كلاسيكو الأرض بلا طعم في غياب ميسي ورونالدو

للمرة الأولى منذ العام 2007، يغيب النجمان الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو معا عن مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، الأحد، على ملعب “الكامب نو” ضمن الدوري الإسباني لكرة القدم، بيد أن ذلك لن يقلل من شأن هذه المواجهة التي يترقبها الملايين حول العالم.

لأول مرة منذ العام 2017 سيعرف كلاسيكو الأرض، غياب النجمين البرتغالي رونالدو والأرجنتيني ميسي في اللقاء 239 بين الغريمين التقليدين على زعامة الكرة الإسبانية، وعليه، سيكون الكلاسيكو يتيما، بلا أفضل هدافيه: فميسي الذي سجل 26 هدفا في شباك ريال، أصيب بكسر في ذراعه وسيغيب لنحو ثلاثة أسابيع، بينما انتقل رونالدو الذي زار شباك برشلونة 18 مرة، للدفاع عن ألوان نادي يوفنتوس الإيطالي هذا الصيف.

واتسمت المنافسة بين ميسي ورونالدو على مدار السنوات الماضية بصبغة أسطورية على غرار الصراع بين لاري بيرد وماجيك جونسون في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وإيرتون سينا وألان بروست في بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا1، ومايك تايسون وإيفاندر هوليفيلد في الملاكمة.

ولكن رونالدو ترك ريال مدريد الإسباني وانتقل إلى يوفنتوس الإيطالي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، كما تعرض ميسي للإصابة خلال مباراة فريقه برشلونة أمام إشبيلية بالدوري الإسباني السبت الماضي، وتأكد غيابه عن الملاعب لنحو ثلاثة أسابيع، وبهذا، ستخلو مباراة الأحد على ملعب “كامب نو”، التي يطلق عليها دوما لقب “كلاسيكو الأرض”، من الأسطورتين ميسي ورونالدو.

وعلى مدار 32 مواجهة بين ميسي ورونالدو في مختلف البطولات، كانت الغلبة لميسي في 14 مباراة، فيما قاد رونالدو الريال للفوز في ثماني مباريات وانتهت عشر مباريات بالتعادل. وكانت آخر مواجهة بين ميسي ورونالدو في مباريات الكلاسيكو في السادس من مايو الماضي، وسجل كل منهما هدفا وانتهت المباراة بالتعادل (2-2)، علما وأن برشلونة حسم لقب الدوري الإسباني لصالحه قبل هذه المباراة.

وكانت المباراة بمثابة محطة مهمة في استعدادات الريال لنهائي دوري أبطال أوروبا الذي خاضه الفريق في 26 من نفس الشهر، وتغلب فيه على ليفربول الإنكليزي ليتوج باللقب الأوروبي للموسم الثالث على التوالي وللمرة الثالثة عشرة في تاريخه.

وبعد عشر دقائق على انتهاء المباراة النهائية لدوري الأبطال، ألمح رونالدو إلى أنها ستكون النهائي الأخير له بقميص الريال. وبالفعل، تحقق الأمر الذي لم يكن متوقعا وانتقل رونالدو إلى صفوف يوفنتوس رسميا في العاشر من يوليو الماضي.

ومع غياب نجم كرة القدم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي عن مباراة القمة “الكلاسيكو” الأولى لفريقه برشلونة في الموسم الحالي، أصبح السؤال الذي يشغل مشجعي الفريق الكتالوني قبل مباراة الأحد، هو من سيلعب دور ميسي أمام ريال مدريد؛ رافينيا أم ديمبلي؟

ويبدو رافينيا هو المرشح الأقوى حاليا لشغل الفراغ الذي سيتركه ميسي، لا سيما وأن اللاعب البرازيلي لعب دورا بارزا في فوز برشلونة على إنتر ميلان الإيطالي الأربعاء، في دوري أبطال أوروبا وهي المباراة الأولى التي يضطر فيها إيرنستو فالفيردي المدير الفني لبرشلونة إلى إيجاد البديل لنجمه الأرجنتيني.

وكان اختيار فالفيردي للاعب البرازيلي على عكس معظم التوقعات والتكهنات التي سبقت هذه المباراة الصعبة والمؤثرة أمام إنتر، حيث صبت معظم توقعات وسائل الإعلام والمشجعين في صالح الفرنسي عثمان ديمبيلي والتشيلي أرتورو فيدال.

