداف يقول عنها البعض “انتخابات” مقبلة .
أستعين بما قالته إحدى السيدات اللواتي انتقدن سلوك عبد العزيز الستاتي وهو يأخذ صورا مع نساء يتقاتلن هناك من أجل الحياة، “أوقفوا هذا العبث.. كما توقفت قفة الحبس.. أوقفوا قفة الذل التي تزيد في تحقير الفقراء وتهميشهم؛ نريد حلولا جذرية لإخراج الفقير من فقره.. للحفاظ على كرامته وإنسانيته.. نريد وطنا عادلا”.M