ملتقى مراكش يناقش دور الشباب في بناء مجتمعات التسامح
ناقش شباب من العالم العربي أهمية دور الشباب في بناء مجتمعات التسامح، خلال ملتقى إقليمي نظمته المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، الاثنين بمدينة مراكش المغربية، وتتواصل فعاليات هذا الملتقى حتى الخميس.
وأفاد محمد الصبار، الأمين العام لمجلس حقوق الإنسان في المغرب، أن الشباب المشاركين في الملتقى لهم وعي سياسي كبير، ويحملون مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ينادون بها دون اللجوء إلى وسطاء كالأحزاب السياسية والجمعيات المدنية والنقابات المهنية.
وقال الصبار في تصريح عقب افتتاح أشغال الملتقى، إن الواقع الجديد للشباب العربي يطرح تحديات جديدة حيث أصبحت هذه الفئة تسائل المؤسسات الوطنية حول طريقة تنظيمها وعملها.
ويعد هذا الأمر دليلا على أن هناك تحولات مجتمعية وديموغرافية وسياسية وثقافية يعشها العالم العربي، وفق الصبار الذي يعتبر أنها تحولات أفرزت فاعلا جديدا في الديناميكية المجتمعية تتمثل في الشباب، وهم الفئة التي تعد من أكثر الشرائح تأثيرا في مجتمعات المنطقة في الوقت الحالي.
وقال الصبار، في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال المؤتمر، إنه “رغم اختلاف الرؤى حول تحديد مفهوم هذه الفئة، فإنها لعبت دورا محوريا في جل الحركات الاجتماعية في السنوات الأخيرة باختلاف أشكالها وطرق تعبيرها”.
وتابع موضحا أنه كان للشباب دور تأطيري للحركات الاجتماعية من خلال اعتمادهم أشكالا تعبيرية جديدة عبر الشبكات الافتراضية التي وفرتها وسائل الاتصال الحديثة.
وأكد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان أن المعرفة هي التحدي الأهم الذي يواجه الشباب، مشددا على أن ثروة المعرفة تساعد على التعايش والتفاعل الإيجابي مع الآخر إلى جانب ما توفره من فرص لدخول سوق العمل.
ولفت الصبار إلى أن اكتساب قيم التسامح والتعايش مسؤولية مشتركة، وأن التسامح يتعزز بالمعرفة والانفتاح والتواصل مع الآخرين إلى جانب حرّية الفكر والضمير والمعتقد.
وأبرز مازن شقورة، نائب الممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، التطلع إلى تعزيز حقوق الإنسان خاصة لدى فئة الشباب، باعتبارهم الفئة الأقل تمثيلا على مستوى صنع القرار في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.
وشدد شقورة، في الكلمة التي ألقاها خلال ندوة افتتاح الملتقى، على أهمية زرع بذور التسامح وقبول الآخر لدى الشباب من أجل الرقي بالمجتمعات وتحقيق آمال الشعوب في التقدم والرفاهية.
وقال إن ملتقى مراكش، حول دور الشباب في بناء مجتمعات التسامح، هو مناسبة لتشجيع الشباب على إشاعة خطاب التسامح وبناء مجتمعات مترابطة تكرّس الحقوق والحريات، وذلك باعتماد وسائل التواصل الاجتماعي.
وتشارك في ملتقى مراكش حول دور الشباب في بناء مجتمعات التسامح، وفود شبابية من دول عربية عديدة من بينها البحرين ومصر والمغرب والعراق والسعودية، وسوريا وتونس والإمارات والأردن والكويت والجزائر ولبنان وليبيا وسلطنة عمان وفلسطين وقطر واليمن وموريتانيا والسودان. وتتراوح أعمار المشاركين بين 18 و35 سنة.