الملك محمد السادس يستبق مفاوضات جونيف برسالة للرئيس الموريتاني
استبق الملك محمد السادس المفاوضات التي من المزمع عقدها مطلع دجنبر المقبل بشأن قضية الصحراء، برسالة إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز. وسلّم وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الجمعة الذي يزور العاصمة نواكشوط رسالة من الملك محمد السادس إلى الرئيس الموريتاني.
وتأتي هذه الرسالة في إطار حراك تشهده العلاقات بين البلدين بعد سنوات من الجفاء والفتور بسبب تباين مواقف البلدين إزاء قضايا إقليمية وعربية وأفريقية من أبرزها قضية الصحراء وعضوية البوليساريو في الاتحاد الأفريقي.
وقال بوريطة، بعد لقائه بالرئيس الموريتاني “ستكون هناك، في المستقبل، تحولات مهمة في إطار هذه الديناميكية التي يريدها الملك ورئيس الجمهورية”.
وأضاف الوزير المغربي أن هنالك رغبة مشتركة على المستوى الثنائي وإرادة واحدة في خلق ديناميكية قوية في العلاقات الثنائية المغربية الموريتانية على كل المستويات، وهنالك رغبة مشتركة من الملك ومن رئيس الجمهورية للدفع بهذه العلاقات إلى المستوى الذي تستحقه”.
ومن المنتظر أن تعقد في جنيف دجنبر المقبل مفاوضات برعاية المبعوث الأممي هورست كوهلر وبحضور المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها وترفض أي مفاوضات تتجاهل سيادتها على الإقليم وتغييب الجزائر كطرف رئيسي في الأزمة. بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم، في حين ترفض المشاركة في المفاوضات وتصر على أنها ليست طرفا في النزاع القائم.
واستفز قرار مجلس الأمن الجزائر التي سارعت إلى إصدار بيان حمل في طياته اعتراضا ضمنيا على ما جاء في القرار الأممي.
وقالت في بيان الخميس إن الجزائر “أخذت علما” بقرار مجلس الأمن الدولي تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) لستة أشهر فقط. وأضاف البيان أن الجزائر التي قبلت دعوة هورست كوهلر إلى المشاركة “بصفتها دولة مجاورة” في المحادثات التي يفترض أن تجرى في ديسمبر بجنيف “تبقى مقتنعة بأن وحدها مفاوضات مباشرة وصريحة وصادقة بين المغرب والبوليساريو من طبيعتها أن تؤدي إلى حل”.
وكان المبعوث الأممي زار المنطقة لأول مرة في أكتوبر العام الماضي. وفي يناير دعا كوهلر أطراف النزاع إلى العاصمة الألمانية برلين.
والتقى كوهلر كل طرف على حدة، ولم ترشح أي تفاصيل عن اللقاءات لكن التصعيد الذي انتهجته البوليساريو بعد ذلك، بدد الآمال في إمكانية استئناف المفاوضات.