منتدى الدار البيضاء: الهجرة فرصة أمام أفريقيا
اختار منتدى الصحافيات الأفريقيات موضوع الهجرة غير الشرعية ليكون ثيمة دورته الثانية، التي استضافتها مدينة الدار البيضاء بين يومي 26 و27 أكتوبر 2018، في مبادرة قارية هي الأولى من نوعها، وشهدت حضورا أفريقيا لافتا شدّد على أهمية مثل هذه اللقاءات المعنية بالشأن الأفريقي-الأفريقي.
وقدم المنتدى نظرة من زاوية مختلفة للهجرة غير الشرعية، تحت عنوان “الهجرات الأفريقية: فرصة أمام القارة، مسؤولية الوسائل الإعلامية”، وتوخى المشاركون تعبئة الوسائط الإعلامية الأفريقية والمساهمة في تصحيح النظرة الدونية للمهاجر، وبسط رؤية أكبر لمواضيع الهجرة الخاصة بالنساء، وإعلان التعامل مع هذه الظاهرة إلى أبعد مدى للإحاطة بها ومعالجتها.
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، إن النظرة الحالية للقارة السمراء لا تعكس بالملموس المكتسبات والطفرات التي حققتها أفريقيا، مؤكدا أن “صورة أفريقيا هي صورة مستوردة من خارج القارة، وهي صورة مفبركة بتحاليل خارجية مغرضة، تحاليل مثقلة بالصور النمطية والمغلوطة، وفي غالب الأحيان بالأيديولوجيات التي للأسف يتم تداولها وترويجها بأفريقيا ومن طرف الأفارقة أنفسهم”.
ودعا رئيس الدبلوماسية المغربية الصحافيات الأفريقيات إلى العمل على إيجاد الوسيلة التي تعينهن على الرفع من حمولة مساعيهن النبيلة بإعطاء الأولوية “للخبر المهيكل، الخبر الذي لا يقتصر على الإخبار وإنما ذلك الخبر الذي يعبّئ ويستنهض الهمم، ذاك الخبر الذي لا يقتصر على الدعوة للتغيير ولكن الخبر الذي يخلق التغيير ويواكبه، بل وحتى الذي يستبقه”.
وأعلن بوريطة للحاضرين أن يوم 10 ديسمبر القادم سيشهد، وعلى هامش أشغال المصادقة على الميثاق العالمي للهجرة الذي ستحتضنه مدينة مراكش، إحداث المرصد الأفريقي للهجرة، وهو عبارة عن مؤسسة سيتم إحداثها بمبادرة واقتراح من العاهل المغربي الملك محمد السادس، وهو مشروع “يأتي في سياق ترتبط فيه معرفة ظاهرة الهجرة بالبحث عن كيفية تدبيرها، وحيث يشكل المرصد تجسيدا فعليا لتفاؤل أفريقي واقعي ومشروع”.
وتؤكد فتحية العوني، رئيسة تحرير “راديو” القناة الثانية في تصريح لـ”العرب”، أن منتدى الصحافيات الأفريقيات ينعقد لإذكاء طموح المشاركة في يقظة ونهضة مواطنة لدى المجتمعات الأفريقية، وبسط رؤية أكبر لمواضيع الهجرة الخاصة بالنساء أيّا كان بلدهن الأصلي أو بلد استقبالهن، واعتماد شبكة الصحافيات الأفريقيات لتعزيز الاحترام التام لقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة أثناء التطرق لقضايا الهجرة.
وأكدت العوني أن منتدى الدار البيضاء يهدف إلى الارتقاء بمستواه إلى مرتبة يصبح فيها قوة اقتراحية حقيقية قادرة على التأثير على المنظمات الإعلامية الرئيسية من أجل نشر فعال ومكثف للخبر، وأيضا المساهمة في تعزيز قدرات الصحافيات الأفريقيات الراغبات في تطوير نطاق خبرتهن ودرايتهن بمواضيع الهجرة، وذلك في إطار مقاربة تضامنية وتشاورية. وأشارت سيلفي بانيكا، الصحافية بإذاعة “نديكي لوكا” لأفريقيا الوسطى إلى أن اختيار موضوع الهجرة فاجأ البعض بما أن الجميع ألف أن النساء يملن في حديثهن إلى مواضيع المساواة والمناصفة مع الرجال.
وبالنسبة إلى الصحافية بانيكا، فإن موضوع الهجرة تتزايد أهميته باطراد، ذلك أنه فرض نفسه اليوم على الصحافيات كممثلات لمختلف المنابر الإعلامية في أفريقيا، مشيرة إلى أن الطرح فاجأ البعض حيث تعوّد الكثيرون على سماع النساء يتحدثن عن المساواة والحقوق في المجتمعات الذكورية.