دعوات أمريكية لملاحقة بن سلمان… وترامب يمهد لتبرئته… اردوغان يتحدث عن مواد سامة والقنصل يعود إلى الرياض قبل تفتيش منزله
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تحادث هاتفيا مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي «نفى قطعيًا أي علم له بما حصل في قنصليتهم بتركيا بخصوص (اغتيال الصحافي السعودي جمال) خاشقجي». وقال ترامب إن بن سلمان وعد بإجراء تحقيق «كامل» في القضية، وهو ما أوحى بالعمل على وجود صفقة يتم من خلالها تحميل القضية لمسؤولين أو موظفين في الأمن، رغم تصريحه لقناة «فوكس نيوز» انه «اذا كان العاهل السعودي او ولي عهده يعلمان بما حدث سيكون ذلك سيئا جدا».
فيما واصلت وسائل الإعلام الأمريكية ومسؤولون أمريكيون كبار التصعيد في القضية، وتوجيه أصابع الاتهام مباشرة لبن سلمان.
وترافق ذلك مع حملة داخل السعودية لدعم بن سلمان، حيث وزعت وزارة الإعلام السعودية تعميما على المدارس للحديث بشكل يومي خلال الأسبوع عن ضرورة دعم الشعب لمواقف المملكة والملك سلمان وولي العهد، وترافق ذلك مع إعلان وسائل إعلام محلية أن السلطات في المملكة العربية السعودية أصدرت توجيهات بإعادة صرف العلاوة السنوية لموظفي الدولة بداية من العام المقبل. ونقلت صحيفة عكاظ عن مصادر لم تسمها أن توجيهات «عليا» صدرت «بصرف العلاوة السنوية لكافة موظفي الدولة المدنيين والعسكريين… اعتبارا من بداية السنة الميلادية القادمة».
توعد عضوان يتمتعان بنفوذ في مجلس الشيوخ الأمريكي، السعودية، الثلاثاء، بإجراءات «شديدة القوة» بعد اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ودعا أحدهما، وهو السيناتور ليندسي غراهام القريب من دونالد ترامب، الى إقصاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن السلطة.
الرياض تطلب دعم مواطنيها وتعدهم بعلاوات… وسفيرها لن يعود إلى واشنطن
وقال غراهام في إطار أحد البرامج المفضلة لترامب «فوكس أند فراندز» عن وليّ العهد السعودي «هذا الرجل مدمر، لقد قتل خاشقجي».
وبعد أن أجرى اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الإثنين، قال ترامب إن خاشقجي «يمكن أن يكون قتل على أيدي قتلة خارجين عن السيطرة».
وبخلاف ترامب، شنّ غراهام حملة على السعودية عبر شبكة «فوكس نيوز» القريبة من سياسة الرئيس الأمريكي.
وقال غراهام إن السعودية ارتكبت هذا العمل «على مرأى منا (…) إنهم لا يضمرون لنا سوى الازدراء، لماذا يحرجون شخصا مثلي ومثل الرئيس بعد كل ما قام به؟ لا بد لهذا الرجل من الرحيل»، في إشارة إلى ولي العهد السعودي.
وردا على سؤال حول ما إذا كان على الرئيس الأمريكي فرض عقوبات على المملكة، قال غراهام «الأمر يعود إلى الرئيس. أعرف ما سأقوم به شخصيا: سنفرض عقوبات الحد الأقصى على السعودية» داخل الكونغرس.
وقال السيناتور الجمهوري أيضا «كنت دائما أدافع عن السعودية داخل الكونغرس لأنها حليف جيد»، قبل أن يضيف «إن شخصية محمد بن سلمان مؤذية حسب رأيي. لا يمكن أن يكون قائدا عالميا على الساحة الدولية».
من جهته رفض السيناتور الجمهوري الآخر، ماركو روبيو، الأخذ في الاعتبار الخوف من فقدان صفقات تسلح مع الرياض في حال فرض عقوبات عليها.
وقال في هذا الإطار عبر شبكة سي أن أن «أنا لا يهمني كم يمثل هذا الأمر من أموال. لا يوجد أي مبلغ في العالم يمكن أن يشتري مصداقيتنا حول حقوق الإنسان وطريقة تعاطي الدول معنا».
