رئيس الحكومة الإسبانية يثبت تحالف بلاده مع المغرب
استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، الاثنين بالقصر الملكي بالرباط، رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي في المغرب فقد “شكّل الاستقبال الذي حظي به رئيس الحكومة الإسبانية، مناسبة لاستعراض مختلف جوانب العلاقات الثنائية في مكوناتها السياسية، الاقتصادية، الأمنية والثقافية. كما شملت هذه المباحثات القضايا الإقليمية والدولية”.
وأضاف البيان “خلال هذا الاستقبال، اتفق الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية على ضرورة الدفع أكثر بالعلاقات الثنائية من خلال تعزيز التشاور السياسي وإضفاء المزيد من الدينامية على الشراكة الاقتصادية الملموسة، لا سيما عبر تحفيز دور القطاع الخاص”.
وتابع “على المستوى الإقليمي، وبعد الإشارة إلى تميز العلاقات القائمة بين البلدين وتقاطع وجهات النظر حول مجموع القضايا المطروحة، نوّه العاهل المغربي ورئيس الحكومة الإسبانية بمستوى التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات المتعددة ذات الصلة بالتنمية والأمن والاستقرار في أفريقيا، لا سيما بالحوض المتوسطي والشرق الأوسط”.
ويرى المحلل السياسي المغربي نوفل البوعمري، أن “هذه الزيارة تشكّل حدثا سياسيا ودبلوماسيا لأن الخصوم كانوا يراهنون على خلافات بيدرو سانشيز وفيليلي غونزاليث رئيس الحكومة السابق لتأزيم العلاقة السياسية بين البلدين”.
وأضاف “لكن ها هو يؤكد أن ما يجمع بين البلدين أكبر من أي نظرة أيديولوجية ضيقة وأن عمق العلاقة التاريخية بين البلدين أكبر من أن تتأثر بهواجس جمهورية الوهم واللوبي الذي يتحرك بإسبانيا”، في إشارة إلى تحركات تقودها جبهة البوليساريو الانفصالية لتأزيم العلاقة بين المغرب وإسبانيا.
وجرى منع نشاط برلماني اقترحه حزب بوديموس المشارك في الائتلاف الحاكم، يهدف إلى دعم جبهة البوليساريو.
وعلق البوعمري على القرار قائلا “سانشيز تعامل بحزم مع أي نشاط قد يشوّش على زيارته للمغرب، وإذا كان رئيس الحكومة الإسباني يصنّف ضمن التيار الراديكالي إلا أن موقفه يتجه أكثر نحو الواقعية خاصة في العلاقة مع المغرب”.
وتقدّم بيدرو سانشيز، بعرض إلى المسؤولين المغاربة من أجل تقديم ملف ترشيح مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030، لقي ترحيبا من الطرف المغربي.
وأصبحت إسبانيا في السنوات الخمس الأخيرة أول شريك اقتصادي للمغرب وتجاوزت بذلك فرنسا الحليف التقليدي للمملكة.
وحسب بلاغ أصدرته رئاسة الحكومة المغربية عقب لقاء جمع سانشيز بنظيره المغربي سعدالدين العثماني، فإن الجانبين نوها بالمستوى المتميز لعلاقات الصداقة وحسن الجوار التي تجمع بين المملكتين المغربية والإسبانية وبالدينامية التي يعرفها التعاون الثنائي في العديد من المجالات.
كما أكد البلاغ وجود إمكانيات هامة لتعزيز الاستثمارات وتشجيع الشراكات بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، واتفقا في هذا الصدد على تنظيم منتدى لرجال الأعمال في فرصة قريبة يمكن من استثمار المناخ المشجع للمبادرة بين البلدين.
وخلال الأشهر الماضية زار عدة وزراء ومسؤولين إسبان الرباط لبحث قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة، مشيدين بالعلاقات “الممتازة” بين الجارين.
وباتت إسبانيا البوابة الأولى لدخول المهاجرين السريين إلى أوروبا مع أكثر من 47 ألف مهاجر دخلوا منذ بداية 2018.