الصحافة الفرنسية تدعو إلى “وضع النقاط على حروف” السعودية

أجمعت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الجمعة، على ضرورة إدانة ومحاسبة النظام السعودي، في قضية اختفاء الكاتب جمال خاشقجي، مطلع شهر أكتوبر الجاري.

ورأت صحيفة “لوموند” أن مقتل خاشقجي إن تأكد هو عدوان ثلاثي من المملكة السعودية، وذكرت أسباب ذلك، قائلة: “أولا لأنه قضاء على صحفي مُحرج، وثانياً لأنه انتقال للقضاء عليه في أرض أجنبية، وثالثاً لكونه، اغتيال داخل قنصلية ينبغي أن تظل بلدا محصناً آمناً كما هي حال جميع الممثليات الدبلوماسية”.

وكتبت سيلفي كوفمان في عمودها الأسبوعي في “لوموند” أن اغتيال خاشقجي “أمر فظيع للغاية” بحسب ما وصفه مسؤول أوروبي، ولذلك فهذه الجريمة هي أكبر من أن يغض الطرف عنها.

وتابعت كوفمان أن الذي حدث لخاشقجي خصوصا إذا تأكدت تفاصيل تصفيته، عدوان لا مثيل له و”لا ولي العهد السعودي بن سلمان ولا العلاقات الأميركية السعودية سيخرجان منه دون أضرار حقيقية”.

وتطرقت الكاتبة في مقالها إلى محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حفظ ماء وجه بن سلمان، عبر ترويجه لاحتمال أن يكون قتلة مارقون وراء اختفاء خاشقجي. وعلقت على ذلك بالقول إن الأمر “خطير للغاية”، وذكرت ما قاله رجل أعمال أمريكي في وصفه قبل أشهر لبن سلمان بعد لقاء له معه إن “لدى هذا الرجل أفكار جيدة للغاية، ولديه أفكار سيئة للغاية”.

وخلصت كوفمان إلى أنه بات واضحاً أن ترامب يفضل التغاضي عن أفكار بن سلمان السيئة للغاية.

أما الكاتبة دومينيك نورا، فتساءلت في مقال لمجلة “لونوفل أوبسرفاتور” “إن كانت الموجة الجيوستراتيجية لمقتل خاشقجي ستمثل نهاية للنفاق الذي طبع تعامل الغرب مع تجاوزات السعودية الاستبدادية بل الدموية؟”.

وأضافت الكاتبة، أن هذه القضية جديرة بأن تكون سيناريو لإحدى قصص جون لو كاريه، لافتة إلى نفي السعودية الوقوف وراء الجريمة يستوجب من الرياض أن تقدم دليلاً يثبت خروج خاشقجي من القنصلية في اسطنبول، رغم أن كل المعطيات المتوفرة حتى الآن تثبت أنه لم يخرج منها.

أما المراسلة السابقة لصحيفة “لاكروا” في الرياض، كلارانس رودريغيز، فكتبت أن خاشقجي ليس متهماً سوى “بقول الحقيقة ويقدم الأشياء كما هي، أي أنه يمارس بكل بساطة عمله الصحفي دون أن يكون ناشطا سياسيا”. ووصفته بـ”الصوت النشاز في المملكة المغلقة”.

وتحت عنوان “الشركات العالمية تدير ظهرها لدافوس الصحراء”، كتبت صحيفة “ليزيكو” المتخصصة في الاقتصاد، أن قضية اختفاء خاشقجي تلقي بظلالها على هذا المؤتمر، حيث يجد ولي العهد السعودي، صعوبة كبيرة في إقناع العديد من رجال الأعمال والشركات العالمية بالإبقاء على مشاركتهم في الفعاليات، حيث أعلن كثير منهم انسحابهم من المشاركة في المؤتمر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: