السلطات المغربية تعلن تفكيك شبكة إجرامية تنشط في مجال الهجرة غير الشرعية في طنجة الرباط
لا تزال الهجرة السرية من المغرب إلى أسبانيا عبر البحر تشغل السلطات في الرباط ومدريد، إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، كون الأراضي الإسبانية تشكل البوابة نحو القارة الأوروبية.
ورصدت السلطات المغربية تحركات منقطعة لقوارب الهجرة السرية، خصوصًا في الليل. فبعد أسبوعين على مقتل الشابة المغربية حياة برصاص عناصر البحرية المغربية، وإطلاق النار، الأربعاء، على قارب كان على متنه مهاجرون سريون وإصابة مهاجر قاصر يبلغ من العمر 16 ربيعًا برصاصة تحذيرية، وتوقيف باقي المهاجرين الذين يزيد عددهم على 40 شخصًا، أعلنت السلطات الأمنية المغربية في مدينة طنجة أنها تمكنت من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في مجال تنظيم الهجرة غير المشروعة، وذلك بتنسيق وثيق مع مفوضية الشرطة بأصيلة، وبناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية).
وأوضحت السلطات، في بلاغ لها أمس الخميس، أن العمليات الأمنية المنجزة في إطار هذه القضية أسفرت عن ضبط 19 شخصًا ينحدرون جميعًا من وسط البلاد وكانوا ينوون الهجرة سرًا إلى إسبانيا عبر قارب خشبي، بعد أدائهم مبالغ تتراوح من بين 10 آلاف درهم و15 آلف درهم (1101-1600 دولار)، كما تم توقيف أربعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بهذه الشبكة الإجرامية، من بينهم وسيط وسيدة كانت تخصص منزلها لإيواء واستقبال المرشحين للهجرة، فضلًا عن اثنين من منظمي الهجرة غير المشروعة.
وأضافت السلطات أنه تم الاحتفاظ بأعضاء هذه الشبكة الإجرامية رهن تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن امتدادات هذه الشبكة، سواء داخل المغرب أو خارجه، ورصد ارتباطاتها المُحتملة بشبكات إجرامية أخرى.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية «لاماب»، فإن هذه القضية «تندرج في إطار العمليات المكثفة التي تباشرها المصالح الأمنية لمكافحة الشبكات الإجرامية التي تنشط في مجال تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر».
وأكد وزير الداخلية الإسباني، فيناندو غراندي مارلاسكا، أن المغرب «يعتبر شريكًا أساسيًا، رئيسيًا وموثوقًا» تجمعه بالاتحاد الأوروبي، وبإسبانيا بشكل خاص، علاقات مثمرة سواء في مجال مكافحة الإرهاب أو على صعيد تدبير تدفق الهجرة.
ودعا الوزير الإسباني إلى عمل مشترك ومتشاور بين الرباط ومدريد لمعالجة ظاهرة الهجرة السرية التي لها انعكاس على المغرب وإسبانيا على حد سواء، وعلى أوروبا أيضًا، وعلى جزء كبير من إفريقيا. وقال: «منذ الإغلاق التدريجي للطريق الشرقية والوسطى للهجرة، خاصة عبر ليبيا، يواجه المغرب ضغطًا قويًا للهجرة»، وأكد أن العمل المشترك بين البلدين في ميدان مكافحة الهجرة السرية لم يقتصر على مراقبة تدفقات الهجرة، بل على مستوى مافيات الاتجار بالبشر أيضًا، من أجل ضمان أمن حدودهما.
وأكد مسؤولون أروبيون، شاركوا في قمة مجموعة الستة لأوروبا، بمدينة ليون (وسط شرق فرنسا) أن المغرب الذي يعتبر شريكًا مهمًا وأساسيًا للاتحاد الأوروبي، لديه كل المؤهلات من أجل المساهمة بشكل فعال في تنمية وتقدم المنطقة الأورو-متوسطية.
وشارك المغرب، ممثلاً في وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، يومي الإثنين والثلاثاء، في قمة الوزراء المكلفين بالشؤون الداخلية لكل من فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، وبولونيا، التي دعي إليها إلى جانب الولايات المتحدة، وذلك اعترافًا بدوره في مجال محاربة الإرهاب والحفاظ على الأمن.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية عن المندوب الأوروبي المكلف بالهجرة والشؤون الداخلية والمواطنة، ديميتري أفراموبولوس، إنه يجب ألا يقتصر الأمر على المغرب والاتحاد الأوروبي في مواصلة التعاون بينهما، إنما يجب العمل بشكل مشترك من أجل مواجهة الوضعية الصعبة التي تجتازها المنطقة الأورو –متوسطية برمتها، سواء على صعيد الهجرة أم في مجال الأمن.
وأشاد أفراموبولوس بالعلاقات الممتازة التي تجمعه مع المسؤولين المغاربة المكلفين بهذه الملفات، والدور الذي يضطلع به المغرب في هذا الإطار، والدعم الملموس الذي يقدمه من أجل المساهمة في تنمية منطقة ذات أهمية بالغة على المستويين الجيو-سياسي، والجيو-استراتيجي.