وتابع السيناتور روبيو «لقد كانت لدينا منذ زمن طويل هذه المخاوف بأن يكون ولي العهد هذا الشاب العدواني»، معتبرا أن «مجلس الشيوخ والكونغرس سيتحركان».
وختم روبيو قائلا «إن مدى هذه الإجراءات المحددة سيكون بالطبع موضع نقاش، إلا أنها ستكون شديدة القوة وكبيرة. سنرى ما ستقوم به الإدارة، إلا أنها بالنهاية ستنصاع على الأرجح».
وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أمس الثلاثاء، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب متحدة تماما في الدعوة لإجراء تحقيق في اختفاء خاشقجي، لكن لديها أيضا علاقة مهمة مع الرياض.
وقال للصحافيين «أعتقد أننا متحدون في الإدارة بشأن الدعوة إلى تحقيق في هذا (الأمر). يتعين أن نعرف حقيقة ما حدث… بالطبع لدينا علاقة قديمة (مع السعودية) مهمة للغاية بالنسبة لنا، لكن ذلك لا يعني أن نتجاهل بأي شكل من الأشكال هذه الواقعة أو نهون منها».
وأضاف «نحن مستمرون في الاعتقاد بأن المسؤولين عنه سيحاسبون».
من جانبه، قال ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تحتاج إلى معرفة أي دور قامت به السعودية في اختفاء الصحافي جمال خاشقجي قبل أن تتخذ قرارا.
وأردف: «لا أستطيع أن أتخيل ألا نتخذ إجراء إزاء ما نتصور أنه حدث».
وبحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس الثلاثاء في الرياض، مع العاهل السعودي وولي العهد، في قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي. وأعلن متحدث باسمه على هامش اللقاءات، أن السعوديين وافقوا على ضرورة القيام بتحقيق «معمق» في القضية.
ودعت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة السعودية وتركيا، أمس الثلاثاء، إلى الكشف عن جميع المعلومات المتعلقة باختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، واحتمال مقتله، مضيفة أن الحصانة يجب أن ترفع عن المقار الدبلوماسية والمسؤولين.
ورحبت ميشيل باشليه مفوضة حقوق الإنسان، في بيان، بالسماح بدخول المحققين مبنى القنصلية برغم مرور نحو أسبوعين على اختفاء خاشقجي. ودعت السلطات في البلدين إلى ضمان عدم وضع المزيد من العقبات في طريق إجراء تحقيق فوري وشامل وفعال ومحايد وشفاف.
هذا وتمكن المحققون الأتراك من دخول مبنى القنصلية ومنزل القنصل الذي غادر إلى بلاده أمس.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الثلاثاء، إن النيابة العامة التركية قد تلجأ لأخذ إفادات أشخاص في القنصلية السعودية في إطار التحقيقات بقضية اختفاء الإعلامي جمال خاشقجي.
وأثناء حديثه للصحافيين في البرلمان أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان احتمال إعادة طلاء بعض أجزاء القنصلية.
وأضاف «يبحث التحقيق في العديد من الأمور مثل وجود مواد سامة، وهذه المواد أزيلت عن طريق إعادة طلائها». وفي السياق غادر القنصل في اسطنبول محمد العتيبي عائدا إلى الرياض قبل تفتيش منزله.
ويزور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تركيا، اليوم الأربعاء، قادما من السعودية، حيث أجرى محادثات تمحورت حول قضية اختفاء خاشقجي.
وأشارت وسائل إعلام سعودية إلى أن السلطات السعودية ستشرع في استدعاء بعض من تداولت وسائل الإعلام التركية أسماءهم في حادثة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، وذلك للاستفسار عن سبب وجودهم في إسطنبول في التوقيت نفسه الذي يتقاطع مع آخر ظهور علني لخاشقجي.
وكشفت المعلومات أن الرياض ستبدأ إجراءات استدعاء للتحقق من صحة المزاعم حول تورطهم في اختفاء خاشقجي.
وفي السياق، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس، أن السفير السعودي الأمير خالد بن سلمان الذي غادر واشنطن الأسبوع الماضي وعاد إلى الرياض، لن يعود إلى منصبه في واشنطن مرة أخرى، حسب مسؤول أمريكي.