وكان فالفيردي دفع بديمبيلي بديلا لميسي بعد إصابة الأخير في مرفق الذراع الأيمن بعد نحو 20 دقيقة من مباريات الفريق أمام إشبيلية بالدوري الإسباني السبت الماضي. ولكن اللاعب لم يقدم العرض المنتظر منه في هذه المباراة، بل وتعرض لهتافات وصفارات الاستهجان من بعض الجماهير خلال فترات من اللقاء.

ولدى سؤاله عن ديمبيلي في المؤتمر الصحافي بعد هذه المباراة التي أعادت برشلونة إلى صدارة الدوري الإسباني، أكد فالفيردي، كما أوضح ذلك مرارا من قبل، أن “ديمبيلي يتمتع بالكثير من الإمكانيات وننتظر منه الكثير”.

رافينيا المرشح الأقوى حاليا لشغل الفراغ الذي سيتركه ميسي
رافينيا المرشح الأقوى حاليا لشغل الفراغ الذي سيتركه ميسي

وتشير إجابات فالفيردي دائما إلى مستقبل تأخر وصوله، ولا يزال ديمبيلي بعيدا عن الظهور الذي يليق بإمكانيته، حيث تتسم مشاركاته في التشكيلة الأساسية للفريق ببعض الفوضى الهجومية في أداء الفريق إضافة إلى وجود نقاط ضعف في الأداء الدفاعي لبرشلونة خلال هذه المباريات.

واستهل ديمبيلي (21 عاما)، الفائز مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم 2018 بروسيا، الموسم الحالي بأداء جيد في كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة، ثم واصل عروضه الجيدة في مباريات الدوري أمام ألافيس وبلد الوليد وهويسكا وريال سوسييداد، إلى أن ارتكب اللاعب الشاب بعدها بعض الأخطاء في مباريات الفريق التالية أبعدته نسبيا عن حسابات فالفيردي.

وعانى ديمبيلي من فقدان الكرة في مناطق حاسمة بالملعب، إضافة إلى عدم إجادته خلق التوازن بين مهامه الهجومية والدفاعية بخلاف العشوائية الزائدة في أداء دوره الهجومي.

وعلى النقيض، يبدو رافينيا (25 عاما) خيارا أكثر صلابة وقوة بالنسبة لفالفيردي، رغم أنه كان على وشك الرحيل من برشلونة في فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

ونشأ اللاعب في مدرسة “لا ماسيا” الشهيرة للناشئين بنادي برشلونة، حيث يعي تماما أسلوب لعب وعادات الفريق، كما يحظى باستحسان اللاعبين الكبار داخل الفريق ويمنح الفريق المزيد من التماسك عن ديمبلي.

وكانت المباراة أمام إنتر هي ثالث مباراة فقط في الموسم الحالي يخوضها رافينيا ضمن التشكيلة الأساسية لبرشلونة.

ولعب رافينيا في مركز الجناح الأيمن وكان مستواه في المباراة داعما قويا لفكرة استمراره بشغل المكان الذي تركه ميسي بسبب الإصابة.

ونجح رافينيا في الربط جيدا بين خطوط الفريق كما لم يرتبك في مواجهة الضغوط المحيطة بالمباراة، بل وأحرز الهدف الأول لبرشلونة في هذا اللقاء بالتعاون مع زميله الأوروغوياني لويس سواريز.

وضمن رافينيا بهذا الأداء استمرار مشاركته مع الفريق على الأقل لمدة أسبوعين لحين عودة ميسي بعد التعافي من الإصابة.

وسبق لرافينيا أن شارك في مباراة الكلاسيكو مرة واحدة، فيما لا يعرف ديمبيلي حتى الآن طبيعة هذه المباراة بشكل جيد.

على مدار 32 مواجهة بين ميسي ورونالدو في مختلف البطولات، كانت الغلبة لميسي في 14 مباراة، فيما قاد رونالدو الريال للفوز في ثماني مباريات
على مدار 32 مواجهة بين ميسي ورونالدو في مختلف البطولات، كانت الغلبة لميسي في 14 مباراة، فيما قاد رونالدو الريال للفوز في ثماني مباريات

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: