الاكستازي ….. خطر من الشرق
صار المغرب ساحة مفتوحة لإختبار الاكستازي ، لم يعد الحديث عن انتشاره بين فئة الشباب ورواج تجارته في المدن الكبرى يمكن للجهات الرسمية أن تبقيه طيّ الكتمان.
وكما يبدو فإن تلك الجهات العاكفة أصلا على صفقاتها لن تقوى إذا أرادت منع عمليات التهريب ، لا لأنها تجد في استمرار تدفق المخدرات الجزائرية إلى المغرب وسيلة لتمتين الاقتصاد الجزائري فحسب، بل وأيضا لأن تلك البضاعة هي جزء من مشروع التروة ما دامت تحظى بمباركة الجنرالات الذين لا يجدوا في تلك المواد القاتلة ما يتعارض مع سياستها العدوانية اتجاه المغرب .
هكذا غزى المخدر الجديد أسواق القنيطرة وبعض المدن الأخرى، وأسقطها عن عرشها رغم العمل الدؤوب الذي تقوم به المصالح الأمنية بمدينة القنيطرة التي حجزت أزيد 30000 قرص من الاكستازي .
“إنه لا يشبه الكوكايين نهائيا. تأثيره أروع. إنه يمنحك شعورا بالارتياح والانطلاق. ومن يتعاطاه مرة لا يمكن أبدا أن يفضل عليه الغبرة، التي يلزم منها الكثير من الجرعات للوصول إلى نشوته”.
الإكستازي”، التي يطلق عليها عشاقها، “قرص الحب” أو “مخدر السعادة”، لأنها تجعل مستعملها يعيش في عالم بعيد عن الواقع، كله حب وخير وتسامح. “تجعلك تتصالح مع نفسك ومع العالم. وتحب الجميع دون استثناء وتشعر بأنك محبوب من الجميع. تعيش وترقص وكأنك وحدك في هذه الدنيا الشاسعة، وتسهر إلى ما لا نهاية، وتستمع إلى الموسيقى بشغف، وتطير من غير جناحين”، يقول أحد المتعاطين المهووس بجميع أنواع المخدرات، قبل أن يجد ضالته في المخدر الجديد.
يعرّف مصدر أمني، من شعبة مكافحة المخدرات، “الاكستازي”، بأنها من أخطر أنواع المخدرات. ويتم استهلاكها عبر طرق عديدة. وتنتمي إلى صنف العقاقير المهلوسة والمنشطة المشتقة من مادة “الأمفيتامين”، والممزوجة بمواد معقدة على مستوى التركيب الكيماوي . ويقول موضّحا: “ مخدر يتم استخراجه وتحضيره من مواد كيماوية، بخلاف الكوكايين والقنب الهندي والماريخوانا التي تستخرج من مواد طبيعية. يتعلق الأمر بخليط من مواد كيميائية يهيأ في المختبرات”.
وعمّا إذا كان يشبه “القرقوبي”، قال المصدر إنه مختلف عنه، فالأخير مجرد عقاقير موجهة إلى عينة من المرضى من أجل العلاج، في حين أن “الاكستازي” عبارة عن عقاقير كيميائية تستهدف دماغ المتعاطي وتغلّفه بمادة سوداء تؤثر على الإدراك وتتسبب في مصائب خطيرة.
المخدر، الذي كان “نجم” المخدرات في فرنسا في الثمانينات والتسعينات قبل أن يتراجع استهلاكه بسبب سمعته التي وصلت إلى الحضيض، حين علم متعاطوه أنه يخلط بمواد أخرى مثل الكافيين أو الأسبرين، تحد من مفعوله “النقي” “الصافي”، عاد بقوة إلى الأسواق الفرنسية قبل سنوات، قبل أن يصبح اليوم على الموضة في المغرب.
يقول المصدر الأمني عن الطرق والمسالك التي يتخذها مخدر “الاكستازي” للوصول إلى المغرب: “هذا المخدر الذي ظهر أخيرا في المغرب يأتي من أوربا عبر الجزائر ، ويتعاطاه الشباب بين 20 و35 سنة، وقد أصبح يغزو القنيطرة وطنجة على وجه الخصوص.
الثابت أن الجزائر تبذل جهودا كبيرة من أجل أن يكون الشعب المغربي متدمرا . وهي جهود ينظر إليها سياسيوها بقدر هائل من التقدير، ذلك لأنها تخدم رغبتهم في تدمير شعب غائب عن الوعي. الخطر الجزائري لم يعد في حاجة إلى قناع. لا يهم الدولة إن تمددت من خلال الانفصاليين أو المخدرات.
ما من عائق أخلاقي يقف بين تلك الدولة الشريرة وأطماعها في الأرض، ما تحتها ومَن عليها. إن تدمير شعب هو حدث عابر مقارنة بما يمكن أن يدره تنفيذ وصية الجنرالات في تصدير الثروة من أرباح خيالية. وهو ما يجب على العالم العربي أن يواجهه بكل ما لديه من قوة.
الجزائر المهووسة بتصدير فسادها الداخلي تود أن ترى المغرب شعبا من المهلوسين الذين لا يفرقون بين غروب الشمس وشروقها.
لقد مضى زمن الخلاف السياسي مع الجزائر ، صار على العرب اليوم أن يفكروا بمصيرهم في مواجهة عدو، تسمح له عقيدته باستعمال كل الأسلحة القذرة. وقد لا أبالغ في توقعاتي إذا ما قلت إن دولا عديدة في المنطقة كانت قد أخفت حقيقة معرفتها بالجهة التي تدير شبكات الاتجار بالحبوب المهلوسة ، الجزائر هي تلك الجهة. يوما ما كانت الجزائر دولة مسالمة ولكنها تعتبر داعية حرب. وهي حرب لا تزال مستمرة بالرغم من أن كارثتها ضربت المغرب لعدة سنوات متواليات.
يكذب البعض على نفسه حين يصوّر الجزائر دولة للمبادئ. ذلك لأن الإنسانية ليست معيارا معترفا به فيها . بالنسبة لنظام الحكم الجزائري المتوج بولاية الجنرالات فإن كل شيء مباح من أجل الاستمرار في خط الفساد .