توتر دبلوماسي بين المغرب والعراق بسبب قضية الصحراء
تشهد العلاقات المغربية العراقية توترا بسبب عرض فيلم في مهرجان السليمانية يدافع عن أطروحة الانفصاليين.
واستدعت وزارة الخارجية المغربية السفير العراقي المعتمد لدى المملكة المغربية في الرباط، عبدالكريم هاشم مصطفى، للاحتجاج على عرض فيلم “ثلاث كاميرات مسروقة”، الذي تم عرضه في مهرجان السليمانية الدولي بالعراق، وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي، وهو الأمر الذي أثار غضب الدبلوماسية المغربية.
وقال المدير الفني لمهرجان السليمانية السينمائي الدولي، دانة عمر، في تصريحات للصحافة العراقية، إن “الحكومة المغربية أبدت انزعاجها من عرض فيلم ‘3 كاميرات مسروقة’ المحظور ضمن فعاليات مهرجان السليمانية”، كاشفا أن الخارجية المغربية استدعت السفير العراقي احتجاجا على ذلك.
وأضاف المدير الفني أن “السفير العراقي تواصل معي، وأبلغني بأن الفيلم محظور، وكيف تم عرضه خلال فعاليات المهرجان، ونحن بدورنا قلنا له إننا غير مطلعين على مثل هذا القرار، وهذا فيلم وثائقي وعرضه أمر طبيعي”.
وسبق للمغرب أن احتج على لبنان العام الماضي بعد أن تمت برمجة عرض الشريط الوثائقي نفسه في المهرجان الدولي للسينما ببيروت، قبل أن يتم التراجع عن عرضه.
وكان المغرب أعلن مطلع العام الحالي قطع علاقاته مع إيران متهما حزب الله بدعم ميليشيات البوليساريو لوجستيا وعسكريا. وأعادت الرباط علاقاتها الدبلوماسية كاملة مع طهران في العام 2016 بعد انقطاع دام أكثر من سبع سنوات، بسبب خلاف بين البلدين حول تصريحات إيرانية طالبت بضم مملكة البحرين إلى أراضيها وحول ما اعتبرته الرباط أنشطة مذهبية للسفارة الإيرانية في المغرب.
وأكد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، أن الاستفزازات التي تقوم بها جبهة البوليساريو في المنطقة الواقعة شرق الجدار هي “محاولة يائسة ستمنى بالفشل” كسابقاتها.
وشدد على أن ما يصدر عن البوليساريو ومن ورائها الجزائر، من استفزازات يأتي في أعقاب “الإنجازات الدالة” التي راكمتها المملكة في الفترة الأخيرة، مذكرا، بـ”التحول الكبير” في موقف دولة جنوب السودان التي عبرت عن موقف داعم للمغرب.
وأبرز الخلفي أن الأمم المتحدة حاسمة بشأن المنطقة الواقعة شرق الجدار، حيث تشدد على توقف البوليساريو عن أي إجراء بنقل قوات أو بنيات إدارية.
وتتجه أطراف النزاع حول الصحراء إلى قبول دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء للقاء في مدينة جنيف، فيما تتناسل تساؤلات عما يمكن أن يسفر عنه من حلحلة للوضع. ودعا المبعوث الأممي، الألماني هورست كوهلر، نهاية سبتمبر الماضي، الأطراف المعنية بالنزاع إلى جنيف، يومي 4 و5 ديسمبر المقبل، لبحث قضية الصحراء.