الاستعداد للأسوأ يرافق تفاؤل بروكسل بشأن بريكست

شدد العديد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الاثنين، بُعيد وصولهم إلى اجتماع في لوكسمبورغ، على أن التوصل إلى اتفاق مع لندن حول بريكست لا يزال ممكنا، إلا أن التكتل يستعد في الوقت نفسه لمواجهة الأسوأ أي الطلاق بين الاتحاد الأوروبي ولندن من دون اتفاق، وهو السيناريو الذي لا يحبذه الطرفان.

لم تتوصل مباحثات مكثفة الأحد في بروكسل إلى دفع المفاوضات بين بروكسل ولندن التي ما زالت تتعثر خصوصا بسبب قضية الحدود الإيرلندية بعد بريكست، وذلك قبل قمة أوروبية ستفتتح الأربعاء ببروكسل.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الاثنين في لوكسمبورغ “بالتأكيد إنها فترة صعبة، هناك مسألة أو اثنتان معلقتان لكنني أعتقد أنه بإمكاننا التوصل إلى حل” مؤكدا تحقيق “تقدم مهم”.

وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس “نحن مستعدون لكل الاحتمالات، ومع أن الوقت يضغط الآن نعتقد أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق بين المفوضية والمملكة المتحدة وسنبذل كل ما في وسعنا للتوصل إلى ذلك في الأيام القريبة”.

وسيكون على شركاء المملكة المتحدة الـ27 أن يقرروا الخطوات الواجب إتباعها خلال عشاء عمل الأربعاء قبل القمة الأوروبية بحضور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

وأكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس “نواصل العمل من أجل اتفاق، لكن عملنا على الاستعداد لكافة الاحتمالات مستمر ويتكثف” في حال غياب اتفاق.

ويرجح أن تصدر عنهم رسالة مزدوجة مفادها أن المفاوضات متواصلة، لكن الاتحاد الأوروبي عليه الاستعداد لفرضية فراق دون اتفاق “ليس لأن الاتفاق بات غير ممكن بل لأن العد العكسي بدأ”.

وعبر وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل عن ثقته الاثنين قائلا “لن يحدث أي شيء قبل القمة، لن يكون لدينا اتفاق هذا الأسبوع، لكن لا ينبغي التهويل. ما زال هناك وقت، ما زال أمامنا شهر، ويصعب علي تخيل أننا لن نتوصل إلى اتفاق”.

هايكو ماس: مستعدون لفشل بريكست لكننا سنبذل كل ما في وسعنا للاتفاق
هايكو ماس: مستعدون لفشل بريكست لكننا سنبذل كل ما في وسعنا للاتفاق

ويبدي الإيرلنديون قلقا بعد فشل مفاوضات نهاية الأسبوع، حيث قال سيمون كوفيني وزير الخارجية الإيرلندي “الأمر محبط ومخيب للآمال من وجهة نظر إيرلندية، لأن إيرلندا هي البلد الأكثر تعرضا لانعكاسات بريكست”، موضحا “بالنسبة إلينا يتعين الوفاء بالتزامات قطعت سابقا، وهذا ما أردده باستمرار، وما لا تتوقف الحكومة الإيرلندية عن ترديده”.

وتعثرت المفاوضات مجددا في نهاية الأسبوع الماضي بشأن صعوبة ضمان ألا يؤدي بريكست إلى عودة الحدود بين جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإيرلندا الشمالية المقاطعة التابعة للمملكة المتحدة.

وأوضح أحد أعضاء الوفود أن “المفاوضين حاولوا في الاجتماعات الأخيرة إعداد تصور لكن البريطانيين رفضوه” مضيفا بلهجة تحذير “هناك مأزق في هذه المرحلة، لكنه ليس نهائيا، ويعود إلى البريطانيين أمر حسمه”.

وعقد الحزب الوحدوي الديمقراطي الإيرلندي الشمالي الصغير عمليات التحكيم التي يتعين على رئيسة الوزراء البريطانية القيام بها للتوصل إلى اتفاق.

وقال المتحدث باسم الحزب حول بريكست سامي ويلسون لصحيفة بلفاست نيوزلتر أثناء تصويت في البرلمان البريطاني “لا أرى أي اتفاق ستحصل عليه الأغلبية”، مضيفا “بالتالي من المرجح أنه سيكون حتميا الوصول إلى سيناريو عدم وجود اتفاق”.

وصرح ليو فارادكار، رئيس الوزراء الإيرلندي، بأنه يتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن خروج الأخيرة، في نوفمبر أو ديسمبر المقبلين.

وقال فارادكار في دبلن الاثنين، إنه لا أحد يعرف بشكل مؤكد متى يمكن الوصول إلى اتفاقية، مضيفا أنه رأى أن من غير المحتمل، رغم الأصوات المتفائلة، أن يتم التوصل إلى هذه الاتفاقية خلال الأسبوع الجاري.

واستبعد رئيس الوزراء الإيرلندي خروج بريطانيا في التاسع والعشرين من مارس المقبل من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، موضحا أن التداعيات الكارثية المحتمل حدوثها لبريطانيا تعارض هذا التصور.

وثمة خطر أن تخرج بريطانيا بهذا الشكل في حال لم تتفق لندن وبروكسل على هذه الخطوة في الوقت المناسب، أو في حال رفض البرلمان البريطاني الاتفاقية بهذا الخصوص، ولم يعد أي من هذين الاحتمالين مستبعدا في الوقت الراهن.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: