تجاوز عقبة جزر القمر يعزز حظوظ المنتخب المغربي

تكمن الصعوبة التي سيواجهها ممثلو العرب في التصفيات أنه يتعيّن عليهم خوض الجولتين أمام نفس المنافس خلال فترة زمنية قليلة لا تتجاوز أربعة أيام، وهو ما يفرض عليهم تحقيق نتائج إيجابية لمواصلة طموحاتهم لحجز مقاعدهم بالبطولة التي ستضم 24 منتخبا للمرة الأولى في تاريخها.

ويسعى منتخب المغرب لمواصلة صحوته في المجموعة الثانية، حينما يلاقي منتخب جزر القمر. ونجحوا”أسود الأطلس” في تعويض خسارته بالجولة الأولى أمام الكاميرون، وذلك بعد تغلبهم 3-0 على ضيفهم المالاوي في الجولة الثانية.

ويسعى المنتخب المغربي بقيادة مديره الفني هيرفي رينارد لتحقيق الفوز على جزر القمر من أجل الاقتراب أكثر من حسم التأهل لكأس أفريقيا، إذ أن هذه المجموعة تضم المنتخب الكاميروني الدولة المنظمة لكأس أفريقيا 2019، لذا فإن أسود الأطلس مطالبين بتحقيق المركز الثاني على الأقل من أجل التأهل للبطولة الأفريقية.

ويحتل المنتخب المغربي المركز الثاني في المجموعة الثانية، بعد أن تمكن من جمع ثلاث نقاط فقط خلال الجولتين الماضيتين، إذ أن أسود الأطلس تمكّنوا من الفوز في الجولة الماضية على منتخب المالاوي.

مباراة المنتخب التونسي لكرة القدم أمام النيجر، لن تكون سهلة رغم كل ما يقال عن مستوى المنافس

أما منتخب جزر القمر فيعتبر هو الحلقة الأضعف في هذه المجموعة، خاصة وأنه تمكّن من حصد نقطة وحيدة فقط خلال الجولتين الماضيتين من تعادله أمام منتخب الكاميرون، لذا فإن فوز المنتخب المغربي سيكون مطالبا بالفوز ذهابا وإيابا على جزر القمر من أجل الاقتراب من حسم بطاقة التأهل والعبور لكأس أفريقيا 2019.

ورطة واضحة

يقع الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب المغربي، في ورطة واضحة، بسبب غياب بعض العناصر الأساسية لأسود الأطلس عن مواجهتي جزر القمر المقبلتين، ولعل أبرزهم حكيم زياش. وقد يتسبب غياب زياش وأمين حارث للإصابة، وسفيان بوفال لأسباب فنية، في بعض المتاعب للمدرب، الذي يفتقد للاعبين بهذه المواصفات في محور الوسط، ما يضطره إلى تعديل حساباته والشكل الذي تعوّد اللعب به في المباريات الأخيرة. في ظرف وجيز، تحول زياش للاعب مهم ومحوري في خط وسط ميدان منتخب المغرب، بعد أن فرض نفسه كعنصر تدور حوله خطة اللعب ككل، بجانب أنه الهداف الحالي للفريق برصيد 10 أهداف. اللاعب الذي استقدمه بادو الزاكي للعب لأسود الأطلس، نجح مع رينارد في أن يكون مهندس خط الوسط ومتعهد الكرات الثابتة وضربات الجزاء، وأيضا اللاعب الذي يتأثر المنتخب بغيابه، وهو ما يثير قليلا من القلق لمدرب المغرب بسبب إصابته والتي ستجعله يغيب عن المواجهة المقبلة.

غياب زياش سيفرض على رينارد تغيير الشكل الخططي للأسود وطريقته الاعتيادية والعودة للعب بـ4-4-2، إلا أن مصدر القلق هو أن القائمة الحالية تشهد غياب لاعب من عيّنته ويملك نفس مواصفاته. قد يساهم غياب زياش في عودة مبارك بوصوفة، صاحب الخبرة الكبيرة والعنصر القادر على التحكم في الإيقاع، بعدما غاب عن مواجهة مالاوي، كما قد يُسند ليونس بلهندة أداء دور الأول بالتحول لصانع للعب، دون التقيد بالأدوار الدفاعية التي تعوّد عليها طيلة الفترة السابقة.

من بين العناصر التي ستستفيد من غياب زياش، الهداف خالد بوطيب، والذي فقد مكانه في المباريات السابقة لمصلحة يوسف النصيري. رينارد قد يتجه للدفع ببوطيب كرأس حربة، واعتماد اللاعبين النصيري ونورالدين ألمرابط كجناحين، وهو الشكل القديم الذي خاض به منتخب المغرب أمم أفريقيا التي احتضنتها الغابون.

