أمين عام «التقدم والاشتراكية» المغربي يدعو لإعادة الثقة للمواطنين عبر هيئات سياسية تعبر عن تطلعاتهم

Oct-08

دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي المشارك بالحكومة) إلى ضرورة إعادة الثقة للمواطنين من خلال هيئات سياسية قادرة على تبني خطاب مقنع للتعبير عن مطامحهم وانتظاراتهم.
وأكد نبيل بن عبد الله، في لقاء حزبي في مراكش تحت شعار «متطلبات النفس الديمقراطي الجديد»، على اتخاذ إجراءات وتغييرات ملموسة «نريد من خلالها مغرب الإصلاح والديمقراطية والاقتصاد القوي»، قائلاً: «إن مشاركتنا داخل الحكومة تصب نحو الدفع بمسار الإصلاح لبناء اقتصاد قوي وشفاف من أجل تحقيق عدالة اجتماعية حقيقية».
وأكد أن هذه الإصلاحات تحتاج إلى المزيد من الجهود من طرف جميع القوى السياسية والمسؤولين من أجل إعادة الثقة إلى المواطنين والالتفات أكثر إلى همومهم حتى يستفيد الجميع من ثمار التنمية. وأضاف المسؤول الحزبي: «إذا كان المغرب قد تقدم في إصلاحاته بالعديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية التي تهم الاستثمارات، والسكن والصحة، وغيرها من المرافق التنموية، فإن ذلك لا يجب أن يحجب عنا ما تعانيه فئات من المواطنين من شعور بالحرمان وفوارق اجتماعية، جعلت المغاربة ترى أن ثمار التنمية التي أنتجناها في هذ البلاد لا تتوزع بشكل لائق، لأن فئة قليلة استفادت بشكل كبير من هذه المشاريع بطرق غير مشروعة»، وهو ما يتطلب ضرورة خلق جو سياسي إيجابي يسهم في بناء ظروف جديدة هادفة نحو بناء ثقافة في المؤسسات السياسية والإدارة». وقال إن الحركات المجتمعية التي عرفها المغرب «تعود لأسباب اجتماعية صرفة ولأسباب مرتبطة أحيانًا بالكرامة فقط، لأن المواطنين المغاربة لا يحسون بأن كرامته تحترم، ويشعرون بالحيرة رغم المجهودات التي قمنا بها، لهذا ظل حزب التقدم والاشتراكية يدق ناقوس الخطر على هذه المشاكل وينبه إلى أن مشاكل من هذا النوع إن لم نعالجها بخطاب صريح وتأطير سوي من طرف أحزاب سياسية حقيقية». ونبه بنعبد الله من قيام «عدد من المستثمرين الكبار أصبحوا يفضلون الاستثمار والعيش خارج المغرب»، وذلك مع ظهور «ظاهرة الرأسمال الجبان الذي يخرج أمواله لبلدان أخرى، وبالتالي ينقص الاستثمار الذي ينقص معه التشغيل، فيضعف الرواج الاقتصادي فتتأزم الأوضاع أكثر». ودعا كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة إلى الانتباه إلى الهاجس الاجتماعي الذي يتطلب من الحكومة تفعيل إجراءات ملموسة في هذا المجال، وأكد أن حزبه سيستمر في حمل مشعل الإصلاح والنضال من أجل الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية».
وقال بن عبد الله: «يجب على كل القوى السياسية أن تأخذ طريق جادة الصواب والتوحد والابتعاد عن التراشقات المجانية والعبثية لأن ذلك لا يهم المغاربة»، لأنه يتعين على المغرب اليوم أن يخلق ظروفًا جديدة ترد ثقة المواطنين في المؤسسات والإدارة الأحزاب السياسية»، و«أن الثقة لا ترد بالكلام فقط، بل بالإجراءات الملموسة، وهذا دور يقع على عاتقنا جميعًا».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: