خاشقجي قتل وقُطِّع جسده بمنشار بقرار من الديوان الملكي… وترامب يطالب السعودية بتوضيحات
توالى أمس الأربعاء كشف معلومات من مصادر تركية وغربية تعزز فرضية قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول قبل أكثر من أسبوع.
وقال مصدر تركي إن الأمن التركي تأكد منذ اليوم الأول لاختفاء جمال خاشقجي عقب دخوله قنصلية بلاده، أنه قتل داخل أسوار القنصلية، وهو ما قاله مسؤولون أتراك لوكالة أنباء عالمية دون الكشف عن آلية تحققهم من هذا الأمر.
لكن المصدر الخاص ورفض الكشف عن اسمه، أشار إلى أن الجهات الرسمية لديها تسجيلات – لم يوضح ما إن كانت فيديو أم صوتا فقط – توضح ما جرى في داخل القنصلية في ذلك اليوم، وتؤكد الأنباء حول مقتل خاشقجي. ورغم تحفظه الشديد ألمح المصدر إلى أن هذه التسجيلات عبارة عن تسجيلات صوتية فقط.
صحف تركية تكشف أسماء «كتيبة الإعدام»: أحدهم حارس لبن سلمان وآخر خبير تشريح
ورداً على سؤال حول سبب تأخر الجهات الرسمية التركية في الإفصاح عن الدليل المتوفر من أجل وضع حد لحالة الجدل المتزايدة حول مصير خاشقجي، قال المصدر: «هناك الكثير من الاعتبارات وأغلبها سياسية، ولكن السبب الأهم أن تركيا لن تتمكن من نشر أو الإفصاح عن هذا الدليل، كون الأمر جرى بطريقة استخبارية ولها تبعات قانونية»، وذلك في إشارة إلى أن جهاز الاستخبارات التركية ربما تنصت على القنصلية، أو أنه تمكن من اختراق اتصالات القنصلية في ذلك اليوم.
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نقلًا عن مسؤول تركي رفيع المستوى، أن خاشقجي، قتل بعد ساعتين من وصوله قنصلية بلاده في إسطنبول، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم “الخيال الرخيص” الأمريكي الشهير.
وقال المسؤول إن مسؤولين كبار في الأمن التركي خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله في القنصلية السعودية بإسطنبول بناء على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي.
وأوضح أن خاشقجي تم قتله خلال ساعتين من وصوله القنصلية على يد عملاء سعوديين، وقاموا بتقطيع جسده بمنشار، أحضروه معهم لهذا الهدف.
وكانت وسائل إعلام تركية نشرت لأول مرة مساء الثلاثاء تسجيلات من كاميرات المراقبة التابعة للأمن التركي في محيط القنصلية السعودية في إسطنبول كما نشرت صور وأسماء أعضاء الفريق الأمني، وأحدهم يُعتقد أنه حارس لولي العهد السعودي، وآخر خبير في الطب الشرعي والتشريح.
واعتبر محللون أتراك، أمس الأربعاء، أن المشاهد والتفاصيل الجديدة التي جرى كشفها أمس تعزز نظرية مقتل خاشقجي داخل القنصلية، لا سيما وأن «فريق الاغتيال» السعودي أو («كتيبة الإعدام» كما سمتها الصحف التركية) تضمن عددا من المختصين بالطب العدلي وإخفاء الأدلة، إلى جانب حركة السيارات والفريق التي تشير إلى مساعيهم لإخفاء الجثة، التي لم يتبين مصيرها حتى اليوم.
وطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، توضيحات «على أعلى مستوى» من السعودية في شأن مصير خاشقجي.
وصرح للصحافيين في البيت الأبيض أنه تحدث إلى القيادة السعودية «أكثر من مرة» منذ اختفاء خاشقجي. وأضاف «هذا الوضع خطير جدا بالنسبة الينا وإلى البيت الأبيض .. أعتقد أننا سنتوصل إلى حقيقة الأمر». وتابع «لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث سواء لصحافيين أو لأي شخص».
وقال إنه والسيدة الأولى ميلانيا على اتصال بخديجة خطيبة خاشقجي، ويفكران في «إحضارها إلى البيت الأبيض».
كذلك، كشفت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز، أن كلا من مستشار الأمن القومي جون بولتون، ومستشار الرئيس الخاص جاريد كوشنر، ووزير الخارجية مايك بومبيو، أثار القضية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وطالبوا بـ«تفاصيل (عن اختفاء خاشقجي) وبأن تلتزم الحكومة السعودية الشفافية في ما يتصل بالتحقيق»
وفي باريس، أعلنت الخارجية الفرنسية، أنها «على اتصال بالسلطات السعودية» في شأن اختفاء خاشقجي، وكررت أملها «بكشف كل تفاصيل» هذه القضية.
وفي السياق، قال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية «تتابع عن كثب» قضية اختفاء خاشقجي. وأشار، إلى ضرورة تعاون السلطات السعودية والتركية بشكل كامل، من أجل التوصل إلى معلومات أكثر بشأن القضية.
وطالبت منظمة «مراسلون بلا حدود» أمس الأربعاء بإجراء تحقيق دولي مستقل لتحديد ملابسات اختفاء الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي