حكومة لاحول و لا قوة إلا بالله
بقلم شعيب جمال لدين
لم يسبق في تاريخ المغرب الحديث أن رأينا حكومة مثل هذه جمعت في تشكيلتها كل الإقطاعييين و الإنتهازيين همهم الأول والأخير تحقيق مصالحهم الشخصية، أما مصالح الشعب فلا تتجلى أهميتها إلا عند إقتراب مسرحية الإنتخابات حينما يكون في حاجة ماسة للأصواته، أنذاك ينزلون من برجهم العالي بشكل مؤقت، ثم يعودون لمكانهم بعد تحقيق أهدافهم الغير نبيلة بطبيعة الحال.
كيف نرجو الخير في حكومة يترأسها أضعف رئيس مر في تاريخ الحكومات، شخصية أخطأ في حقه قيادة حزبه عندما وافقوا على قيادتهم وقيادة الحكومة..مسالم، هادئ، ضعيف الشخصية، يفتقد للكاريزمة، رجل بهذه الصفات لا مكان له مع التماسيح والعفاريت المحاطين به من كل جانب، بكل تأكيد سيكون مثل حال النعجة وهي وسط الذئاب ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كيف نرجو الخير في حكومة يوجد بها رجل مثل امحند لعنصر منذ سنة 1978 وهو ينتقل من منصب حكومي إلى آخر أفضل من سابقه، واليوم تم تزكيته من طرف حزبه لقيادتهم لولاية تاسعة ليكمل بذالك 36 سنة على رأس الأمانة..حزب السنبلة يظهر أن مشكلته ليس في غياب الكفاءات بل في سيطرة الإقطاعيين وأصحاب الشكارة الذين يرون في إستمرارية لعنصر ضمانة لمصالحهم.
كيف نرجو الخير في حكومة يتواجد بها عزيز أخنوش رجل الدولة العميقة في دهاليز الحكومة، وعينها على القرارات الهامة التي تمر من المجلس الحكومي، إنه ببساطة الرئيس الفعلي للحكومة.
كيف نرجو الخير في حكومة يتواجد بها حزب يرأسه شخص مثل لشكر ذو الوجهين أكبر مرواغ عرفته الساحة السياسية مرة مع المخزن إذا مالت الكفة له وعند إقتراب الإنتخابات يصبح صوت الطبقة الكادحة..رجل إذا صرخ في وجه الدولة فعلم أنه يبحث فقط عن منصب ليصمت وحكاية توليه الأمانة العامة للحكومة عندما كان حزبه في المعارضة لا زالت راسخة في أذهاننا، هل سمعتم يوما أن رئيسا لحزب يدعي أنه صوت الطبقة الشعبية يستفيد من أراضي تابعة للدولة في أرقى أحياء الرباط بسعر بخس وهي القصة التي إنفجرت في صيف عام 2016 وعرفت حينها بـ (فضيحة خدام الدولة) في إشارة إلى تقديم النظام للإمتيازات خاصة (لخدامه) في إطار الريع السياسي، حزب الإتحاد الإشتراكي أعلن وفاته رسميا منذ قيادته لحكومة التناوب عندما تخلى وزراءه عن شعارات المعارضة ليستفيدوا من الوضع الجديد ولنا في السيد خالد عليوة أفضل مثال وما خفي كان أعظم.
كيف نرجو الخير في حكومة يتواجد بها رجل كل همه أن يكون وزيرا مهما كانت إيدولوجية رئيس الحكومة، فالسيد نبيل بن عبد الله الشيوعي المرجعية معروف عليه منذ زمان بأنه مستعد للتحالف مع الشيطان مقابل منحه منصب حكومي، بخلاصة إنه شخص يكره أن يلعب دور المعارضة، فهو يعتبر هذا التوجه خاص بالبؤساء، فالرجل من شكله البرجوازي لا يمكنه أن يقوم بالصراخ في البرلمان ضد قرارات الحكومة والدفاع عن مطالب الشعبية للشعب إنه دور مسرحي لن يستطيع إتقانه ولا يتماشى على الإطلاق مع شخصيته.
اليوم نحن أمام فشل واضح ومعلن للحكومة في معالجة عدد من المشاكل فالأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والتعليمية وصلت إلى مستويات خطيرة لم يسبق لها مثيل منذ سنوات الرصاص..لهذا أصبح الملك محمد السادس بصفته ملك البلاد مطالب وبإلحاح إتخاد قرارات جريئة للإنقاد ما يمكن إنقاذه ومن أولويات القرارات، إقالة الحكومة وإعلان حالة إسثتناء شبيهة بما وقع سنة 1965 وفي حالة تعذر تنفيد هذه الخطوة لظروف معينة سيكون أمامنا خيار واحد هو تعيين حكومة تيقنوقراط تتكون من أسماء مشهود لها بالكفاءة العلمية، ووضع برنامج مستعجل للإيجاد حلول سريعة للمشاكل الراهنة فأي تماطل أو تأخير في إتخاد التدابير سيكون له ثمن غالي جدا لا يمكن التنبوء بنتائجه الوخيمة…تحياتي