وكان إقبال الجمهور المغربي ضعيفًا، على تذاكر المباراة، رغم انطلاق عملية البيع منذ الاثنين الماضي. وتم طرح التذاكر للبيع، في عدة نقاط، بمدينتي الرباط والدار البيضاء، كما سمح الاتحاد المغربي لكرة القدم، بشراء التذاكر عبر الإنترنت. وينتظر أن يرتفع الإقبال على التذاكر، مع اقتراب موعد المباراة.

ومن ناحية أخرى تبدو الفرصة مواتية أمام منتخب تونس لمواصلة بدايته الجيدة في المجموعة العاشرة، حيث يواجه منتخب النيجر. وكانت تونس فازت 1-0 على ضيفتها مصر في بداية مشوارها بالمجموعة، قبل أن تفوز 2-0 على مضيفتها أي سواتيني (سوازيلاند سابقا).

ويدخل منتخب “نسور قرطاج” هذه المباراة محتلا صدارة جدول المجموعة العاشرة بعد مرور جولتين من منافساتها، فبدأ المنتخب التونسي مشواره بالمجموعة بالفوز على منتخب مصر، ثم الفوز على منتخب سوازيلاند في الجولة الثانية، ليجمع نسور قرطاج ست نقاط، وضعتهم بالمركز الأول في هذه المجموعة.

الحلقة الأضعف

أما منتخب النيجر فيأتي في المركز الرابع والأخير بهذه المجموعة، فبعد تعادله في الجولة الأولى سلبيا أمام منتخب سوازيلاند، تلقى منتخب النيجر هزيمة ثقيلة من المنتخب المصري بنتيجة 6-0 في المباراة التي أٌقيمت بينهما على ملعب السلام بالقاهرة.

ويسعى منتخب نسور قرطاج للفوز على النيجر ذهابا وإيابا في الجولتين الثالثة والرابعة من أجل ضمان حجز بطاقة التأهل والعبور لكأس أفريقيا 2019 بالكاميرون، خاصة وأن المنتخب التونسي سيواجه نظيره المصري في الجولة الخامسة، قبل أن يختتم منافسات هذه المجموعة بمواجهة منتخب سوازيلاند بالجولة السادسة والأخيرة.

مدرب المنتخب المغربي، في ورطة واضحة، بسبب غياب بعض العناصر الأساسية لأسود الأطلس عن مواجهتي جزر القمر المقبلتين

ووجه فوزي البنزرتي، مدرب منتخب تونس، الدعوة للاعبين جديدين تحسبا للمواجهتين المنتظرتين أمام النيجر. ويتعلق الأمر بكل من فراس بلعربي، صانع ألعاب النجم الساحلي وجاسم الحمدوني، جناح النادي الصفاقسي اللذين سيعوضان المصابين عصام الجبالي ووهبي الخزري. وسيكون منتخب تونس محروما من لاعبين آخرين في الموقعتين الأفريقيتين، وهما علي معلول ويوسف المساكني بسبب الإصابة أيضا.

يرى المدرب المساعد للمنتخب التونسي مراد العقبي أن مباراة النيجر، لن تكون سهلة رغم كل ما يقال عن مستوى المنافس. وقال العقبي “منتخب النيجر درسناه جيدا، ووقفنا على نقاط ضعفه، وسنحرص على استغلالها، لكننا حذّرنا اللاعبين من استسهال المهمة مهما كان مستوى المنافس”. وأضاف “تتواصل التحضيرات في ظروف طيبة وفي كنف الجدية، وقد ركزنا على جميع المستويات بما في ذلك المستوى النفسي والذهني نظرا إلى تفاوت مستوى المنتخبين على الورق”. وأكمل “حقيقة الميدان قد تعطينا شيئا مغايرا إذا استهترنا بالمنافس وتركنا له المساحات لتطوير لعبه والحصول على الثقة”.

وواصل “لاعبونا يدركون جيدا ما ينتظرهم السبت برادس قبل التفكير في لقاء العودة في 16 أكتوبر، وسنسعى بقوة للحصول على الثلاث نقاط من المواجهة الأولى ضد النيجر لأن منتخبنا لديه من الإمكانيات لمواصلة التصفيات الأفريقية بثبات ونجاح”.

يشار إلى أن منتخب النيجر وصل إلى تونس الخميس واكتفى جهازه الفني بإجراء فقرة تأهيلية لإزالة الإرهاق بمقر الإقامة، وأجرى، حصته التدريبية الأولى بالملعب الفرعي برادس، وأجرى الحصة الثانية الجمعة بالملعب الأولمبي برادس، في نفس توقيت المباراة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: